مسقط ـ “الوطن” :اختتمت مؤخرا التصفيات النهائية على مستوى السلطنة لمسابقة الشعر الفصيح والشعر الشعبي والإلقاء ضمن فعاليات مسابقة الأندية للإبداع الشبابي 2016/2017م وذلك على مسرح كلية عمان
وقد أوضح الدكتور سالم العريمي أحد أعضاء لجنة التحكيم في مسابقة الشعر الفصيح بأنه برغم تفاوت المستويات الشعرية لدى الشعراء المشاركين وتباين مستواهم إلا أنهم يسلكون الطرائق الشعرية المختلفة بثقة واقتدار ويحاولون أن يرتقوا بتجاربهم وفق المعطيات الشعرية التي أمامهم سواء أكانت قديمة أو حديثة وأظنهم يسيرون في المسلك الصحيح الذي حتما سيرتفع بالمستوى الشعرى لديهم ولو بعد حين. ولدينا مواهب شابة حقيقية تبشر بجيل شعري متميز، وأضاف العريمي: تمثل هذا المسابقة ساحة شعرية جميلة وملتقى يجمع المواهب ويصقل القدرات ويكتشف الإمكانات الشعرية الجديدة وهي فرصة لتثاقف الشعراء وامتزاج الأفكار وبث روح التنافس الإيجابي لديهم وهي فرصة لمنحهم منصة شعرية يبدعون فيها قصائدهم ويشاركون المتلقّي نتاجهم الشعري لتكوين حلقة متصلة مع القارئ والمستمع وليمتد صوتهم إلى مناطق أوسع ومساحات شعرية أرحب، وتابع العريمي حديثه بشكره للشعراء على هذا النتاج الشعري المميز وعلى إيجابيتهم المتمثلة في المشاركة في المسابقة والمسلك الشعري الجاد يحتاج قراءة مكثفة وواعية ومتابعة للجديد الشعري عند الآخرين والمساهمة في الملتقيات الشعرية لأجل كسب الخبرات والاطلاع على التجارب الجادة مع الاهتمام بالجانب النقدي سواء من قبل النقاد أم من قبل الشاعر ذاته فالنقد يقوّم التجربة ويضيف إليها ويدفعها إلى الأمام بقوة وتقانة مع تمانيتنا للجميع بالتوفيق.
أما الدكتورة فاطمة الشيدية فقد أشارت بأن المتسابقين يمثلون الجيل الجديد بما يمتلك من أدوات شعرية وفنية ومن تكوين معرفي جديد ولذا فلا عجب أن يكون منهم من يمتلك مكمنات الإبداع وطاقاته الخلاقة ومنهم من يسير على هذا الدرب مؤكدة بأنه رغم تفاوت مستويات النصوص وهو أمر طبيعي جدا إلا أن الجميع يمتلك مقومات الإبداع اللغوي والفني ولذا فهم يمضون على الطريق السليم، وأضافت الشيدية بأن المسابقة تمثل قيمة إبداعية وأساسا منهجيا رائعا في بناء الجيل القادم في كافة المجالات الفنية والثقافية وهي بما توفره من مناخ ثقافي وفني صحي ومن تشجيع مستمر ماديا ومعنويا تمثل محفزا على العطاء، وهو دور مهم وعظيم في صناعة الأجيال ومسابقة الشعر مثل غيرها من فروع المسابقة ضوء يدفع للسير قدما في هذا المجال وسيثمر إبداعا وعطاء بإذن الله، واختتمت الدكتورة فاطمة الشيدية حديثها قائلة كل الأمنيات للشعراء الجدد والدعوة المستمرة للتزود من معين الإبداع والقراءة أبدا والعمل على تجويد الكتابة خارج المسابقات لأن المسابقة قد تظهر شاعرا ولكنها لا تضمن بقاءه ولذا من المهم الاتصال مع ذات الشاعر ومع محيط الثقافة الواسع والاغتراف منه ابدا دون قيد وشرط ولهم كل الأمنيات والدعم في هذا الدرب المشرع على الحياة والجمال والإنسان أبدا.
فيما أوضح علي الحارثي حكم مسابقة إلقاء الشعر بأن المتسابقين يمتلكون زمام المهارات الأساسية للإلقاء بنسب متفاوتة إلا أنه اتضح من خلال المشاركين بأن هناك استخداما جيدا لمهارات الصوت ولغة الجسد وتعابير الوجه مع وجود بعض الأخطاء المتمثلة في الإشتغال المسرحي أكثر من الصوتي والحركة الزائدة غير الضرورية أثناء الإلقاء مما افقد البعض الكاريزما المنبرية الضرورية الخاصة بإلقاء الشعر، وأضاف الحارثي بأن المسابقة بعثت الحياة من جديد في جسد الأندية وجعلتها نقطة تجمع أشمل وأوسع للشباب ونأمل أن تكون الحاضنة الأساسية الأولى لتبني المواهب وإطلاقها للنور كما نرى أن إبداعات شبابية تسير بخطى واثقة نحو ذلك لما لمسناه فعلاً من القائمين عليها من اهتمام في تطوير وتلمس لنقاط القوة لتعزيزها ونقاط الضعف لتصحيحها، مضيفا بأنه يحتاج من المشاركين التمييز بين إلقاء الشعر كفن شفهي خالص والإلقاء الدرامي المرتبط بالمسرح لفن شفهي بصري مع التشرب الكامل لمعاني القصيدة وفكرتها قبل اعتلاء المنبر لإلقائها.