عُمان – عبدالله بن محمد المعمري: تكشف معارض الانشطة والابتكارات العلمية التي تقيمها مؤسسات التعليم العالي مجموعة من الأفكار والإختراعات التي تؤكد مستوى المناهج التعليمية في تلك المؤسسات ، ومايتمتع به الطلاب والطالبات الدارسين في تلك المؤسسات التعليمية من مواهب في مجال الابتكار والاختراع العلمي، وهذا ما أكدته الطالبة سارة بنت عبد الرحمن الأنصارية والطالبة خديجة بنت عبدالله البلوشية من قسم الهندسة تخصص هندسة كهربائية بالكلية التقنية بشناص عبر ابتكارهما لجهاز يحمي من سرقة التيار الكهربائي إضافة إلى مجموعة فوائد أخرى يقدمهما الجهاز الذي يعتبر الاول من نوعه.
بداية تتحدث سارة الأنصارية عن فكرة الجهاز وكيف جاءتها مع زميلتها خديجة البلوشية قائلة: التجارب العملية تفتح لنا آفاقا واسعة للتفكير والاختراع والابتكار وهذا ما حدث معنا في ابتكار هذا الجهاز الذي يهدف بشكل أساسي إلى الحماية من سرقة التيار الكهربائي، حيث كانت الفكرة في بدايتها عبارة عن إيجاد نظام يتحكم في مستوى الطاقة الكهربائية المستخدم في التوصيلة الكهربائية لجهاز كهربائي (مصباح ، مكيف ، تلفزيون ،، إلخ) وغيرها من الأجهزة الكهربائية الأخرى ، ومن هنا بدأت الفكرة وتطورت حتى وصلنا إلى هذا الجهاز الذي أضفنا إليه فيما بعد وظائف وخصائص أخرى.
وتقوم فكرة الجهاز على التحكم في قوة التيار الكهربائي في التوصيلات الكهربائية في المنزل أو الشركة أو غيرها والمخصصة للاجهزة الكهربائية ، بحيث تتوزع تلك التوصيلات (نقاط توزيع الكهرباء) بشدة تيار كهربائي يتناسب مع الاجهزة التي سيتخدم بها وبالتالي تكون محصلة الطاقة الكهربائية التي يستخدها ذلك المنزل محددة ، الا ان البعض يقوم بالتحايل بتوصيل اكثر من جهاز من توصيلة واحدة مما يعني أن كمية الطاقة الكهربائية الواحدة موزعة على اكثر من جهاز في الوقت ذاته. مما يعني تجاوزا او سرقة للتيار الكهربائي، وهذا ما يجعل شركات الكهرباء تخسر كثيرا من جلال تلك الممارسات الخاطئة، وعليه فان الجهاز يغلق الدائرة الكهربائية بالكامل اذا ما تم العبث او توصيل اكثر من جهاز بنقطة واحدة كمصدر للتيار الكهربائي.
كما توضح الانصارية جانبا هاما في الابتكار وهو روح التحدي في الاكتشاف اثناء العمل على تصميم وتنفيذ الجهاز وتقديم الصورة الصحيحة ، وذلك من خلال العمل مع زميلتها بوضع التصاميم الخاصة بالجهاز وايضا رسم الخريطة الكهربائية للجهاز، وصولا الى الجودة والاتقان في اختيار مكونات الجهاز، حيث تعتبر تلك المراحل عوامل مساهمة في تنفيذ وابتكار الجهاز وتطبيقه عمليا تحت اشراف قسم الهدنسة بالكلية.
وتشرح خديجة البلوشية مكونات الجهاز وفوائده الاخرى فتقول: الجهاز ربما يكون معقدا بعض الشيء ولكنه يحقق هدفه بشكل عام من خلال توصيلات وأدوات ومكونات للدائرة الكهربائية التي صمصم على أساسها ، ليتكون الجهاز من محول كهربائي ومكثف كهربائي ومصباح ومرحل كهربائي (Rely) ومقاومات كهربائية موزعة بحسب تصميم الجهاز ومضخم ومقارن فولتية وترانستور حيث تعمل تلك المكونات معا في تشكيل وتكوين الجهاز الذي يوضع في مكان محدد في الدائرة الكهربائية العاملة لمصدر التيار الكهربائي الرئيسي، بحيث يعمل كقاطع للتيار الكهربائي في حالة تجاوز أو سرقة التيار الكهربائي بالطريقة التي شرحتها زميلتي سارة.
وعن أهمية الجهاز وفوائده الاخرى تقول البلوشية: اضافة الى جانب الحماية من سرقة التيار الكهربائي فان الجهاز يحمي الأجهزة الكهربائية من التلف في حالة حدوث ماس كهربائي في الدائرة الكهربائية بشكل عام، الى جانب حماية الأجهزة من التيارات الكهربائية العالية، بحيث إنه لو تمت زيادة التيار الكهربائي في نقطة معينة فإنه يعمل على غلق الدائرة الكهربائية وبالتالي حماية الجهاز الكهربائي الموصل بتلك النقطة الكهربائية من التلف.
وعن التقييم العام للمشروع وما قامت به الطالبتان سارة وخديجة في ابتكارهما للجهاز يقول قتيبة مازن السامرائي فني مختبر الكهرباء بقسم الهندسة بالكلية التقنية بشناص: نحن نفخر بوجود مثل هذه الافكار من طلاب وطالبات الكلية بشكل عام ومن قسم الهندسة بشكل خاص، حيث وجدنا من خلال متابعتنا للمشروع أنه جاء من واقع المبادرة الذاتية التي تتميز بهما الطالبتان سارة وخديجة، وعليه فقد تم تقديم الدعم والمساندة لهما وتنمية روح الإبتكار لديهما فهما من الطالبات اللاتي يحرصن على البحث عن المعلومة وحب المادة التخصصية التي تدرسانها، مما ولد في النهاية هذا الاتبكار العلمي وما يحققه من فوائد مهمة في مجال الكهرباء.
اترك تعليقاً