الرؤية: دشَّنت “الرؤية” اليوم الأحد أولى جولات التَّعريف بجائزة الرؤية لمُبادرات الشباب في نسختها الرابعة تحت رعاية سالم بن عوض النجار مدير عام المديرية العامة للإعلام بمحافظة ظفار، وبحضور المُكرَّم الشيخ حاتم بن حمد
وبدأ البرنامج التعريفي بكلمة افتتاحية ألقاها المكرم الشيخ حاتم بن حمد الطائي المشرف العام على الجائزة تحدَّث فيها عن عناصر مهمة يجب أن نتحلى بها جميعاً وثقافة العمل وثقافة الإنتاجية وثقافة المشاركة وثقافة المبادرة وأكد الطائي أنَّ هذه المحاور مُهمة في تكوين الشخصية الإيجابية التي تنطلق ولا تنتظر النداء لتقدم عطاءها كل حسب قدراته وطاقاته وإبداعاته فتساعدهم على التحوُّل من خانة “الباحثين عن عمل”، إلى خانة “المُبادرين” القادرين على خلق الفرص بما يُناسب مهاراتهم، ويُثري تجاربهم العملية، ويرتقي بالعمل الجماعي كمًّا ونوعًا وجودًة.
وأضاف الطائي: يأتي طرحنا وفق عدِّة موجِّهات تنضوي تحت مفهوم “ثقافة المبادرة”؛ حيث تُسهم تلك الرُّوح المبادِرَة في إلغاء كافة المظاهر السلبية التي تُعيق دور المواطن في التوجه نحو فعاليات تأسيس المشروع؛ وبالتالي توسيع مجالات النشاط الاقتصادي وتنمية مهارات الأفراد ورفع مقدرتهم التنافسية؛ فتدفع نحو مستويات مُتقدِّمة وإيجابية للطموح وإدراك الذات، وتُساعد على التصدِّي لمظاهر هدر الموارد البشرية والمادية للمجتمع، وتحفِّز الأفراد على العمل المنتِج والمجدي اقتصاديًّا، وتفتح المجال أمام المنافسة الداعمة لزيادة مستويات الجودة، وبالتالي دعم قدرة اقتصادنا الوطني على التَّعامل بكفاءة في الأسواق العالمية؛ بما يُعزِّز خُطانا نحو الاتجاه التطوري، إذ ليس المعني بالبحث هنا انتقال شكلي للمجتمع من مرحلة إلى أخرى؛ بل تطوير الذهنيات وآليات التفكير والتعاطي مع مُسلَّمات وأولويات ترسَّخت عبر قرون من خلال البحث عن مكامن الضعف والقوة، وكذلك صوابيتها من خطئها، وما يعنيه من تجاوز الإشكالية وسلبياتها على تطوير الذات والمجتمع. الأمر الذي يفرضُ على شبابنا المُبدع -في المقابل- أن يُدرك حجمَ تلك “القوة الدَّافعة” فى الانطلاق نحو تحقيق أهدافه؛ إذ بمجرد أن يبدأوا التحرك قُدمًا، ويخطون الخطوة الأولى، تصبح الأمور أكثر سهولة؛ حيث تُشعرهم روح المبادرة بالمسؤولية الذاتية والرغبة فى التغيير المُستمر، وأنَّ بإمكانهم اختيار ردود أفعالهم، فيتجاهلوا الكثير من السلبيات التي تُعيق تفكيرهم تجاه أهدافهم المستقبلية، وتجعل رُوحهم المُبادرة صفةً مُتأصلة تقودهم نحو تحقيق إنجازات تلو الأخرى بخطوات متتالية، وبيقين وإيمان ثابتين.
رؤية إعلامية جديدة
وأوضح رئيس تحرير “الرؤية” أن الطرحَ يقتضي إشارة إلى ما شقَّت “الرُّؤية” طريقها إليه، كرؤية إعلامية جديدة تنتهج فكر “المبادرة”، لتوجِد رُؤى مُستقبلية تهدفُ لتسليط الضوء على إبداعات شبابنا في مُختلف المجالات، وتهيِّئ الأجواء الملائمة لهم للتحليق في آفاق أرحب بعالم التميُّز والابتكار، وتشجِّعهم على ارتياد المستقبل بثقة واقتدار؛ خدمةً ونهضةً لهذا الوطن بأفكارهم الإبداعية، عبر العديد من الفعاليات، والتي تطل “جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب” عبرها حاجزة لنفسها مكانَ الصدارة بعد أن قطعتْ شوطًا كبيرًا على صعيد الانتشار خلال السنوات الأربعة الماضية، لخلق بيئة محفِّزة على المُبادرة والإبداع؛ تتسق والرؤى السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة -حفظه الله ورعاه- التي تُولي شبابنا اهتمامًا بالغًا، في إطار رعاية أشمل لأبناء الوطن؛ وبمفهوم واع وفكر ثاقب يضعَ الإنسان العُماني حجر الزاوية في خطط التنمية.
واختتم بقوله إنَّ الدعوة إلى تعزيز روح المبادرة لدى شبابنا لا تعني طرق المستحيل، وإنما تستهدفُ تفعيل الطاقات الكامنة لصالح المجتمع فكراً وقولاً وعملاً، وهو طرح مُوجَّه إلى كل فرد حسب إمكاناته؛ وعلى مُؤسَّسات المجتمع تهيئة الفرصة للمبادرات الشبابية والفردية، ودعمها وتشجيع أصحابها، حتى نضمن ارتقاءً حقيقيًّا لاقتصادنا الوطني، ونصل بمبادراتنا إلى ما وصل إليه غيرنا من تطوُّر ونماء؛ وفق خطط وبرامج تضمن الوصول إلى محطات أكثر تفاعلية مع العالم وتجاوز مرحلة التلقِّي.. فكما قيل: “بادر الفرصة واحذر فواتها، فبلوغ العز في نيل الفرص.. وابتدر مسعاك واعلم أنَّ من بادر الصيد مع الفجر قنص”.
8 فئات للجائزة
ومن جانبه، قال محمد بن رضا اللواتي مدير الموارد البشرية بمؤسسة الرؤية للصحافة والنشر إنّ “جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب” تأتي ضمن نهج “إعلام المبادرات” الذي تتأسست عليه السياسة التحريرية لجريدة “الرُّؤية”؛ مُركِّزة على البحث عن أفضل المُبادرات والمشاريع والابتكارات الشبابية؛ بهدف التَّعريف بها وبأصحابها؛ بما يُؤسِّس قاعدة جديدة لانطلاق هؤلاء المُبدعين نحو المزيد من النجاحات. وتهدف الجائزة كذلك إلى تحفيز فئة الشباب، وإطلاق العنان لهم لإبراز إبداعاتهم ومهاراتهم وقدراتهم الابتكارية. وتطمح لاستقطاب الشباب المُجيدين في مختلف المجالات (العلمية، والثقافية، والفنية، والإعلامية، والإلكترونية، والاجتماعية)، وتجديد روح الإبداع والابتكار لديهم؛ بما يُحقِّق المساهمة الفاعلة في الدفع بمسيرة التنمية الشاملة في مستويات ومجالات مختلفة.
وأوضح اللواتي أنَّ فئات الجائزة هذا العام تنقسم إلى 8 مجالات؛ يتم منح جوائز مالية للمراكز الثلاثة الأولى في كل مجال جائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب – مجال الإلكترونيات وجائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب – مجال الطاقة المتجددة وجائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب – مجال الروبوت وجائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب – مجال الثقافة والآداب (القصة القصيرة) وجائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب – مجال الفنون (تصاميم مطوَّرة للزي العُماني التقليدي) وجائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب – مجال الإعلام الرقمي (سنابتشات وإنستجرام) وجائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب – مجال أفضل مشروع رقمي (تطبيقات الهواتف الذكية، وابتكارات تقنية في مجال “إنترنت الأشياء”) وجائزة الرُّؤية لمبادرات الشباب – مجال الأعمال التطوعية وخدمة المجتمع.
وأما عن شروط الجائزة، فقال اللواتي إن الشروط العامة للترشح (تنطبق على كافة المجالات) :وهي أن يكون المترشِّح عُماني الجنسية؛ إذ تستهدف الجائزة الشباب العُماني من المُبدعين، وطلاب المدارس والمؤسسات التعليمية المختلفة، والأفراد، والجماعات، والفرق الشبابية الأهلية وألا يتجاوز عُمر المتقدِّم 40 سنة، باستثناء مجال الابتكارات العلمية – الروبوت أن يكون عُمر المتقدِّم من 6 سنوات إلى 18 سنة ولا يجوز أن يتقدَّم المترشِّح إلا لمجال واحد من الجائزة ويجوز أن يُشارك المترشِّح بأعمال له مُشتركة مع آخرين ويتحمَّل المترشِّح مسؤولية الالتزام بحقوق الملكية الفكرية، والاقتباس من أعمال الآخرين وذكر أن هناك لجنة ستقوم بالتحكيم بفرز النتائج والتأكد من صحة الطلبات وفق شروط الجائزة وآخر موعد للمشاركة 31/10/2016، باستثناء مجال الفنون (تصاميم مطوَّرة للزي العُماني) سيكون آخر موعد للمشاركة 30 سبتمبر 2016 . وأخيرًا تستلزم كافة الأعمال المتنافسة تعبئة الاستمارة إلكترونيًا عن طريق زيارة الموقع الإلكتروني لجريدة “الرُّؤية”: .(www.alroya.om)
قصص نجاح مُتعددة
وشهد اللقاء استعراض قصص النجاح، وبدأها أسامة بن بشير عبيدون السفير الأكاديمي للمركز الوطني للسلامة المعلوماتية متحدثا عن رحلته في إيجاد ذاته والبحث عن الطموح فما يلبث أن يصل لغايته إلا ويتميز ويبدع. وتحدث عن رغبته منذ أيام الدراسة في أن يصبح فني مختبرات وكيف حفز ذاته وحفزها إيجابياً لأن تصل لهذا الهدف، مؤكداً أنَّ على الإنسان صاحب الهمة العالية والأهداف الواضحة يصل لا محالة لغاياته. ودخل في المجال الرقمي وعالم السبورات التفاعلية وأجادها وحصل على رخصة مدرب معتمد من شركة باروميثان. ومع الأيام وجد أسامة عبيدون في نفسه شغفاً تجاه التصوير الضوئي فدخل عالم التصوير وحقق مراكز متقدمة في بعض المسابقات وهو على الدرب يسعى ويتعلم للاحتراف في هذا المجال. وتحدث عن مجال الأمن المعلوماتي الذي يرتبط بشغفه التقني الذي تجرعه مع السبورة التفاعلية والتصوير الضوئي فأصبح السفير الأكاديمي للمركز الوطني للسلامة المعلوماتية.
ابتكارات بجامعة ظفار
وتحدَّث الطالب مهند ماهر حداد عن مشروع بعنوان “نظام المراقبة الذكي للمنزل باستخدام موقع على شبكة الإنترنت”. وقال إنّ امتلاك منزل ذكي يستخدم مصادر الطاقة الطبيعية المتجددة وتحليل الطاقة المستخدمة لكل جهاز في المنزل طموح يداعب الجميع. ومثل هذا النوع من المنازل يحتاج إلى نظام تحكم عن بعد. ويركز النظام بشكل أساسي على توفير استهلاك الكهرباء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة المختلفة، والسيطرة على أجهزة المنزل عندما يكون المستهلك خارج المنزل عن طريق استخدام النظام الذكي. ومنع الأجهزة من هدر الطاقة أثناء وضع الاستعداد وإعداد التقارير التفصيلية لكل جهاز داخل المنزل على شبكة الإنترنت. ومع ظهور أنظمة التشغيل التي تعمل على معالجات سحابية متصلة بشبكات الإنترنت، قررنا أن نقدم نظاما قادرا على توفير الطاقة عن طريق منع استخدام الطاقة غير الضرورية في الأجهزة وكشف الأخطاء التي تحدث في كهرباء الأجهزة.
وأضاف حداد: اقترحنا تصميم نظام مراقبة متعدد المنازل والأجهزة المنزلية، وهو يقوم على مجموعة من أجهزة التحكم (ميكرو كنترولر) التي ترتبط بخوادم (سيرفرات) الشبكة العنكبوتية، لاستقبال كافة البيانات المتعلقة بالأجهزة والتحكم بها. ومن خلال التكنولوجيا المنتشرة بقوة والمرتبطة بخوادم الشبكة العنكبوتية، نهدف إلى تطوير أداة تحليل قوية في مجال الطاقة النظيفة وسلامة الأجهزة المنزلية لحفظ الطاقة وجودتها. ويمكن استخدام النظام المقترح في مجالات التدقيق الطاقي، والسلامة الكهربائية، وإدارة الطاقة وجودتها، والتخطيط الحضري والمراقبة الشخصية.
وتحدثت الطالبة بلقيس بنت أحمد بن علي قطميم المرهون عن مشروع نور الأمل وهو مشروع تتلخص فكرته في البحث عن الجثث التي تستغرق وقتاً طويلاً في البحث عنها وذلك بتشغيل الجهاز أتوماتيكيا وبأسرع وأبسط الأساليب. وعن فرضية المشروع قالت المرهونية إن الجسم البشري يصدر أشعة تحت الحمراء فإذا طفا الجسم على سطح البحر فإنّ أجهزه الاستشعار في السفينة تشعر به . وتطرقت إلى الأدوات المستخدمة في المشروع وهي حقيبة أوردينو – مستشعر للأجسام (ultra sound) – جهاز هاتف نقال للتجريب – سفينة أطفال لعبة – جهاز gps – موتور بدوران 360 servo motor .
وعن أهمية المشروع، قالت: يمكننا عمل جهاز لمسح البحر أو المحيط ضوئياً وأتوماتكيا دون تعرض أي إنسان للضياع في هذا البحر الكبير وبذلك يمكننا إيجاد جثث الغرقى بسهولة، ويمكن تطوير الجهاز ليُناسب تقلبات الحالة الجوية فيساعد أجهزة الدولة ويوفر الوقت والجهد. وفي ختام اللقاء، بدأت فعاليات الورشة المصاحبة للبرنامج التي تقدمها حنان بنت عبد القادر عسقلان المديرة التنفيذية لشركة الديين للاستشارات الإدارية والتكنولوجية بعنوان “نظرة عملية على سبيل تطوير الابتكار”.
اترك تعليقاً