الخليج: شاركت 18 مدرسة من مختلف أنحاء الدولة في تصميم منتج أو خدمة جديدة ابداعية ومبتكرة تسهم في معالجة بعض التحديات وتصيغ حلولا جذرية لمشاكل يومية تؤرق المجتمع ، تحت إطار «مسابقة الأعمال» في جامعة روتشستر الحكومية للتكنولوجيا في دبي.
وتعد المسابقة السنوية التي تطرحها جامعة روتشستر فرصة سانحة لطلبة العاشر والحادي عشر والثاني عشر لكي يطلقوا العنان لقدراتهم ومهاراتهم ضمن فريق عمل يجتهد ويفكر كل أفراده معاً لكي يتفردوا بشيء مختلف جديد وقابل لأن يكون حقيقة، وهي تختلف في جوهرها عن بقية المسابقات، إذ تحمل في ثناياها شيئاً مختلفاً كونها تركز في منطلقها على قطاع التجارة عبر إيجاد منتج أو خدمة نوعية مختلفة قابلة للتطبيق.
المسابقة كشفت في نسختها الحالية عن إبداعات طلابية وأفكار ومبتكرات مهمة، توصل إليها الطلبة الذين شكلوا فرقاً للعمل معاً، حيث طرح بعضهم حلاً للازدحام المروري الذي قد ينشأ عند استضافة دبي لإكسبو 2020 بين إمارتي الشارقة ودبي، وآخرين توصلوا إلى منتج عبارة عن نظارات خشبية قليلة الكلفة ويمكن اعادة تدويرها، وغير قابلة للكسر، فضلاً عن طرح فكرة آيباد يحوي خدمات تسويقية وإعلانية للشركات تستهدف الجمهور ويوزع مجاناً على المستهلكين، وهاتف محمول يتم شحن بطاريته بواسطة الطاقة الشمسية، ومفتاح يقيس نسبة الكحول في الدم عند الإمساك به، وإذا كانت مرتفعة فإن باب المركبة لا يفتح، وغيرها الكثير من الأفكار المفيدة التي غصت بها قاعة المسابقة.
ويؤكد الدكتور يوسف العساف رئيس جامعة روتشستر الحكومية للتكنولوجيا، أن هذه المسابقة تعنى في تنظيمها الجامعة كل عام، وتستهدف طلبة المدارس، وفي هذا العام تحديداً ترك الطلبة بصماتهم الواضحة عبر ابتكار خدمات ومنتجات غاية في الأهمية والقيمة.
ويقول إن المسابقة تحكم من قبل لجنة مكونة من 6 مختصين في قطاعي الصناعة والخدمات، وعملية التقييم تكون على ماهية المنتج والتحدي الذي يعالجه، فضلاً عن التصميم، واستراتيجية الدعاية، والتسويق والتسعير، مؤكداً أن الهدف من هذه المسابقة بلورة أفكار طلبة المدارس إلى مشاريع تجارية، والاستفادة من إمكاناتهم وحثهم على المنافسة وتحفيزهم على الابتكار.
ويشير إلى أن الفريق الفائز يحصل على 50 ألف درهم، ويتم تكريمهم، ويمنح الطلبة المشاركون جميعاً خصما يصل إلى أكثر من 10%، بجانب منح أخرى تقدم بحسب نشاط الطالب وتفوقه الدراسي والأكاديمي.
من جانبها، قالت منى محمد المدني في شركة فرانكلن كوفي للتسويق، وإحدى أعضاء لجنة التحكيم، إن ابتكارات الطلبة حملت في مجملها فكراً وإبداعاً، وتميزاً في طريقة تقديم منتجاتهم التي توصلوا إليها، مؤكدة أن الأفكار التي طرحت يمكن تطبيقها وتحتاج إلى دعم من المؤسسات لتصبح منتجات وترى النور في الأسواق.
واعتبرت أن تفاعل الطلبة بهذه الحماسة وطرحهم أفكاراً إبداعية خلال أيام قليلة من تاريخ الإعلان عن المسابقة وتقديم أفكارهم وشرحها خلال ساعة ونصف فقط هو أمر ينم عن وجود طاقات مبدعة في مدارس الدولة إذا أتيحت لها الفرصة فإنها سوف تقدم الكثير.
بدورها، قالت أسماء سعيد لوتاه أمينة سر مجلس الإدارة في سوق دبي المالي ورئيسة إدارة الرقابة الداخلية، واحدى أفراد لجنة التحكيم، إن آراء لجنة التحكيم واختياراتهم للفائز تخضع لمعايير محددة.
وبينت أن المسابقة كشفت عن مواهب متعددة للطلبة وقدرات تفكيرية وعقول تجارية سيكون لها شأن كبير في المستقبل، لافتة إلى أن أغلب ما عرض من أفكار في المسابقة التي ضمت 18 فريقاً من مدارس من مختلف مدن الدولة اتسمت بالإبداع والابتكار، وحداثتها، وأهميتها في معالجة تحديات تواجه المجتمع أو تقدم خدمة مبتكرة.
من جهتها، قالت الطالب لانا عطا الله المشاركة في فريق مدرسة فيكتوريا العالمية في الشارقة، إن المسابقة قدمت لهم فرصة للتفكير المستند إلى العمل الجماعي، بقصد الوصول إلى فكرة أو منتج أو خدمة قابلة للتطبيق وذات جدوى تجاري ضمن مدى زمني قياسي.
وأوضحت أنها برفقة زملائها الخمسة، تمكنوا من الوصول إلى فكرة منتج عبارة عن نظارات مصنوعة من الخشب، وغير قابلة للكسر وذات تصاميم جذابة، قليلة الكلفة ويمكن إعادة تدويرها.
وأضافت أن فكرة هذا المنتج جاءت بعد البحث، حيث تم التوصل من خلال الدراسات السابقة إلى أن 75% من الأشخاص يعانون مشاكل في النظر، وبالتالي فإن كل أسرة يتعين عليها أن تنفق نحو 1500 دولار لتوفير نظارات لأفراد العائلة، مشيرة إلى أن هذا المنتج هو البديل الأمثل للأفراد لكونه يتصف بمميزات عدة.
أما الطالب أحمد العدل، في مدرسة الشارقة الأمريكية، فأكد أن الدولة مقبلة على حركة تجارية وتنموية كبيرة، لاسيما مع استضافة دبي ل إكسبو 2020، وبالتالي فإن ملايين الزائرين سيفدون إلى دبي والمدن المجاورة لها.
وذكر أن هذه الأعداد الكبيرة ستشكل ازدحاماً مرورياً، وبالتالي جاءت فكرتهم من هذا المنطلق، عبر تخصيص مراكب أجرة ولكن تستخدم البحر خط سير لها بدلاً من الاعتماد على الطرق، ويمكن أن تتسع من 50 إلى 100 فرد، وتنظم يومياً رحلات ضمن خطة مبرمجة زمنياً وذات مسارات محددة، بحيث تنقل نحو 10 آلاف راكب يومياً.
وفي ابتكار آخر لمنتج تجاري توصلت إليه الطالبة ديانا ملحم برفقة زملائها، وهو عبارة عن آيباد يحتوي على عدة مزايا منها خاصية الإعلان والدعاية والخدمات العامة وخاصية الجي بي أس، ويوفر أرقام الهواتف الخاصة في الخدمة، والإعلانات التجارية، وخدمات أخرى مثل حالة الطقس ودرجة الحرارة وأخبار العالم، والتاريخ، وعن هذه الفكرة تقول ملحم إنها خدمة تستهدف الشركات التي تريد الإعلان للزبائن عبر حجز مساحة معينة في الآي باد يحمل خصائص معينة يتم برمجته مسبقاً، لأغراض معينة كالاعلان عن خدماتهم، فضلاً عن توفير سلسلة من الخدمات الأخرى التي يرغب في معرفتها المستهلك، وتقدم له بالمجان، ويتم توزيع أجهزة الآيباد أيضاً بالمجان على المستهلكين.
وفي الإطار ذاته توصلت الطالبة ديانا ملحم برفقة زملائها في مدرسة جلوبل الانجليزية في العين إلى ابتكار بطارية تشحن عن طريق أشعة الشمس، وتعمل في الليل والنهار، فضلاً عن ابتكار فكرة الحصول على المعلومات البنكية عن طريق الهاتف بواسطة توفير شريحة وجهاز لهذه الخاصية.





















اترك تعليقاً