الخليج: تطوير واكتشاف المواهب يأتي دائماً على رأس أولويات دولة الإمارات، التي لا تتوقف عن البحث عما هو جديد ورائد بين الشباب الذين صاغوها فأبدعوا منتجات نوعية تخدم المجتمع المحلي والعالمي، وتواكب تطلعات
الدولة في ظل حرص القيادة الرشيدة على توفير كل السبل والإمكانات لجعل الابتكار أسلوب حياة يدخل في صميم مختلف القطاعات، أو استغلال ما يصلح من أفكار ليكون نواةً لمشاريع كبيرة يمكن تنفيذها على أرض الواقع، أو حلولاً عملية لمشكلات موجودة في الحياة اليومية.
شهد المبنى السادس في «توفور54» (twofour54) مؤخراً، حفل تخريج 24 شاباً وشابة من أبناء الإمارات ضمن برنامج «أكاديمية المستقبل للمبدعين»، البرنامج الابتكاري الذي استمر لمدة شهر، وأطلقته «فلات 6 لابس» (Flat6Labs) والمختبر الإبداعي من «توفور54» بالتعاون مع مجلس الإمارات للشباب، وشركة «لمسة» و«إيت للإبداع التكنولوجي».
24 من مواطني الدولة، 70% منهم من الإناث، تخرجوا بنجاح، بعد أن جاؤوا من مختلف إمارات الدولة، واختيروا من بين مئات الطلبات المقدمة، وخضعوا لجملة من التدريبات في البرنامج لمدة استغرقت 30 ساعة.
اشتمل البرنامج على العديد من ورش العمل عن طرق التفكير التصميمي السليم، وأمثلة لريادة الأعمال، ومهارات الخطابة، والتعريف بوسائل الإعلام المؤثرة، وإنشاء وتطوير المنصات الرقمية، وغيرها من المواضيع ذات الصلة، والأفكار المبتكرة التي تخدم المجتمع الإماراتي. كما زُوّد المشاركون بدورات وورش عمل حول الابتكار والفكر الإبداعي وريادة الأعمال، بهدف تطوير مهاراتهم الشخصية وتهيئتهم للتميز ضمن المؤسسات العاملين فيها أو شركاتهم الخاصة.
وحظي المشاركون في البرنامج الذي استهدف الفئة العمرية بين 17 و25 عاماً، بفرصة متميزة من خلال عرض مشاريعهم أمام «لمسة»، المنصة الرقمية الرائدة لتعليم الأطفال في المنطقة، صاحبة التطبيق التعليمي الترفيهي للأطفال باللغة العربية. وسيحظى المشروع الفائز بالإنتاج، ويعرض أمام الملايين من أطفال العالم العربي من خلال التطبيق، ما يزيد من تأثير هذه التجربة.
ميرة خليفة العقروبي، إحدى خريجات جامعة زايد وتعمل بوزارة التربية والتعليم، تشير إلى مدى أهمية المشاركة في البرنامج بالنسبة لها، إذ أضاف إليها الكثير من خلال جدول فعالياته التي تصل بهم إلى إمكانية تطبيق أفكارهم والحلول العملية لها. تقول: «تعلمت الكثير خصوصاً فيما يتعلق في مجال البحث والتطبيق، وتحديد ما يريده المجتمع بطرق ميسرة ورخيصة».
وتؤكد عائشة السويدي، أن البرنامج أتاح لها تطوير طريقة تفكيرها بطريقة إبداعية وأكثر عمقاً، وكيفية توصيل الفكرة بطرق أسهل ودراسة المشكلات والحلول المناسبة لها. وتضيف: «الهدف من البرنامج كان معرفة كيفية مساعدة الناس، خصوصاً أن فكرتي لها علاقة مباشرة بأفراد المجتمع فهي تختص بالغذاء الصحي، ما أتاح لي الفرصة لتقديمها إلى من يحتاجها، خصوصاً من يعانون السمنة، بأسهل الطرق، وتوفير المطاعم التي تقدم الطعام الصحي لهؤلاء، وهو ما أصبح متاحاً عن طريق البرنامج».
ويعتبر المشارك أحمد الملا برنامج الابتكار الأول من نوعه، فمن خلاله تعلم الكثير من الأفكار التي تجعل الفرد مبتكراً، ناصحاً كل الشباب الإماراتي بالمشاركة في البرنامج لتطوير قدراتهم أكثر.
ويشير المشارك حسين سجوان، إلى عظيم استفادته من البرنامج الذي عزز خطواته على طريق إدارة الأعمال التي يدرسها، مؤكداً أنه على استعداد كامل للدخول في مجال السوق وتوفير احتياجات الزبون، مشيراً إلى أن فكرة «النموذج التجريبي للمنتج» قبل طرحه في السوق وتجميع المعلومات والإحصائيات ساعده أكثر على اختيار أهدافه.
لم تتوقع شذى عبدالرحمن الهاشمي، في بداية مشاركتها، كيف يمكن للبرنامج أن يفيدها، ولكن مع بداية الدراسة، لفتها مقدار ما استفادت به. تقول: «الهدف هو تعليم الشباب كيفية تعزيز ما يحتاجونه من مهارات للتواصل مع الناس، إضافة إلى بناء نموذج تجاري ناجح والتسويق من خلال مواقع التواصل. بشكل عام، فإن البرنامج علمني أشياء كثيرة كنت أجهلها فضلاً عن تطوير قدراتي، فتعلمت كيفية بناء النموذج التجريبي، وعززت من مهارات التواصل وإيصال الأفكار بطريقة سهلة، كما طورت قدراتي بعيداً عن الطرق التقليدية، الأمر الذي له بالغ الأثر في تطوير أعمالنا وخدمة المجتمع».
نوخة محمد الحوسني، تشير إلى أنها استطاعت من خلال برنامج أكاديمية المستقبل للمبدعين، أن تعزز معرفتها بمجال ريادة الأعمال والابتكار، فتمكنت من التوصل إلى حلول من شأنها أن تساعد على نمو الدولة، كما أتاح البرنامج الفرصة أمامها لتحدي نفسها على المستويين الشخصي والمهني، لذا فهي توصي الشباب الإماراتي به فهو يقودهم إلى مستقبل عامر وناجح.
آمنة مخيمر، موظفة في مجال تقنية المعلومات في أحد مستشفيات أبوظبي، تقول: «دخلت البرنامج بهدف اكتساب مهارات وشبكة اتصالات اجتماعية تحفزني وتدفعني لمتابعة شغفي بنشر وتمكين ثقافة القراءة في المجتمع. البرنامج مفيد وممتع في رسالته وطريقة عرضه، وصمم فريق العمل البرنامج بمنهجية الفكر الريادي في تحليل وفهم المشاكل الحياتية وأسبابها، بجانب العمل لفهم بعض الحلول التي تحدّ من هذه المشاكل».
وتضيف: «ركز البرنامج على الأدوات التي يجب أخذها في الحسبان عند بناء تركيبة إطار العمل، وهي آلية يمكن أن تجدها في كتاب تصميم نموذج العمل الابتكاري، بعد ذلك وبالتعاون مع العديد من الجهات مثل انطلاق ولمسة وألفان والمختبر الإبداعي تعرفنا إلى مجموعة من المفاهيم الممتعة إلى جانب التطبيقات العملية»، ووجهت الشكر إلى زملائها وللمنظمين على الطاقة التي أعطوها إلى المشاركين خلال البرنامج.رأس مال بشري
مريم المهيري، الرئيسة التنفيذية لهيئة المنطقة لإعلامية أبوظبي و«توفور54»، تقول: «العمل على تطوير وإثراء المواهب الإماراتية المبدعة يعد من أولوياتنا، كجزء من مسؤوليتها المجتمعية لتطوير قطاع صناعة الإعلام في الدولة، ولخدمة استراتيجيتها الاقتصادية والثقافية».
وتضيف: «تعد أكاديمية المستقبل للمبدعين التي تم تصميمها وإطلاقها من قِبل (فلات 6 لابس) بالتعاون مع فريق المختبر الإبداعي لدى (توفور 54)، مثالاً رائعاً يثبت مواصلتنا في الاستثمار لرأس المال البشري، وضمان حصول الشباب على الفرص المتاحة لاستكشاف إمكاناتهم، وتقديم الدعم المطلوب لهم حتى يحققوا أحلامهم».
شركاء استراتيجيون
يؤكد المهندس علي النعيمي، عضو مجلس الإمارات للشباب، أن أكاديمية المستقبل للمبدعين إحدى أهم المبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب الإماراتي وتطوير مهاراتهم الشخصية والعملية، كما أن شراكتنا مع «فلات 6 لابس» و«توفور54» في هذا البرنامج الذي يهدف للابتكار، جاءت من منطلق سعي المجلس الدائم للتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين في جميع المبادرات التي تخص أبناء الدولة.
ويضيف: «البرنامج إنجاز كبير ويعتبر من الأوليات التي دعت لها القيادة الرشيدة من أجل شباب الدولة وتنمية مهاراتهم»، مشيراً إلى أنه سيتم العمل على مبادرات عديدة تحتضنها وزارة الشباب، حتى يستفيد الجميع من خبراتهم وإبداعاتهم.
إقبال لافت
يقول عمر قنديل مدير «فلات 6 لابس» (Flat6Labs)، إن البرنامج شهد إقبالاً لافتاً من طلبة الإمارات، يعملون في المؤسسات الحكومية والخاصة، وآخرون في المجال التجاري، واخترنا 24 فرداً من بين 200 تقدموا إلى البرنامج، مؤكداً أن الدارسين تجاوبوا كثيراً مع البرنامج وقدموا أعمالاً مختلفة في جميع المجالات، من بينها ريادة الأعمال ومجالات الإعلام المختلفة، فضلاً عن الرياضة والقراءة والمجال التكنولوجي وجميع التطبيقات في مجال «الأونلاين» التي تؤهلهم إلى المستقبل.
ويوضح أن الدورة كانت لمدة 4 أسابيع يمارس فيها الدارسون نشاطهم 3 أيام في الأسبوع، مؤكداً أن الدورة تعتبر امتداداً لدورات أخرى خلال الفترة القريبة المقبلة.