المعلم الفاعل: عشر صفات أساسية

مكتب التربية العربي: عد بذهنك إلى الوراء وفكر، عندما كنت طالباً في المدرسة، من المعلم الذي كان مفضلاً لديك؟ ومن المعلم الذي كنت تتحاشاه وتتجنبه؟ قد نستطيع جميعنا – تقريباً – الإجابة عن

هذين السؤالين. لقد كان لدينا جميعاً معلمون رائعون، وللأسف كذلك – كان لدينا معلمون غير فاعلين. ما هي – إذن – الصفات التيكان يتمتع بها المعلمون الفاعلون ولم تكن لدى غيرهم من المعلمين؟ الإجابة هي أن الأمر عبارة عن مزيج من صفات عدة ، تجعل المعلم فاعلاً إلى الحد الذي يكون له تأثيرٌ دائم على جميع الطلاب تقريباً. وفي هذه المقالة سنناقش عشر صفات يجب أن تتوفر لدى كل معلم يريد أن يصبح فاعلاً.

 

� المعلم الفاعل يحب مهنته:-

واحدة من أهم الصفات الجيدة التي يجب أن تكون لدى كل معلم هي حب التدريس. هناك معلمون – للأسف – لا يحبون العمل الذي يقومون بأدائه ، وهذا شيء قد يدمر فعاليتهم بشكل أسرع من أي شيء آخر. المعلمون الذين لا يستمتعون بمهنتهم لا يمكنهم أبداً أن يكونوا فاعلين. نعم ربما هناك الكثير من الأمور المحبطة وغير المشجعة في مهنة التدريس ، وقد تكون صعبة وشاقة بما فيه الكفاية على المعلم الذي يحب مهنته ، لكن وقعها عليه يكون أقل بكثير من وقعها على المعلم الذي لا يملك دافعاً ولا حماساً لمهنته. علاوة على ذلك ، فإن الطلاب أكثر ذكاء مما نتخيل ، ويمكنهم – بالتالي – تحديد أي معلم غير صادق مع مهنته ، أسرع من أي شخص آخر ، وبالتالي تنتهي أي مصداقية قد تكون لدى المعلم.

 

� المعلم الفاعل مهتم بطلابه:-

حتى المعلمين الذين يحبون مهنتهم ، نجدهم أحياناً يواجهون بعض المتاعب في هذه النقطة. ليس لأنهم لا يهتمون، ولكن لأنهم ينغمسون في روتين التدريس يوماً بعد يوم ، وينسون أن لطلابهم حياة أخرى خارج المدرسة. إن أخذ وقت للتعرف على الطالب على المستوى الشخصي يحتاج إلى كثير من الوقت والتفاني. ولكن هناك حاجز لا يريد أي معلم تجاوزه كيلا تصبح علاقته بالطالب علاقة شخصية. إن المعلم الفاعل يعرف جيداً كيف يزن الأمور بدقة دون أن يتجاوز ذلك الحاجز ، وعندما يشعر الطالب أن معلمه مهتم به حقاً ، عندئذٍ لن تكون هناك حدود لما يمكن أن يحققه هذا الطالب.

� المعلم الفاعل يتواصل مع طلابه:-

إن أفضل المعلمين يبذلون أقصى جهد لديهم من أجل التواصل مع كل طالب لديهم. ربما يكون من الصعب معرفة الميول والإهتمامات العامة للطلاب، ولكن المعلمين الاستثنائيين سيجدون حتماً وسيلة ما للتواصل مع طلابهم حتى ولو كان الأمر مجرد تمثيل وادعاء. قد يكون لديك ، على سبيل المثال ، طالب ماهر في لعبة المكعب السحري ، يمكنك عندئذ أن تتواصل معه إذا طلبت منه يوماً أمراً بسيطاً – على سبيل المثال كتالوجاً يبين كيفية حل المسائل المعقدة – ومن ثم مناقشة ذلك الطالب حوله. حتى ولو لم تكن لديك رغبة حقيقية في اللعبة فإن الطالب سيعتقد بأنك مهتم بها وبالتالي يمكنك إنشاء علاقة به.

 

� المعلم الفاعل على استعداد للابتكار:-

لا توجد طريقة واحدة لصنع الكعكة بل عدة طرق. وصنع الكعكة بطريقة واحدة قد يكون شيئاً مملاً بالنسبة لكل من المعلم والطالب. إن الذي يجعل من التدريس أمراً مثيراً هو أن الصغار يتعلمون بطريقة مختلفة ، وأن علينا أن نجد ونستخدم الاستراتيجيات المختلفة وما يسمى بالتعليم المتمايز والمتباين لكي نصل إلى كل طالب. وما يصلح مع طالب ما قد لا يجدي نفعاً مع بقية الطلاب الآخرين. ينبغي على المعلمين أن تتوفر لديهم الرغبة الحقيقية ليكونوا مبدعين وقابلين للتكيف في دروسهم، ويفكرون خارج الصندوق ويبتكروا من الأساليب والأنشطة ما يساعد طلابهم على التعلم. إنك إن حاولت أن تدرس كل مفهوم جديد بنفس الأسلوب الذي اعتدت عليه فإن طلاباً قد يفوتهم فهم ذلك المفهوم لأنهم غير معتادين على الفهم بتلك الطريقة.

� المعلم الفاعل محاور ممتاز:-

كي تصبح معلماً فاعلاً عليك أن تكون محاوراً فاعلاً. ومع ذلك في هذا الموضوع فإنك لن تقصر نفسك على أن تكون محاوراً ماهراً مع طلابك فقط على الرغم من أن هذا أمر لابد منه. يجب أن تكون محاوراً قوياً مع أولياء الأمور ومع أعضاء هيئة التدريس كذلك. وإذا كانت لديك مشكلة أو تعاني صعوبة في التواصل مع أي من هذه المجموعات الثلاث فإن ذلك سيحد من فعاليتك كمعلم.

� المعلم الفاعل استباقي لا يتعامل بردود الأفعال:-

قد تكون هذه واحدة من أكثر الجوانب صعوبة بالنسبة للمعلم. إن التخطيط والتنظيم المكثف يجعلان مهنتك في نهاية المطاف أقل صعوبة. والمعلم الذي يخطط للأمور مسبقاً ويبحث عن الجوانب التي قد تكون لديه مشكلات فيها ويبحث عن حلولها بشكل استباقي ، لن يعاني من أي ضغوط مثل ذلك المعلم الذي ينتظر نشوء المشكلات ثم يحاول معالجتها. أن تكون استباقياً لا يعني أن تتخلى عن كونك متكيفاً مع الأمور. مهما كانت جودة تخطيطك فسوف تكون هناك بعض المفاجآت التي تبرز بشكل غير متوقع، ولكن عندما تكون استباقياً فإن ذلك سيخفض من تلك المفاجآت بشكل كبير ويجعلك أكثر فعالية بشكل عام.

� المعلم الفاعل يكافح ليصبح دائماً أفضل:-

المعلم الذي يكون راضياً عن كل شيء يفعله هو في الواقع معلم غير فاعل. وأي معلم لا يبحث عن طرق جديدة واستراتيجيات أفضل للتدريس هو معلم غير فاعل. ليس مهماً عدد سنوات خبرتك كمعلم بل يجب عليك أن تتطور دائماً كمعلم. هناك أبحاث جديدة تصدر كل عام، هناك تكنولوجيا جديدة ، هناك أدوات تعليمية جديدة يمكن أن تجعل منك معلماً ممتازاً. ابحث عن فرص للتطوير المهني وحاول أن تطبق شيئاً جديداً كل عام.

 

� المعلم الفاعل يستخدم وسائل تقنية متنوعة في دروسه:-

شئنا أم أبينا ، نحن في القرن الحادي والعشرين، وإن جيل الطلاب الذي أمامنا قد ولد في العصر الرقمي. هؤلاء الطلاب قد انغمسوا في التكنولوجيا واحتضنوها أكثر من أي جيل آخر، ونحن – كمعلمين – إن لم نفعل الشيء ذاته فسنكون في المؤخرة. هذا لا يعني أنه ينبغي علينا أن نتخلص من الكتب والدفاتر المدرسية تماماً، ولكن المعلم الفاع لا يخشى استخدام وسائل تقنية أخرى جديدة داخل حجرات الدرس.

� المعلم الفاعل يستثير ذكاء طلابه:-

أكثر المعلمين فاعلية هم في الغالب أولئك الذين يعتقد طلابهم أنهم الأكثر صعوبة. هذا لأنهم يتحدون طلابهم ويدفعونهم أكثر مما يفعل المعلم العادي. وهم أولئك المعلمين الذين غالباً ما يكونون غير مفضلين لدى طلابهم، ولكننا فيما بعد – وفي حياتنا المقبلة – نتذكر هؤلاء المعلمين جميعاً ونود أن تشكرهم لأنهم أعدونا جيداً لمواجهة الحياة عندما كنا طلاباً لديهم. أن تكون معلماً فاعلاً لا يعني أن تكون سهلاً. بل يعني أن تتحدى كل طالب من طلابك وأن تضاعف من وقتك معهم حتى يتعلموا منك أكثر مما يعتقدون أن بإمكانهم تعلمه منك.

� المعلم الفاعل يفهم المحتوى جيداً:-

المعلم الفاعل يفهم المادة التي يقوم بتدريسها جيداً ويعرف كيف يشرحها بأسلوب يفهمه طلابه. هناك معلمون لا يعرفون المحتوى بشكل جيد بما فيه الكفاية ليقوموا بتدريسه بفعالية. وهناك معلمون هم خبراء حقيقيين في مادتهم لكنهم يعانون في شرحها لطلابهم بشكل جيد ومبسط. إن المعلم الفاعل يفهم المحتوى ويعرف كيف يشرحه لطلابه. قد تكون هذه مهارة من الصعب تحقيقها، لكن المعلمين الذين يستطيعون، يضاعفون من درجة فعاليتهم كمعلمين.

Image

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الإضافات