• Home
  • كُتاب مدارسنا
  • قرأت لك كتاب “افعل شيئا ً مختلفاً” للمؤلف عبدالله علي العبد الغني

قرأت لك كتاب “افعل شيئا ً مختلفاً” للمؤلف عبدالله علي العبد الغني

ليلي بنت سالم بن سيف السلامية*

“افعل شيئا مختلفا” اوضح المولف بان الكتاب يحتوي على ثلاث نقاط مهمة ورئيسية :

– اولهما هو كتاب حكمة خليط من المعرفة الانسانية وانعكاس لمعارف وحكمة جماعية.

– ثانيا تجارب ذاتية للمؤلف وحقق فيها نجاحات من خلال اضافة التغيرات المستمرة لتحقيق الاهداف المستقبلية،

– واخير التركيز على علوم التغيير الشخصي باستخدام اسلوب البحث وبذل الجهد لنقل العلم والفكر لما يخدم البشرية.

وايضا مما يجعله كتابا مميزا بانه:

خليط من علوم الشرق والغرب في المبادئ الملهمة لإحداث التغيير في حياتك أو مساعدة غيرك عليه.

يحتوي على استشهادات وتأصيل شرعي متميز.

مكتوب بلغة عصرية، تقرب الفهم وتزيد الوعي وتحفز على التغيير.

يجمع تجارب إنسانية ناجحة لمعاصرين من عامة الناس.

مجرد إتقان فهمك للمبادئ وحفظها، سيكون باستطاعتك أن تعرض مشاكلك ومشاكل من تحب عليها ،فيسهل عليك التعرف على الخلل ومن ثم إحدات التغيير.

احتوى الكتاب على إثني عشر مبدا ً، ركزت على جهود وعقول المبدعين والمفكرين التي من خلالها صنعو التغيير في حياتهم الخاصة وفي الحياة العامة للوصول الى النجاحات وتحقيق الأهداف .

لماذا قلنا “افعل شيئا مختلفا””
اقتبست هذه التسمية من حكمة أينشتاين المؤثرة التي تقول:
( من الغير المنطق أن تفعل نفس الشيء وبنفس الطريقة وتتوقع نتيجة مختلفة) ،بمعنى مختصر آخر، إذا فعلت ما تعودت فعله فستحصل على ما تعودت الحصول عليه، فمتى يحدث الفرق ومتى يكون التغيير؟إن ذلك لايكون إلا عندما تفعل شيئا مختلف،ولكي تتعايش مع هذا التغيير وتجني من ورائه أفضل النتائج فأنت بحاجة لمبادئ لاتقبل التغيير”ستيفن كوفي”.

والمبدا الأول يبدأ من دائرة التاثير: التي تشمل كل القرارات والأفعال التي تقع تحت تأثيرك وحدك دون انتظار التدخل من أي طرف آخر، وبهذا تستمد قوتك من ذاتك وتوقف آهاتك بدلا من أن تضع يدك على خدك وتنتظر من الآخرين التدخل لحل مشكلتك او المساعدة في حلها.إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تتردد واهتد بقوله تعالى:(فإذا عزمت فتوكل على الله )”آل عمران 159″.فيجب علينا أن نؤمن فقط بأن على الأمور أن تتغير بل نؤمن بأن علينا نحن أن نغيرها.

المبدأ الثاني قوة الانطلاقة:إن الانطلاقة تستهلك جهدا جبارا،غير أننا بمجرد اجتياز نطاق قوة الجذب ، فإن حرياتنا تأخذ أبعادا جديدة”ستيفن كوفي”، و من أهم عوامل نجاح التغيير هي الدافعية التي تنطلق بها نحو المهمة أو الهدف الذي اخترته،يجب ان تعطي لتأخذ وتتعب لترتاح وتمشي لتصل ،فقبل الحصاد الزراعة وقبل السفر الزاد والراحلة ، ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم :(استعن بالله ولاتعجز)مسلم 2664، إذاً انطلق نحو تحقيق أهدافك . كن قياسيا ً إذا احتاج الأمر، أو رقيقا ًإن كان ذلك سيجدي ، المهم هو ان تنطلق ،اعمل على أن تتخطى كل العقبات لتفوز بالسباق” تشالز ديكنز”.

المبدأ الثالث: الخارطة(ارسم خطة): يقول طارق سويدان) إن عملية التغيير ليست عملية عشوائية بل هي عملية واضحة الأهداف والمعالم)،إذا استخرجت من دائرة تأثيرك فكرة لإحداث التغيير وعمل شيء مختلف ثم قويّت دوافعك وعزمت أمرك وربطت على قلبك ونويت الانطلاق فعليك بالخارطة فإن فيها النجاة، فإذا كنت تسير من غير خطة فلربما تخطفك الريح في يوم عاصف ، أو تركت الكنز في حديقتك وبحثت عنه في الغابة،ولربما تبعت سرابا فحسبتة ماءً أ و ركبت المحيط في وقت هيجانه ، فتكون قد اضعت الوقت والجهد والمال والصحة والإمكانيات في المكان الخاطئ، لذلك علينا أولاً أن نحدد الهدف بوضوح ونكتب ماذا نريد أن نغير؟أو نحل أو نصلح أو نحسن ؟ ثم لماذا؟ لمعرفة دوافعنا واهميتها وقوتها وتقييم الأسباب والتأكد من جدوى الهدف ،ثم متى تبدأ وأين وكيف سيكون التنفيذ ؟ هذه أسئلة الخارطة.

المبدأ الرابع: التخلية قبل التحلية: التخلية هنا بمعنى الهدم والتحلية بمعنى البناء فانت تتخلى عن سلوك خاطئ لتتحلى بسلوك صائب وتتخلى عن فكرة سلبية لتتحلى بفكرة إيجابية. فلابد لنا أن نفتش لنرى مالذي زرعناه في قلوبنا فصار شعورا ، أو اعتقدناه بعقولنا فصار تفكيرا؟ وهل اعتقاداتنا وأفكارنا اليوم محل سعادة أم ألم لنا؟ وما الذي نحتاج أن نخليه منها وما الذي نحتاج أن نتحلى به؟

المبدأ الخامس: الأكثر ملاحظة أكثر تغييرا ً:يقول الدكتور إبراهيم الفقي ( كثيراً ما لاحظت أناسا كانو ينظرون بدون أن يروا ، ويستمعون بدون أن يستمعوا، ويتكلمون كلاما خاليا من أي معنى ويلمسون بلا مشاعر ويتحركون بلا إدراك ، وبفضلهم الهمني الله لأن أصبح رجل الاتصال الذي كان ممكنا لي أن أكونه).من أهم مكاسب الملاحظة هي أن تجعلك تتواجد في الأماكن التي تتوقع أن تأتي المساعدة منها بعدما يلاحظك الأشخاص .

المبدأ السادس: القدوة:(إن أفضل إستراتجية في تحقيق كل هدف تتخذه ،هى أن تعثر على قدوة شخص ماتمكنك تحقيق ماتريد أن تحققة وتعرف على ماتعلمته من الغير).

الشخص الوحيد الذي يعتبر قدوة في كل أفعاله هو نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.نظر الله في اهل الأرض فوجده أفضلهم فاختاره من بينهم.”هو قدوة في كل افعاله”.

فإذا قرات آية في كتاب الله ولم تعرف لها تفسيرا فانظر في سيرته ياتيك الجواب. وإذا كان الناس يختلفون حول قدواتهم وزعمائهم وقادتهم فإن المسلمين يتفقون جميعا حول شخص النبي صلى الله عليه وسلم.

(تعلم من الخبراء فإنك لن تعيش طويلا بشكل كاف لتتعلم كل شيء بنفسك)
من النماذج العربية والغربية( الدكتور طارق سويدان في القيادة والتغيير والفكر الإداري) في الخطابة الشيخ (عبدالحميد كشك ، الدكتور عائض القرني، المدرب العالمي زق زقلر ) في المال والاعمال(بيل غيتس، الوليد بن طلال)في التاليف والكتابة(ابن قيم الجوزية) في العلم الشرعي(ابن عثيمين)وفي العمل الاسلامي (حسن البنا وعبدالرحمن السميط ) وغيرهم من الخبراء في مجالات متخصصة.

المبدأ السابع : غير مكانك (تغيير البيئة):- ثاثير البيئة في حياتنا إما سلباً أو ايجابيا وهو تأثير محسوس نلمسه في انفسنا قبل الناس ،ونحن نقول “من صاحب المصلين صلى ومن صاحب المغنين غنى”، ولتعجب من ان اغلب المشاكل النفسية عند الابناء هى بسبب والديهم والبيئة الملوثة التي احاطو أبنائهم بها. فالمشاكل التي تصيبهم من الخوف والقلق والوساوس كثيرا ما يكون لها أصل في الأبوين أو الأسرة ،فالصاحب ساحب والمرء على دين خليله والقرين بالمقارن يقتدي،إذاً” فلنستعن بالله ونبعد الشيطان عن المكان والمكان عن الشيطان”

(إن وسيلة التغيير هي أن تعيد صياغة الفرد بتغيير بيئته كي تنشأ لديه عادات جديدة،وكلما تغيرت بيئة الفرد وعاداته ،تغيرت شخصيتة).

المبدأ الثامن: لتغيير شيء افعل أكثر من شيء:- القاعدة تقول لو أردت ان تصطاد غزالاً في الصحراء فأيهما أقرب لصيده؟ ان تطلق عليه عشرة سهام ام سهماً واحدا؟بمعني إذا ارت ان تغير من نوعية علاقاتك بامكانك ان تراقب الاشخاص المميزين الذين تتمني إقامة علاقات معهم من خلال تعلم مهارات التعامل مع الاخرين بملاحظاتك لتصرفاتهم وكلماتهم وعلاقاتهم الاجتماعية واساليبهم وطرق التحدث التي يستخدمونها ،من خلال المجاملات والمواقف التي يواجهونها ،ومنها بإمكانك خلق التغيير الذي تريده عبر ادوات الاستكشاف المختلفة، ثم استخدام ادوات تنفيذ مختلفة لتحقيق هدفك.مثال”حضور دورة تدريبية ترفع من همتك وتزيد الفهم وتكسب المهارة”،محاضرة”تزودك بمعلومات”،قراءة كتاب متخصص(القراءة صنعة العظماء) تساعدك ان تعيش وتتنفس حياة مبصرة،قراءة مجلة متخصصة”بالاضافة إلى كثير من طرق الاستكشاف التي تساعدك على فعل اكثر من شيء لتغيير شيء.

المبدأ التاسع: الطموح:- هو مركب من عنصرين:
– حسن الظن بالله وحسن المعاملة.
– التفاؤل والأمل.

ماذا تتوقع من ربك”أن ييسر لك الأمور ويستجيب لك الدعاء ويصلح الحال والبال والعيال؟أم تتوقع ان يخذلك ويضيع عملك؟
في الحديث الشريف(أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء)وايضا (لايموت احدكم إلا وهو يحسن الظن بربه)(مسلم2877)،فالتمني يكون مع الكسل،والرجاء يكون مع بذل الجهد والتوكل)

يقول صلاح الراشد ( التغيير يبدأ من الظن الداخلي)،لان الانسان الطموح حتما متفائل اما غير الطموح ففي الغالب متشائم او متخاذل ويقول النبي صلى الله عليه وسلم”ويعجبني الفال الصالح، الكلمة الحسنة”،،: وقال الشيخ الحليمي رحمة الله وإنما كان صلى الله عليه وسلم يعجبه الفال لأن التشائم سوء ظن بالله تعالى بغير سبب محقق.

فما دامت هناك حياة هناك امل. والنبي صلى الله عليه وسلم في اشد الاوقات واكثرها صعوبة لايفقد الأمل.

وهنا نجد ان الطموحين يتميزون بصفات وهي 🙁 تحمل المسؤولية- متفائلون- يحولون الأفكار إلى مشاريع- يجيدون استغلال اوقاتهم- يستثمرون نقاط قوتهم).

المبدا العاشر : التدرج:- تخيل أن هناك سلما طويلا يصل للطابق العشرين وليس له سوى خمس درجات، فهل يمكنك تسلقة؟ هذا غير ممكن،إذا لابد من درجات السلم تتناسب مع طول المكان الذي تود الوصول إليه. نجد في التغير لابد ان نعطي كل مرحلة حقها من الفهم والعمل والصبر فالتدرج مبدأ كوني “أنه القادر على ان يقول للشيء كن فيكون”
فالقاعدة الذهبية لنظرية التعلم “هي اننا يجب دائما ان نبدأ بالمشكلات الصغيرة، وأن نعمل حيث يوجد اقل قدر من المخاطرة”

ولعلماء الإدارة تشبية لطيف على التدرج في المهام الكبيرة وتجزئتها، يقولون “لو انك اردت اكل قطعة بيتزة فعليك ان تاكلها قطعة قطعة.”والشيطان يتبع نفس للاستراتيجية فهو ينصب مكائده للانسان على شكل خطوات ومراحل ، وقد حذرنا الله من ذلك في القرآن قائلا سبحانه”ولا تتبعوا خطوات الشيطان” (لابد أن تقاوم إغراء السرعة وإغراءالكثرة )،قد يكون الأداء بطيئا لكن النتائج أكيدة.

حاول ان تتقدم في كل مرة 10سم نحو هدفك ،(فكل الاعمال العظيمة تم انجازها على طريقة النمل شيئا فشيئا).

المبدأ الحادي عشر:المجاهدة (التكرار والاستمرار)- يقول روبنز(قوة الإرادة وحدها ليست كافية إذا كنت تريد إحداث تغيير دائم).

إن المجاهدة تعني: ( استفراغ الوسع في مقاومة العدو ) والمقصود بها هي النفس “العجل والهلع، والجزع والضعف والجهل والجدل “كما في قوله تعالى: (خلق الإنسان من عجل) سورة الانبياء 37 .(إن الإنسان خلق هلوعا ) 19 المعارج.

لابد لك اليوم ان تتبني عادة جديدة تتعب في ادخالها لحياتك لكونها غير مريحة بالنسبة لك، لكنها غدا ستصبح أمرا اعتياديا مريحا، فكل عادة تفعلها بارتياح اليوم كانت بالأمس صعبة وثقيلة على النفس وخارج دائرة ارتياحك فانت الشخص القادر على فعلها وتغييرها وتحويلها من عادات سلبية إلى عادات ايجابية.ومن هذه النماذج( تجديد الموده والاخلاص في الاسرة والتطوير الديني والنفسي والذاتي).وهناك الكثير من قصص الاصرار والاستمرار للوصل إلى الهدف :

(ضع في ذهنك انك إذا فشلت فدائما هناك مرة أخرى)، لذلك كان “عمل الرسول صلى الله وسلم ديمة” أي مستمرا .رواه البخاري.واغلبية الطلاب الذين فشلوا في الجامعة في المرة الأولى ثم عادوا فيما بعد ليحصلوا على الدرجة يذكرون ان الاختلاف الكبير في الفرصة الثانية هو معرفه اكبر بانفسهم وقدراتهم والتزاماتهم.

(تعلم-تصّبر- تحلم) هذه تاء الدربة والتدريب بمعني ان تتدرب على ذلك حتى تتقنة.

المبدأ الثاني عشر: الصبر طريق التمكين:- قال الشافعي”لايمكّن حتى يبتلى، فإن الله ابتلى نوحا وابراهيم وموسى وعيسى ومحمدا صلوات الله عليهم اجمعين، فلما صبروا مكّنهم ، فلا يظن أحد أنه يخلص من الألم ألبتة” 29- ابن القيم الفوائد ص252.

الصبر ضياء وما عداه نور ، فالضياء كضياءء الشمس لاغنى لمخلوق عنه وهو مشع فى ذاته مضيء لغيره وبه يحصل نور القمر ونور ماعداه من مخلوقات: قال صلى الله عليه وسلم في جزء من حديث صحيح(الصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء)مسلم (233).

الصبر يزيد العلم،(من قل علمه قل صبرة)عبدالله العبد الغني.

الصبر على الألم ومواجهته وعلاجه لتتخلص منه وترتاح بقية العمر.

الصبر على التغيير وهو تغيير العادات والسلوكيات التي اعتدنا عليها.


إذا……… فتش في دائرة تاثيرك…. انطلق نحو الهدف…. اجعل لك خطة…. هيأ مكانك للتغيير….لاحظ الفرص وإستعد لها…..إتخذ قدوات من الأحياء…. غير مكانك…. أطلق سهامك…كن طموحا……تدرج في صعود السلم….جاهد نفسك بالتكرار….ليجدك الله صابرا، فالصبر طريق التمكين.

* مدرب معتمد في التنمية البشرية – ماجستير ادارة تربوية/ الكلية التقنية العليا – سلطنة عمان – مسقط

Image
1 نص التعليق
  • يقول fatima:

    كتاب علمتني الحياة للكاتبة مريم راشد به العديد من الاساليب التي تساعد على تطوير الذات وتغيير العادات السيئة واستبدالها بعادات حسنة فاحبيت تشاركوني الفائده ولا تحرمونا من الدعاء

  • أترك تعليقا

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    آخر الإضافات