القرار الذكي

سيف بن سالم الزعابي

مرحبا بك أيها القارئ العزيز

سواء كنت طالبا أو معلما أو موظفا أو حتى في أي تخصص كنت .. تضعنا الأقدار أنا وأنت أحيانا أمام خيارين ويتحتم علينا أن نختار أحهما … ننجح في أحيانِ كثيرة ، ونخفق في أخرى ، لا بأس بالإخفاق ، والمحاولة للوصول لقرارات أفضل .. ولكن قد نضطر أحيانا للإختيار حيث ستشكل هذه الإختيارات حياتنا المستقبلية وتعتمد أحيانا عليها سعادتنا ..

كـ اختيار الوظيفة أو التخصص أو استثمارات مالية أو حتى اختيار الشخص الذي سترتبط معه حياتي القادمة .. تصادفنا كما

تصادف جميع الناس مواقف ذات خيار واحد لا نجد عنه فكاكا ، ونكون مضطرين لختياره ونسلم للواقع .. وأحيانا أخرى نتردد كثيرا في الإختيار ؛ بسبب تعدد الخيارات أمامنا ، وما يزيد الأمر تعقيدا أن يرتبط قرارك بأشخاص آخرين ، وسلوكيات ، وأمور متداخلة ، حينها تزداد حدة التردد في اتخاذ القرار ..

فمنا من يتبع ما يشعر به أنه الخيار الأنسب والأفضل لحياته .. ومنا من يُحضر قلما ومسطرة ؛ ليقيس أبعاد قراراته ، ويحسبها كما يحسب التاجر نقوده .. فيصيب أحيانا صاحب المشاعر ويخفق صاحبه .. ويفوز مرات صاحب المسطرة ويخفق الآخر

هكذا كما صنّفنا نموذج مايرز أنا وأنت عزيزي القارئ وباقي الناس في أنماطهم في اتخاذ القرار وحسمهم للخيار الأخير .. فيا ترى أي الطريقتين أفضل في اتخاذ القرار وأنجح ؟!

دعني أهمس قليلا في أذنيك صديقي القارئ .. لأقول لك .. أننا وفي حياتنا نحتاج لكلا الأسلوبين معا في اتخاذنا لقراراتنا .. فلا نهمل دور القلب والشعور ، ليطغى المنطق عليه ونأخذ بوصية حبيبنا الرسول استفت قلبك .. ولا نترك الحبل على الغارب لمشاعرنا ، لتقرر دون أن نفكر في خياراتنا بالمنطق .. ولنكن سواء بين هذا وذاك .. فإذا عزمت فتوكل ..!!

وأنا معك اليوم هنا عزيزي القارئ لأقاسمك بعضا من أسرار اتخاذ القرارات الصائبة في الحياة ، والتي يجهلها الكثير من الناس .. والتي في أغلب الأحيان تقلل نسبة المخاطرة ، والندم في القرارات التي ستتخذها في حياتك القادمة لتجعل أيامك أجمل .. فيكون قرارك مبني على أسس صحيحة .. وأيا كان الأمر .. فلا تقلق ستساعدك هذه الأسرار للوصول لقرارات ذكية في حياتك

فما هو القرار الذكي أيها القارئ الرائع ؟

القرار الذكي هو:
يمكننا أن نقول وبختصار عزيزي القارئ أن القرار الذكي هو القرار الذي ينبني على أسس صحيحة وخطوات علمية تدرس القرار من جميع نواحيه

أما الآن فهيا معي لأعرفك على الخطوات الست للقرار الذكي لتكون قادرا على صناعة قرارات ذكية فأحد العلماء المختصين في هذا المجال يقول: ” إن القدرة على صناعة قرارات ذكية هي مهارة أساسية في الحياة “

وفي خلال تقديمي لدورة اتخاذ القرارت ، وجدت أن المشكلة الرئيسية لإخفاقاتنا في اتخاذ القرارات هي أن أكثر من 90% من قراراتنا عاجلة ، وغير مدروسة ، وعادة ما تكون قرارات تهورية نندم بعد مدة على اتخاذها ، أو أننا نركز على جانب معين من جواني الخيار المتاح ، نميل له ، ونتجاهل الجوانب الأخرى ، مما يؤدي بنا إلى اتخاذ قرار فاشل !!

كأن نركز في اختيارنا لتخصنا الجامعي على جانب توفر الوظائف بعد التخرج ، وهذا جانب مهم ، وهنالك أيضا جوانب أخرى مهمة ينبغي التركيز عليها .. وكذالك أيضا في اختيارنا لوظيفة ما يكون أول تساؤلاتنا كم سنتقاضى في نهاية كل شهر ؟! متجاهلا الجوانب الأخرى ..

لذلك ولكي نتجنب مثل هذه التخبطات عزيزي القارئ ، سأتركك مع الخطوات الست لصناعة القرار ، ولا أنسى أن أخبرك فهنالك فرق بين صناعة القرار واتخاذ القرار ستعرفه أيضا ..

فأول هذه الخطوات الست “1”: التعرف الجيد على الشيء الذي أريد أن أتخذ فيه قرارا
حيث أنه ومن الضروري أن تشخص الموقف الذي أنت فيه لكي تبني عليه قرارا صحيحا ، ولا تبني قراراتك على مواقف سطحية أو افتراضية

الخطوة “2” : تحديد الهدف المراد الوصول إليه
فإن القرار الذكي هو القرار الذي يستوعب صاحبه الأهداف المطلوب تحقيقها .. فبعد تشخيص الموقف تشخيصا صحيحا لابد لك من معرفة المكان الذي تريد أن تصل إليه من خلال هذا القرار

الخطوة :3″ : التفكير في جميع الإحتمالات والخيارات المتاحة
فبعد الخطوتين السابقتين ، امتطي جوادك لتسرع في البحث عن كل الخيارات المتاحة ، والممكنة لديك ، وكن جريء في البحث ، وطرق حميع الإحتمالات ، والتي من الممكن أن توصلك للهدف

الخطوة “4” : تقييم البدائل والخيارات المتاحة

بعد الإنتهاء من البحث عن البدائل ، جاء دور تقييم وتنقية البدائل ، الجيد منها والغير جيد ، السمين والهزيل
ما سيوصلك فعلا لهدفك , وما سوف يبعدك عنه ، هوالبحث وراء الجانب الإيجابي والسلبي في كل خيار مقترح لديك في قائمة الخيارات المتاحة ..

واعلم عزيزي القارئ أن القرار الذكي هو الذي يتخذ على أسس تقييم المنافع من البدائل ، مقابل المخاطرة والتكاليف المرتبطة به

الخطوة “5” : النظر في القرارات المستقبلية المرتبطة بالقرار الحالي

فبعد التنقيح ، وشبه الإستقرار قبل النهائي للقرار ، عليك أيها القارئ أن تلتفت قليلا في القرارات المستقبلية التي ستتأثر بهذا القرار الذي ستتخذه اليوم .. فهنالك لابد من قرارات ستعتمد على هذا القرار .. فجعلها من ضمن حساباتك قبل الإنتقال للخطوة التالية

الخطوة “6” : انتبه لما يسميه العلماء الفخاخ اللاإرادية لاتخاذ القرار

وهذه مرحلة مهمة ، وتتلخص في الإنتباه لردات الفعل اللاإرادية اتجاه بعض الخيارات المتاحة ، والتي من الممكن أن تمنعنا من اتخاذ القرار الصحيح .. ومن هذه الفخاخ فخ الغرور ، الثقة الزائدة بالنفس ، وأيضا رفضنا اللاشعوري لكل ما هو جديد.

بهذه الخطوات تكون عزيزي القارئ أنت صانع قرارات ناحج

وقبل أن أودعك دعني أخبرك بالفرق ما بين صناعة القرار واتخاذه
فصناعة القرار هي الخطوات السابقة التي رأيتها عزيري القارئ ، وأما اتخاذ القرار هي مرحلة إعلان القرار النهائي ، والخيار الذي استقر عليه رأينا من بين الخيارات المتاحة .. وإن كان الناس يخلطوا بين هذا وذاك بمسمى اتخاذ القرار ..

عزيزي القارئ ، لكي تكون قراراتك صحيحة ، تذكر الخطوات الست ، وطبقها جيدا في حياتك ، تصل بعون الله إلى قرارات لا تندم عليها أبدا ، وستتشكل بها أجمل حياة تحلم بها ؛ لأن قرارات اليوم ستشكل حياتنا غدا.

خاص بمدارسنا دوت نت

Image

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الإضافات