دار الخليج: ظاهرة اعتماد أغلبية الطلبة على اللغة الإنجليزية أثناء التواصل مع الآخرين، عمّق من إشكالية ضعف مستوى اللغة العربية لديهم، الأمر الذي دفع مجلس اتحاد الطلاب في كلية التقنية العليا للطلاب في أبوظبي، إلى تبني مبادرة تعزز من تقوية مستوى الطلبة في اللغة العربية، وبتنفيذ القواعد الخاصة بنادي “أبجد التوستماستر العالمي” في أبوظبي على أنفسهم، والذي يهتم بفن القيادة والخطابة وتصحيح الأخطاء اللغوية في اللغة العربية للحفاظ عليها من التلاشي والاندثار، ويحفزهم على الثقة بالنفس أثناء إلقاء الخطب أمام الجماهير، ويكسبهم مهارات القيادة، ويزودهم بمهارات التواصل مع الآخرين التي يحتاجونها في كافة التعاملات بينهم، وإدراكاً منهم لأهمية اللغة العربية وفن الخطابة ومهارات التواصل الاجتماعية .
“الخليج” التقت أعضاء مجلس الطلاب في كلية التقنية العليا في أبوظبي، والذين أكدوا على ضرورة انتشار نوادي “التوستماستر” لتعليم مهارات الخطابة والقيادة، بين طلبة الجامعات والمدارس، وبين موظفي الشركات والمؤسسات التابعة للقطاعات المختلفة، وذلك للحفاظ على اللغة العربية، وأيضاً لتعلمهم فن الخطابة، ورفع مستوى مهارات التواصل بينهم، حيث قال الطالب أحمد الرميثي، رئيس مجلس الطلاب بكلية التقنية العليا في أبوظبي، “يشارك طلبة الجامعات والكليات عند بدء الالتحاق بها، بعدد من الأنشطة التي تنمي مهاراتهم، وتحسن من قدراتهم العقلية والجسدية، وتكسبهم الخبرة العملية، ولكن ما لم ينتبه له الكثيرون، أن تلك المرحلة الحياتية تحتاج إلى تنمية مهارات التواصل، والتي يفتقر لها العديد من الطلبة في بداية مرحلتهم الجامعية، ويحتاجون إلى تنميتها” .
وأضاف: “ومن تلك المهارات التي يجب أن يهتم بها الطلبة في تلك المرحلة الدراسية والتي تعدهم لاستقبال العالم من حولهم بعد التخرج، مهارات تعزز من مستواهم في الخطابة والقيادة، وكذلك الثقة في النفس، والتي تعد من أهم السمات الشخصية التي ترفع من شأن الأشخاص في مجتمعاتهم، وأيضاً تعمل على تحسين قواعد اللغة العربية لديهم، والتي قد ينساها الكثيرون بعد الانخراط في الدراسة باللغة الإنجليزية في المدارس أو أثناء الدراسة في الكليات، وعدد من مهارات التواصل الأخرى” .
وأوضح: “ونريد أن تنتشر تجربتنا إلى جميع الطلبة في كلية التقنية العليا للطلاب في أبوظبي، ولكن يتطلب تطبيق ذلك على أرض الواقع، إيجاد قاعة مخصصة فقط لممارسة تمارين الخطابة في اللغة العربية في الكلية للسماح بأكبر عدد من الطلبة في الكلية للمشاركة فيها، وهو مالم نتمكن من الحصول عليه حتى الآن، حيث إننا نقوم بعمل التمرينات كل أسبوع أو أسبوعين خارج أبواب الكلية، أو نقوم بحضور اجتماعات نوادي “التوستماستر” في الإمارات، والتي تفتح أبوابها لكل المواطنين والمقيمين في الدولة، دون تمييز في الجنس واللون والجنسية وأن لا يقل العمر عن 18سنة” .
تطوير المهارات
ولفت الطالب عبدالهادي عبدالله الحمادي، نائب رئيس مجلس الطلاب في كلية التقنية العليا للطلاب في أبوظبي، إلى أن نوادي “التوستماستر” في الإمارات تنظم العديد من الدورات التعليمية والتثقيفية عن الخطابة، وعن بعض القيم والمبادئ والحس القيادي باستمرار، وكذلك نادي “أبجد التوستماستر” في أبوظبي، يركز على اللغه العربية لدى المنتمين له بشكل ملحوظ، ويعمل على تطوير مهاراتهم الخطابية ويعطيهم الفرصة للتدريب والتمرين بشكل مستمر حتى يكونو مؤهلين للمشاركة في المسابقة العالمية “للتوستماستر”، وحتى ينجحوا في تنظيم المحاضرات والمؤتمرات والاحتفالات، وكذلك عند عرض الطلبة لمشاريعهم ومواضيع دراستهم، وليستطيعوا التعبير عن أنفسهم وعرض أفكارهم بشكل صحيح وبدون بعث الملل بين المستمعين” .
وأضاف: ويدفع التمرين الدائم لمرتادي نوادي “التوستماستر”، إلى الاستغناء عن الأوراق وما تمليه عليهم، فترفع من مستوى إدراكهم للفكرة التي يريدون ايصالها إلى جميع المستقبلين من حولهم، بالاعتماد على لغة الجسد الصحيحة لديهم، وذلك باستخدام حركة اليد الصائبة، أو ملامح الوجه التي تشير إلى الهدف من المعلومة أو الفكرة التي يريدون إرسالها، أو بتعديل مستوى الصوت ليتناسب مع المكان والموضوع الذي يعرضه المتحدث على من حوله من الجماهير، حتى الوصول إلى مستوى عال من اللباقة أثناء التحدث . وأشار إلى أن النادي المركزي “لتوستماستر” يقع في كاليفورنيا وأسسه الدكتور رالف سميدلي في أكتوبر 1924 ويحذر من الحديث في ثلاثة مواضيع أثناء التدريب، وهي الدين والسياسة والجنس، وتهدف “التوستماستر العالمية” إلى تحقيق التواصل الشفوي بين العالم، ولكننا قمنا بإدخال اللغة العربية، كشرط أساسي لأداء تمارين الخطابة بيننا في الكلية كما يعمل نادي “أبجد توستماستر” في أبوظبي، وأصبحنا نلقي المواضيع باللغة العربية، وخلال التمارين نقوم بالتدقيق في كافة الأخطاء اللغوية التي قد نقع بها وننبه المشاركين أيضاً، حتى نأخذ حذرنا منها، ليمكننا وضع خطب متكاملة المقدمة والمتن والخاتمة، وذلك في وقت محدد ومن دون تحضير مسبق .
وقال: “لقد قمنا مؤخراً بالمشاركة في معرض الكتاب بمركز أبوظبي الوطني للمعارض، لتقديم محاضرات توعوية حول “التوستماستر” وفنون الخطابة والقيادة والتواصل، كما أدعو طلبة الجامعات والكليات في الدولة لتشكيل ناد خاص بهم في كل مؤسسة تعليمية، ويندرج ضمن أنشطتهم المجتمعية التي يمارسونها أثناء الدراسة، وذلك للحفاظ على اللغة العربية خصيصاً، وبعد أن أصبحت الدراسة باللغة الإنجليزية في كثير من المدارس والجامعات، وأصبح التواصل بين العديد من الطلبة باللغة الإنجليزية فقط” .
“الخليج” التقت مع محمد مراد رئيس “التوستماستر” في العالم، والذي أكد على ضرورة التحاق طلبة الجامعات والموظفين في المؤسسات المختلفة بالدولة، بالنوادي التي تنمي مهارات الخطابة والتواصل لديهم وتعطيهم الخبرة عن طريق التجربة الحية بأنفسهم، حتى تتلاشى جميع المخاوف بداخلهم، ويبدأوا بالاستقلال الداخلي من كافة القيود التي تعيقهم من التواصل مع المحيط العالمي من حولهم، مشيراً إلى أن “التوستماستر العالمي” يضم نحو عشرة آلاف وخمسمئة ناد، وأكثر من 300 ألف عضو في 116 دولة من العالم، ويعد الرائد دولياً في التدريب على الخطابة وأساليبها وفنونها .
وأشار إلى أن نسبة الزياده في الملتحقين إلى نوادي “التوستماستر” تبلغ 3 إلى 5% سنوياً، ولفت إلى أن مسابقة التوستماستر العالمية، والتي يشارك فيها ممثلون من الإمارات وعدد من الدول العربية والعالمية الأخرى، تنقسم إلى أربع فئات أساسية في مسابقة الخطابة، تشتمل على الخطب الدولية وخطب التقييم والخطب الفكاهية وخطب مواضيع الساحة، والتي تحتوي جميعها على فكرة، يسعى المتحدثون فيها، إلى شد أسماع وانتباه الحاضرين، وإيصال الفكرة التي لديهم في اختصار ووضوح دون أي ملل .