دار الخليج: تأتي مبادرة “القطرة للاستدامة” التي تطبقها حالياً مدرسة أم الإمارات للتعليم الثانوي للمرة الأولى بالدولة لتسهم في زيادة مخزون المياه الجوفية في الدولة، عبر تغذيتها صناعياً، من خلال استغلال المياه الناتجة من أجهزة التكييف بأنواعها، والتي تبلغ في مجملها 24 لتر مياه نقية للمكيف الواحد حيث تم توصيل نصف أجهزة التكييف بالمدرسة البالغ عددها 156 إلى شبكة تجميع المياه الناتجة من التكييف، ليتم بعد ذلك حقنها في أعماق الطبقة الصخرية للمياه الجوفية، نظراً لوقوع المدرسة في منطقة الأفلاج . تمهيداً لاستغلال جزء من المياه الجوفية المجمعة في تلك المنطقة في ري المزروعات وغيرها العديد من الاستخدامات
الطالبة فاطمة الكندي بالصف العاشر تؤكد سعادتها وزميلاتها التي يبلغ عددهن 40 طالبة لمساهمتهن في المشروع بالمتابعة والمعاونة، ونشر الوعي في كافة المنتديات والمؤتمرات والمحافل المحلية بأهمية المبادرة والدعوة إلى تطبيقها بشكل موسع بالدولة لأهمية رفع منسوب المياه الجوفية بالعين فالأرقام تؤكد جدوى المشروع وأهميته الشديدة في ظل الاستخدام المكثف للمكيفات بدولة الإمارات في شهور الصيف والتي تمتد لأكثر من ستة أشهر في العام، وهي وسيلة من وجهة نظرها تمتد فوائدها إلى ري المزروعات وتجميل الهيئات والدوائر بالزراعة والحدائق بتكلفة أقل وفي الوقت نفسه إعادة تدوير المياه التي تخرج نقية تماماً من المكيف وصالحة للشرب وإعادتها إلى المياه الجوفية لتعود إلينا مرة أخرى في شكل مياه ري وشرب وغيره الكثير .
وتقول الطالبة سندس عبد اللطيف بالصف الثاني عشر: تنصب فكرة المشروع في تحويل مياه صرف المكيفات إلى باطن الأرض للاستخدام للزراعة، وكذلك رفع منسوب المياه الجوفية .
ومن جانبها تقول الطالبة لينا محمد أحمد بالصف الثاني عشر: تركزت خطوات تنفيذ المشروع الذي نعمل به منذ شهرين تقريباً في نقل الطاولات والمقاعد إلى خارج الصف، وتحديد نقطة التقاء الأنابيب، والكشف عن خطوط صرف المياه القادمة من أجهزة التكيف من الطابق الأرضي والعلوي، والتأكد من إن كان الأنبوب متصلاً من عدمه، ويقوم الفريق بربط الأنبوب القادم من المكيف بأنبوب التصريف وتثبيته جيداً .
أما الطالبة ميرا عبيد بالصف العاشر فتشير إلى دور مهندس الصيانة بقولها: يقوم مهندس الصيانة بتحديد المسار على الحائط لكي يتم حفر الجدار ضمن مسار إنسيابي وبالكيفية المطلوبة ومن ثم شق الأرضية للتمديد ثم إزالة البلاط بواسطة الكسر مع الحفاظ على باقي الأجزاء المحيطة بالبلاط الذي نود إزالته، وبعدها يتم وضع الأنبوب داخل الأرض وبميلان هندسي حسب الدرجة المطلوبة هندسياً، وبالتالي وضع الأنبوب بالجدار وتوصيله بالأنبوب القديم وبمقاس أكبر داخل الجدار، لكي يسهل سيران المياه داخل الأنبوب، وكذلك يتم وضع الأسمنت على الأنبوب كل واحد متر لكي نتفادى أي خلل بالميلات، وفي النهاية يتم تنفيذ المرحلة الأولى للمشروع بتحويل مياه صرف المكيفات إلى خلف المبنى المدرسي من خلال التوصيلات الداخلية والتى تؤدي إلى المساحات المزروعة
يقول الدكتور عبدالله الشيباني الرئيس التنفيذي لوثيقة الولاء والانتماء: يأتي هذا المشروع في إطار دعم احتياطي المياه الجوفية في الدولة، من خلال استغلال المياه الناتجة من أجهزة التكييف بأنواعها، وبالتالي المحافظة على الثروة المائية وتعزيز ثقافة التنمية المستدامة .
من جهته، أكد أحمد الجابري مدير إدارة التخطيط الاستراتيجي ببلدية مدينة العين، أن مشروع القطرة للاستدامة يعد رافداً حيوياً من روافد وثيقة الولاء والانتماء، وإضافة حضارية تدعم أطر التنمية المستدامة، وتعزز مبدأ التوفير الذاتي للثروة المائية، فيما لفت الجابري إلى ضرورة رفع وعي الجمهور بأهمية الاستدامة المائية في المنطقة بالاستفادة من مياه التكييف، إضافة إلى تعميم تجربة مبادرة مدرسة أم الإمارات بمدينة العين نحو تطبيق هذه الفكرة
تقول سناء السيد أحمد منسقة المشروع بالمدرسة تعد هذه التجربة المتفردة والتي يتم تنفيذها باشراف مديرة المدرسة مريم حمد الشامسي، وبالتعاون مع فريق وثيقة الولاء والانتماء بقيادة الدكتور عبد الله الشيباني، نموذجاً وطنياً خالصاً يعتز به كل معلم وطالب، وجميع أفراد المجتمع حيث بدأنا بالفعل بالعديد من الخطوات التي ثبتت أهميتها في حل الكثير من المشكلات، فمن ناحية كانت تسبب المياه الفائضة عن المكيفات الكثير من المشكلات للأساسات والحوائط بالأبنية التعليمية حيث كان يترك تصريفها لتتسرب داخل الحوائط وفي أرضية المدرسة، الأمر الذي كان يسبب نمو الطحالب وتهالك المبنى بشكل أسرع بسبب النخر الداخلي فيه، ومن ناحية أخرى فإنه حاليا ومن خلال تجميع هذه المياه عبر مواسير داخل الحوائط والأرضيات لتتجمع في ماسورة واحدة يتم دقها في اعماق الأرض لتصل إلى المياه الجوية صار هناك استغلال أمثل لهذه المياه بحيث تزيد كميات المياه الجوفية من ناحية ويمكن استغلال جزء منها في ري المزروعات في المدرسة من جانب آخر، وإذا تم تطبيق هذا المشروع في كل دوائر ومؤسسات وبنايات الدولة سوف يكون العائد منها عظيماً خاصة مع تزايد مشكلة نقص المياه الجوفيه في مدينة العين على وجه الخصوص .