في مدرستنا سارق أحلام

سيف بن سالم الزعابي*

أهلا بك قارئي العزيز أصحبك اليوم معي في رحلة الأحلام ؛لكي نتحدث فيها معاً عن أجمل الأحلام وأقصد بالأحلام هو كل ما تحلم به وتريد أن تراه على أرض الواقع ومهما كان الحلم في مخيلتك غير واقعي، ولكن قبل أن نبدأ أدعك مع قصة حلم رائعة لألقاك بعدها بهمسة مهمة لك ولمن تحب.

في يوم من أيام الجامعة تفاجأ الطلاب بورقة الإختبار ،وفيها سؤال واحد فقط ” ما هو حلمك أن تصبح في المستقبل ؟! “

فكتب أحد الطلاب سبع صفحات تحمل بين جنباتها حلمه الوردي الذي لطالما حلم به منذ أن كان طفلا، وهو أن يمتلك مزرعة كبيرة للخيول ، تبلغ مساحتها مئتي فدانا ، وأن يبني في وسطها بيته الجميل بكل تقاسيمه الرائعة ، وكان هذا الشاب من عائلة فقيرة متواضعة ، واجتهد الطالب في كتابة حلمه حتى أنه وضع رسماً تفصيلياً لموقع المنزل واسطبل الخيول والملعب وحوض السباحة. وكان الطالب مسروراً بحلمه الجميل ، وبعد يومين من تسليم الاختبار أعاد له المعلم الأوراق وهو فرحا ؛ ولكنه صدم عندما رأى أن على الصفحة الأولى من حلمه توقيع باللون الأحمر وعليه حرف F كبيرة (راسب)، وملاحظة صفراء مكتوب عليها: ” قابلني بعد الدراسة “

وفي عجل ذهب الطالب مسرعاً إلى معلمه … يا أستاذ لماذا حصلت على حرف F ؟! والدهشة تغمر محياه فكان الجواب الذي أصم أذن الطالب:

“اسمع هذا حلم غير واقعي بالنسبة لشاب في عمرك ، فأنت لا تملك أي رأس مال وعائلتك مشردة ؛ فامتلاك مزرعة بهذا الحجم والجمال تتطلب الكثير من المال ، فلا توجد طريقة لتحقيق هذا الحلم ، ولكني سأعطيك فرصة أخيرة شرط أن تعيد كتابة هذه الأوراق بهدف أكثر واقعية ويتناسب مع وضعك.

عاد الطالب إلى بيته حزينا ، وفكر طويلاُ ولكن دون جدوى فسأل والده: ماذا أفعل يا أبي؟ فأجابه الأب قائلاً: اسمع يا بني لا بد لك أن تتخذ قرارك بنفسك فأنا أرى أن هذا القرار هو أهم قرار في حياتك وأنت من يجب أن يقرر.

بُني إن ما يقوله الناس عنك ليس بالضرورة هو ما أنت عليه فعلا، بل إن أقوالهم لا تمثل سوى صورتك في أذهانهم ،وأنت الوحيد الذي يملك القدرة لتغيير تلك الصورة وفرض واقع جديد.

وبعد تفكير طويل أعاد الشاب نفس الورقة وبدون تعديل وكتب عليها ” معلمي يمكنك الإبقاء على الـ صفر (F) وأنا سأبقى على حلمي “.

وبعد مضي عدة أعوام على الحادثة ، قام المعلم بأخذ طلاب صفه إلى أحد المزارع ؛ ليعسكروا فيها لأسبوع ؛ حيث كانت تلك المزرعة تبلغ مئتي فداناً ، وفي وسطها منزل بداخله تلك الأوراق السبع لاتزال معلقة على المدفئة.

وقبل أن يغادر المعلم قال لصاحب المزرعة: مونتي أستطيع أن أخبرك بهذا الآن ، عندما كنت معلمك كنت سارق أحلام ،وفي تلك السنوات سرقت أحلام آلاف الطلاب ؛ ولكن كان لديك من الذكاء ما جعلك تتمسك بحلمك وتفرض واقع جديد.

عزيزي القارئ ما نراه اليوم ما هو إلا حلم كان لأحدهم بالأمس ، وما سنراه غداً هو حلم أحدنا يتحقق ؛ فكن صاحب أحلام طموحة وتمسك بأحلامك ولا تدعها أبداً حتى تراها على أرض الواقع ؛فالكهرباء التي نعيش بها اليوم كانت حلم أديسون قبل مئات السنين.

وتذكر معي دائما حلم اليوم هو إنجاز المستقبل ؛ فكن ذكيا ولا تستسلم للصوص الأحلام ، واحذر أن تسرق حلم أحد ممن حولك بل ساعدهم على تحقيقه.

همستي إلى كل مربي: لا تسرق أحلام من حولك.

همستي إلى العالم: سأتمسك بحلمي.

” ما نراه اليوم كان حلم أحدهم ، وما سنراه غدا هو حلم أحدنا

* مدرب علم الإدارة والتنمية البشرية

Image

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الإضافات