نجح فـي المزج بين أكثـر من مجال مختلف – سامي الزدجالي لــ مرايا: لا فائدة من تخصصاتنا الأكاديمية إذا لم تخدم المجتمع
عُمان – مروة حسن: سامي بن خالد الزدجالي شاب عماني لم يكتف بتخصص واحد يتفوق فيه ويثبت جدارته به بل اختار أن يتفوق في مجالات عدة فهو دكتور صيدلي ناجح يقدم استشارات طبية للبسطاء عن استخدامات الدواء الصحيحة، كما أن لديه حسا فنيا أهله ليكون مصمم أزياء متميز وتكون له ماركة خاصة بتصاميمه هي “رزَة” وأخيرا مزج بين تخصصه الطبي وبين تصميم الأزياء، وأضاف عليهم مهارات أخرى ليصبح مذيعا مختلفا من خلال تقديمه برنامج شبابي منوع وهو “هلا ويكند” والذي يقدمه على إذاعة هلا إف إم.
التقى الزدجالي وتعرف عن قرب على طموحاته التي يسعى لتحقيقها خلال الفترة القادمة.
ــــ حدثنا عن تجربتك في المجال الإعلامي كيف بدأت؟
لم أخطط يوماً أن أدخل هذا المجال، رغم أنني كنتُ نشيطاً في الإذاعة المدرسية ولكن حتى تلك المشاركات لم تكن من باب الهواية أو الميول، إنما بسبب النقص في الطلاب المشاركين في جماعة الإذاعة المدرسية. بعد تخرجي في كدكتور صيدلي من الأردن ورجوعي إلى مسقط والبدء بالعمل كصيدلي مختص في الحالات الحادة، كانت لي نشاطات جانبية مثل الجلسات التصويرية والظهور في الإعلانات التجارية، ممّا جعلني على اتصال مع الصحافة والإعلام المحلي “ومن هنا اكتسبت مهارات التهذيب الإعلامي” وانتقاء الكلمات التي يجب استخدامها بذكاء من خلال وسائل الإعلام المختلفة.
ولكن أغلبية اجتهاداتي كانت في إيجاد الحلول الاجتماعية للمشاكل التي نعاني منها نحن “جيل الشباب”، فظهرت نتائج وشعبية هذه الاجتهادات اللفظية والممارسات الاجتماعية، من خلال صفحتي على الفيس بوك. وأصبحت هذه الصفحة تجذب كل من يهتم باللغة الوسطية “والمنطقية” في اللهجة المستخدمة في حلولنا.
ومنها تمت دعوتي “لهلا أف إم” من قِبَل بعض الإعلاميين والعاملين فيها، كضيف في إحدى حلقاتهم التي تناقش عناوين الشباب ومشاكلهم الاجتماعية، وكان ذلك في مارس ٢٠١٠ وبعد الحلقة، اجتمعت مع بعض المسؤولين بالإذاعة، وعرضوا عليّ فكرة “برنامج شبابي منّوع يحاور الشباب” وكان من الطبيعي أن أوافق، فقد كنتُ قطعتُ شوطاً في صفحات الفيس بوك، وآن الأوان لتوسيع هذه المحاور والمضي في الطريق التصاعدي للتأثير على شبابنا بإيجابية. ولكني، واجهتُ مشكلة بسيطة آنذاك جعلت هذه التجربة تتأجل لفترة وهي: استخدامي لبعض الألفاظ الشامية والتي قد لا يفهمها المستمع العُماني إذا ما بدأتُ برنامجي الإذاعي “الخاص” آنذاك.
لذا كان لا بد أن أبدأ بالتمرين على استخدام أغلبية اللهجات المحلية “سواء من داخل العاصمة أو اللهجات المحلية المستخدمة في المناطق والمحافظات الأخرى”.
والحقيقة أن “إذاعة هلا أف إم” لم تتواصل معي بعد ذلك الاجتماع بسبب مشكلة اللهجة إلى أن ظهرت بعد ذلك بفترة بالبرنامج التلفزيوني الشهير والذي يعرض منذ سنوات في الشهر الفضيل “برنامج على السحور” على التلفزيون العُماني (العام الفائت ٢٠١٢) حيثُ كنتُ أحاور المشاهدين وأثقّفهم طبياً من خلال “مزج” المبادئ الأساسية في الإرشاد الدوائي مع عناوين التغذية والحمية وتصحيح مسار الممارسات الصحية. ونالت هذه الفقرة من البرنامج إعجاب الكثير من المشاهدين والمتابعين وفوجئت بإذاعة “هلا أف إم” تتواصل معي من جديد بعد الشهر الفضيل لتعرض علي فكرة “البرنامج الشبابي” بعد أن أيقنتْ بأنني أحمل ملامح المذيع المثّقف والمُهيأ الذي يستطيع أن يخاطب الشباب العماني الآن.
بعد ذلك تم تدريبي لفترة وقد تعلمت الأساسيات التي يجب مراعاتها في برامجنا المحلية، لأبدأ بالتدريب الذاتي في بيتي “لمدة أسبوعين” حيث أردت أن أحاول أن أمزج بين ما تعلمته وتدربت عليه وبين أسلوبي وبصمتي الخاصة إلى أن قدّمت أولى حلقات البرنامج الأسبوعي “هلا ويكند” في الثالث من يناير من هذا العام، والحمد لله أجد صدى جيد جدا من المستمعين والمتابعين له وأتمنى أن أقدم من خلاله ما يفيد المجتمع والشباب بوجه خاص.
فكرة البرنامج
ــــ كيف جاءت فكرة برنامج “هلا ويكند”؟
جاءت فكرة البرنامج وما يدور فيه من خلال تخصصاتي التي تخرّجتُ فيها ، فأنا أحمل “شهادة دكتور صيدلي” مختص في الحالات الحادة وقد تم تدريبي على مهارات المخاطبة والحوار مع المرضى وتثقيفهم ومن هنا تعّلمت وتم تدريبي على أساسيات الحوار والتأثير على الآخرين. وبعد ذلك تخرّجت بشهادتي الثانية “وذلك من خلال الدراسة بالانتساب” في نفس جامعتي “جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية” – وهذه المرة تخّرجت بشهادة “بكالوريوس في التسويق الاجتماعي” وذلك كان العام الفائت في يونيو ٢٠١٢ ، فالتسويق الاجتماعي هو تخصصٌ جديد، ظهر في سبعينيات القرن الماضي، ويجمع هذا التخصص “أكثر من مجال” ليُؤَهِل المختص بأن يسّوق للمنتجات والخدمات من خلال إيجاد الحلول للمشاكل الاجتماعية المختلفة التي تواجهه. والتسويق الاجتماعي يجمع بين “علم النفس وعلوم الإنسان والاجتماع ومهارات المخاطبة ودراسات الذكاء الوجداني بالإضافة إلى التسويق” ومن ضمن المهارات التي تم تدريبي عليها “أساليب جديدة تحت عنوان: علم النفس الإعلامي
وفكرة “هلا ويكند” معتمدة تماماً على مبادئ في “علم النفس الإعلامي” والتي تحث على مخاطبة العواطف في المستمعين أو المشاهدين، وأيضاً التواصل معهم من خلال استخدام “الإذاعة المرئية” والتي نطّبقها على صفحة “إذاعة هلا أف إم” على الفيس بوك . “فهلا ويكند” هو برنامج شبابي “أسبوعي” يُبث عبر أثير إذاعة هلا ، يومي الجمعة والسبت “ولمدة ٤ ساعات في اليوم”.
وقمنا باختيار “الويكند” أو نهاية الأسبوع لأن الشباب يخرجون بالسيارات ويجتمعون في المقاهي، فبالتالي يصبح مخاطبتهم أسهل خصوصا أن أغلب ما نتحدث فيه يتعلّق بهم مثل “أين يذهبون في “الويكند”.. ماذا يلبسون.. كيف يتعاملون مع بعضهم البعض وغيرها من الأمور التي تجذب آذانهم وتساعدهم في التطوير الذاتي”، كما أن فقرات “هلا ويكند” منّوعة، وكل فقرة لها شعارٌ مختلف، وموسيقى مختلفة وقد تم اختيار هذه التفاصيل من قِبَلي وبعنايةٍ تامة، وذلك كمحاولة لجذب انتباه الشباب ولنجعل من برنامجنا محور اهتمامهم”.
ومن بعض الفقرات التي نقدمها بالبرنامج فقرة “عبلة وعنتر” وهي تتعّلق بالشاب والشابة العُمانية. من كل النواحي الحياتية و”فقرة أين قلبي” وهي فقرة تخاطب عواطف المستمع من خلال بعض القصص والمواقف في يومياتنا. و”فقرة غير فيشن” وهي خاصة بالأزياء والأخطاء الشائعة في اختياراتنا الخاصة بالملبس. “فقرة تكنو” وهي عن التكنولوجيا والسيارات “وفقرة مانجو” وهي فقرة صحية ، نقوم من خلالها بالتثقيف الطبي لشبابنا ولكن بطريقة مبسطّة “وفقرة زووم” وهي عن أخبار الفن والفنانين والسينما.
والأهم من هذا كله، أننا نحاول أن نقوم بتطبيق مبادئ “تطوير الذات” من خلال كل الفقرات.
تفاعل مبهر
ـــــ كيف تجد تفاعل المستمعين معك؟
بأمانة “مُبهر” للغاية ولا أبالغ إن قلت بأن هذه الـــ ٨ ساعات ليست كافية لنا في إجازة نهاية الأسبوع فالتواصل يبدأ من مساء الخميس ويستمر إلى صباح يوم الأحد “من خلال المواقع الاجتماعية أيضاً”، ومن الأشياء التي أسعدتنا للغاية قيام ستة من طلاب الكليات بالاستئذان من إدارة الإذاعة لجعل “هلا ويكند” ضمن مشاريع تخرجّهم هذا العام ، وذلك لأنه من وجهة نظرهم برنامج متكامل، حيث الشعار والفقرات والصور والموسيقى وأسلوب سرد العناوين وإيجاد الحلول كلها مختلفة.
ـــ كيف مزجت بين عملك كصيدلي وبين عملك كمصمم أزياء وبين الإعلامي؟
لو دقّقنا.. لرأينا “والحمد لله” أنني محظوظ في التخصصات التي وقع الاختيار عليها لي، لأن كل تخصّص أضاف لي بطريقةٍ أو أخرى لجعلي شاباً مهيأ ً للمجال الإعلامي. فالتخصص في مجال الصيدلة ساعدني في التحاور مع الناس البسطاء وإدراك مستوى استيعابهم للعناوين والتفاعل معها. ومجال الأزياء والتصاميم، ساعدني كثيراً في فهم أذواق الناس والخلط بين جميع ألوان وشرائح الحياة والمجتمع.
والأهم من ذلك أن المهارات التي اكتسبتها في مجال التصاميم والأزياء قد أعطتني الجرأة في اختياراتي الشخصية والتي ساعدت في انتشار صورتي كدكتور إعلامي وليس الصيدلي أو المصمم. وبالنسبة لتخصصي الطبي أنا حاليا لم أعد أعمل مع وزارة الصحة كما كنت منذ فترة، إذ أن طموحاتي قد تتطّلب المزيد من الوقت والتفاعل والتحضير وهذا ما يتعارض مع وجودي في المستشفيات بشكلٍ يومي ولمدة سبع ساعات في اليوم الواحد.
وبالمقابل فإن الإعلام سلاحٌ قوي لكي أصل إلى أهدافي المهنية في المجال الطبي. حيث أن اساس تخصصي كدكتور صيدلي يعتمد على تثقيف الناس والمجتمع “طبياً” وبالتالي “نقّلل من دخولهم للمستشفيات” والاستفادة من العلاجات لأقصى حد لذلك، فبرنامج “هلا ويكند” قد بدأ خلال الأشهر الماضية بتثقيف المستمعين في كيفية التعّرف على أعراض بعض الأمراض، وأعراض التسمم لبعض الحالات، والأهم “كيفية الاستفادة من الدواء والمحافظة عليه” كما أنه لدي اليوم الكثير من الوقت للتحضير لكل نشاطٍ أقوم به “سواء كان لبرنامجي “هلا ويكند”، أو تقديمي لبعض الدورات التدريبية في مجال الاحتراق المهني، حيث أعطي دورات فيه أو في تصميم الأزياء الشبابية”
ــــ أي من هذه التخصصات تجد نفسك فيها أكثر؟
بأمانة لا أعتقد بأن هنالك فائدة من تخصصاتنا الأكاديمية إذا لم نعلم كيفية تسخيرها في خدمة مجتمعاتنا لأننا لن نشعر بأهمية أنفسنا إن لم نسمع ذلك التقدير اللفظي والبسيط من هذا المواطن أو ذاك. فالإنسان يجد نفسه في المجال الذي يحفّزه في إعطاء المزيد، وإعطاء المزيد يعتمد على التقدير المعنوي من قِبَل المريض أو المستمع أو العميل أو القارئ أو الزبون. فالمرضى دائماً وأبداً كانوا العنصر الأقوى في تكوين شخصيتي، وإعطائي الدافع في الجمع بين أكثر من تخصص والعمل في أكثر من مجال. ومن ثم الشباب، فاحترام الشباب لتصاميمنا واختياراتنا جعلنا نعرف مدى أهمية أدوارنا في التأثير الإيجابي عليهم وفي تكوين شخصياتهم وبذلك نقوم دائماً وأبداً ببذل المزيد والمزيد لكي نكون عند حسن ظنّهم، أما اليوم فالمستمعون والمتفاعلون مع برنامج “هلا ويكند” لهم الدور الأقوى في تقوية شخصياتنا وتطويرنا كإعلاميين وكمواطنين وشباب لذلك أجد نفسي في كل التخصصات التي درسّتها ومارستها.
ــــــ هل لك برنامج جديد في شهر رمضان المبارك؟
نعم بإذن الله سيكون لي برنامج جديد ولكن لم أتفق مع إذاعة هلا إف إم على اسمه بعد ولكنه سيكون برنامجا يتناول ربط الدين ببعض الأمور الطبية كما سيتناول أمورا تمر بنا في واقعنا والأجواء الروحانية التي نمر بها في رمضان كما سأتناول فيه بعض النصائح الطبية الخاصة بكيفية تناول الدواء في رمضان.
أبرز الطموحات
ـــــ ما هي أبرز طموحاتك الفترة القادمة؟
أنوي دراسة تخصصي الثالث “علم النفس الإعلامي” إن شاء الرحمن وسأبدأ في دراستي “بالانتساب” لهذا التخصّص من أكتوبر القادم، وبذلك سأتمكّن من لعب الدور الفعّال في إيجاد الحلول البسيطة والمعقولة لأغلبية مشاكلنا الاجتماعية “كشباب”، أما في الوقت الحالي، فسأبدأ بتطوير تصاميمنا لتضمن بعضاً من تصاميم الأطفال “والتي تلعب دوراً في تكوين شخصياتهم واختياراتهم للوظائف والمهن المستقبلية” ، وأيضاً، سنبدأ ببيع تصاميمنا من خلال موقعنا الإلكتروني والذي سنقوم بتدشينه في منتصف الشهر الفضيل.
اترك تعليقاً