همسات تربوية

بقلم/ الأستاذة : ليلى النجار

جميل أن نجد من حولنا من يهمس يوماً لنا بكلمة تفتح لنا آمالاً جديدة وتبني في أنفسنا طموحاً لمستقبل قادم نرسم من خلالها أحلامنا لغد أجمل.

همستي الأولى أبعثها لكل ولي أمر

عزيزي ولي الأمر تواصلك يهمنا، ووجودك في أروقة مدارسنا صورة حضارية جميلة نسعى لتحقيقها دائماً، وبكم نحقق المستقبل الزاهر لأبنائنا فلا تبخل علينا بتواجدك بيننا وتواصلك المستمر للسؤال عن أوضاع أبنائك في مدارسنا، فمن المؤكد أن متابعتك تشكل دعماً لنا وحافزاً وتشجيعاً لأبنائك لمواصلة عطائهم واجتهادهم وتلافي الإخفاق الدراسي لهم وتصحيح المسار لهم قبل فوات الأوان.

همستي الثانية لمديري المدارس

أعزائي مديري المدارس، لكم خالص الشكر والتقدير على جهودكم المضنية وعطائكم اللامحدود ودوركم الفاعل في تحمل مسؤولية تربية الأبناء وتوفير البيئة التعليمية الجاذبة لهم وحرصكم على متابعة أبنائكم الطلبة، وتقديم الدعم والمساندة للمعلمين والفنيين والإداريين بالمدارس للقيام بالمهام الموكلة لهم على أكمل وجه. وأتمنى أن يكون شعارنا أن القادم أفضل وأجمل، واعلموا أن وجود المخلصين منكم هو القوة التي نعتمد عليها لتطوير العمل التربوي في مدارسنا، فلا تبخلوا علينا بآرائكم ومقترحاتكم ولا تألوا جهداً في تفعيل مجالس الآباء والأمهات وإتاحة الفرصة لهم لمشاركتهم في حل مشكلات الطلبة وتقويم سلوكياتهم وتوجيههم بما يحقق مصلحتهم ورفع المستوى التحصيلي لهم.

وأرجو أن تكون لديكم رؤية واضحة لما تطمحون لتحقيقه في مدارسكم، وأن تكون لديكم خطط واقعية يمكن تنفيذها تعمل على تقييم الواقع وتحديد الأولويات ورسم خططنا المستقبلية؛ لتصحيح مسار عملنا بما يخدم طلابنا ومعلمينا، ويلبي طموحات أولياء الأمور للمستوى الذي يتمنون رؤيتهم أبنائهم فيه.

أما الهمسة الثالثة فهي للمعلمين، همستي لرسل العلم والرحمة، لحملة شعلة العلم والحضارة لعمود التربية والتعليم المعلم والذي من خلاله يتم تحقيق جميع آمالنا وطموحاتنا لبناء مستقبل عمان الزاهر

أعزائي المعلمين، أوصيكم خيراً بالأمانة التي بين أيديكم نتحمل مسؤوليتها جميعاً فنحن معكم أيمنا كنتم ونوجه لكم كل الدعم والمساندة، وذلك هو واجبنا حتى تتمكنوا من القيام بالمهمة المكلفين بها.

أتمنى أن تعشقوا التدريس، وأن يكون الاستعداد للغد هو مصدر سعادتكم بالإعداد لاستقبال أبنائكم الطلبة؛ لتقدموا لهم كل ما تملكون من الخبرات وألوان المعرفة والعلوم وكل الاتجاهات والقيم الايجابية التي نؤمن بها والتي نعكسها في سلوكياتنا وممارساتنا لأعمالنا خلال تعاملنا مع طلابنا قبل أن نقدمها لهم بصورة مباشرة من خلال المقررات الدراسية، فالمواقف التي نعيشها مع طلابنا خلال العام الدراسي هي الحصيلة الحقيقية التي يخرج بها طلابنا بعد انتهاء فترة الدراسة. واليوم لم يعد الطالب بحاجة إلى المعرفة فهي متاحة له مصادر متعددة وإنما هو بحاجة لمن يعطيه مفاتيح المعرفة وأسرارها وطرق الوصول إليها وحسن اختيارها وتوظيفها. نعم، طلابنا بحاجة ماسة لتعلم معنى أن يكون للشخص مبدأ وقيمة واتجاه إيجابي وأن نغرس في نفوسهم حب الوطن والتضحية لأجله والغيرة على سمعته والحفاظ على أمنه واستقراره وتقدمه وتطوره. وأتمنى أن نكون أكثر حرصاً عليهم من أنفسهم ومن مخاطر العالم المحيط بهم ونعلمهم كيف يمكنهم الحفاظ على أنفسهم، وأن نسعى لتبني مواهبهم وقدراتهم لنعد منهم علماء ومفكرين ومبدعين لهذا الوطن العزيز ليكونوا عماداً له في المستقبل.

وكم هو جميل أن نتعاون جميعاً لما فيه الخير والصلاح لهذا الوطن وأبنائه.

وكم هو جميل أن نستشعر في أنفسنا عظمة هذا الوطن وحكمة قيادته بكل ما قدم وما يسعى لتقديمه لنا، وأن نكون على يقين أن ما نقدمه ما يزال شيء يسير مقابل ما قدمه قائدنا المعظم لنا.

تحياتي لكم جميعاً ونلتقي على خير.

Image

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الإضافات