مجالس أولياء الأمور.. عصبٌ مُهم

جابر حسين العماني – الرؤية
[email protected]

بدعوة كريمة من مدرسة هلال بن عطية بولاية صحم، حضرنا اجتماع تشكيل مجلس أولياء الأمور وانتخاب أعضائه ولجانه، وذلك بحضور مدير المدرسة المحترم الدكتور أحمد المرزوقي، وقد تفضل الأستاذ عقيل الأنصاري المدير المساعد بعرض لائحة مجلس أولياء الأمور، ومن ثم تشكيل لجان المجلس واختيار الأعضاء الكرام.

كان الاجتماع مثمرًا للغاية، وله دلالاته الواضحة والتي من أهمها: حرص المدرسة والكادر التدريسي على أهمية تفعيل مبدأ الشراكة بين المدرسة والبيت، والذي تسعى من خلاله وزارة التربية والتعليم إلى إنجاح وازدهار المؤسسة التربوية والتعليمية في البلاد.

لقد أصبحت مجالس أولياء الأمور ضرورة ملحة ينبغي دعمها وتشجيعها، من خلال الترويج الاجتماعي والأُسري لها بكلِّ السُّبُل والإمكانيات المتاحة، لما لها من أهمية بالغة تساهم في ارتقاء المنظومة التعليمية وبالتالي الوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة، المتمثلة في بناء الصروح العلمية في البلاد، والتي من أهم مقوّماتها الشراكة الدائمة بين المدرسة وأولياء الأمور، والتي تعتمد على أهمية التعاون المستمر لإنجاح العملية التربوية والتعليمية.

يقول المولى عز وجل: “وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ” (المائدة: 2).

اليوم ونحن نعيش عصر الانفتاح العالمي وغزو الثقافات المختلفة لمجتمعاتنا العربية والإسلامية، أصبح من الواجب علينا الحفاظ على أبنائنا الطلبة والطالبات، أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا ونحن نواكب التطور الإلكتروني والعالمي، وشيوع الفساد عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والذي لا زال مع الأسف الشديد يعصف بمجتمعاتنا العربية والإسلامية.

إن من أهم الواجبات الأخلاقية والدينية والاجتماعية التي ينبغي التركيز عليها اليوم هو خلق البرامج الحوارية المفيدة والمختلفة والمتنوعة في الداخل الاجتماعي والأُسري، بهدف حفظ الأسرة، ودعم مسيرتها التربوية والتعليمية، والتي من أهمها تفعيل الشراكة بين المدرسة والمجتمع، وذلك من خلال مجالس أولياء الأمور التي تُعنى بمتابعة كافة شؤون الطلاب، والتي لا ينبغي أن يُغفل عن أهميتها؛ بل لا بُد وأن تحظى بالتقدير والاحترام والإجلال من قبل المجتمع وأفراده ومؤسساته.

ومع تلك الأهمية البالغة لمجالس أولياء الأمور، إلّا أننا لا نزال اليوم بحاجة ماسة لتوعية المجتمع بأهمية حضورها والتفاعل معها أثناء انعقادها في المدارس؛ حيث تقوم إدارة المدرسة وطاقمها التعليمي بالتحضير لها بغية تحقيق الشراكة المطلوبة بين الأسرة والمدرسة وذلك من خلال تعريف الآباء والأمهات بأهم الأهداف والبرامج المسخرة لخدمة الطلبة والطالبات، والتركيز على أهمية الرؤى الطموحة للمدرسة وكادرها التعليمي، والتي يجب أن يكون ولي الأمر الشريك الرئيسي بعد المدرسة في إنجاحها، ولن يتم هذا حتمًا إلا بتعاونه وجلوسه وحواره الدائم والجاد مع الهيئة التدريسية، وتعريفه بأهمية البرامج التي تقدمها المدرسة وجميعها تصبُّ بالنتيجة في مصلحة الأبناء من الناحية العلمية والتربوية، ووضع أولياء الأمور أمام الإنجازات المدرسية، والوقوف على المستويات التحصيلية والدراسية لأبنائهم، وبذلك يتم التعرُّف الكامل على أهم الأهداف التي يجب تحقيقها في المنظومة التعليمية والتربوية، والتي نؤكد على استعراضها هنا على شكل نقاط مُهمة للغاية ومن أبرزها:

توثيق العلاقات الاجتماعية والأُسرية، وتفعيل التواصل المستمر بين الكادر التعليمي وأولياء الأمور.
مشاركة أولياء الأمور في رسم الخطط المدرسية لإنجاح العملية التربوية والتعليمية للأبناء.
تبادل الآراء مع أولياء الأمور ووضع الحلول المناسبة لمشاكل الطلبة على الصعيدين التربوي والتعليمي.
ترسيخ وتفعيل الحوار الهادف، وتبادل الخبرات بين المعلمين وأولياء الأمور في كل ما يتعلق بالمصلحة العامة للطلبة والطالبات.
تعريف أولياء الأمور بأهمية الأدوار الفاعلة التي تقوم بها المدرسة من خلال الهيئة التدريسية والتنظيمية المعنية في المدرسة.
الاهتمام بعنصر الاستشارة والاستفادة من الآراء الصائبة وتطبيقها في العملية التعليمية.
تطوير الأداء المدرسي في المجالات الثلاثة: التعليم والتعلّم والإدارة نحو حياة علمية وتربوية أفضل.
رفع الكفاءات وتحسين الجودة، والمساهمة الفاعلة في عملية تربية وتعليم الطلبة وتهيئتهم للنضج السليم الذي من خلاله يتم إعدادهم للمستقبل.
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ”؛ فاليوم هناك مسؤولية عظيمة يتحملها الآباء والأمهات، والمسؤولون عن العملية التربوية والتعليمية، وهي حفظ الأبناء من الانجرار وراء مستجدات العصر الحديث والتي من شأنها أن تعينهم على الانحراف والضلال واتباع السلوكيات السيئة، لذا ينبغي تفعيل المراقبة الحكيمة وعدم الابتعاد عن الأبناء وإعدادهم الإعداد التربوي والعلمي السليم، ليكونوا فاعلين ومنتجين ومبتكرين في مجتمعاتهم، وفي الوقت نفسه سندًا وعونًا لأُسرهم وأوطانهم، وذلك من خلال المشاركة الفاعلة في إنجاح العملية التربوية والتعليمية، وأحد وسائلها اختيار اللجان الواعية والمثمرة في مجالس أولياء الأمور، والتي من خلالها تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تقديم ما هو أفضل وأجمل لمسيرة التربية والتعليم لأبنائنا الطلبة والطالبات.

Image

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الإضافات