بقلم: نيوزا بيدرو*
لمواكبة التحديات الحالية والقادمة، يتعين على أوروبا تحسين قطاع التعليم والتدريب – ليس أقلها من خلال تعزيز مؤهلات المعلمين والتنمية المهنية. ويشدد قرار المجلس لعام 2019 بشأن مواصلة تطوير منطقة التعليم الأوروبية على الحاجة إلى “تطوير وسائل جديدة لتدريب ودعم المختصين من المعلمين المتحمسين والمؤهلين تأهيلا عاليا، وتعزيز تطورهم المهني المستمر ببرامج ذات الجودة العالية القائمة على البحث التربوي الميداني”. وهذا يدل على أن المفوضية الأوروبية قد أقرت بأن الوسائل التقليدية لتطوير المعلمين لم تعد كافية. وعيه فإن المقال يبحث في ماهية المجالات التي تتطلب الاهتمام بهابشكل عاجل؟
تحديد المتطلبات بشكل أكثر وضوحا لا لبس فيها
يتمثل أحد التحديات الرئيسية في عدم الوضوح التمام للمتطلبات والعمليات اللازمة لأنشطة التطوير المهني للمعلمين في جميع أنحاء أوروبا.
الاعتماد الأكاديمي (Accreditation) يتعلق بالتقييم والقبول الرسمي لأنشطة التطوير المهني للمعلم.ولتحقيق الاعتماد، يجب أن التثبت من أن الدورة / البرنامج يفي بمعايير الجودة المحددة والمعايير القانونية للبلد. بينما يرتبط الاعتراف (Recognition) بتأثير الأنشطة النظرية والعملية على التقدم الوظيفي وفقًا لمستويات الكفاءة الوظيفية والمسؤوليات بشكل تصاعدي وغالبًا ما يرتبط الاعتراف أيضًا بزيادة الرواتب وخفض ساعات العمل.
من المسؤول عن نظام التطوير المستمر للمعلمين؟ ما نوع التدريب الذي يعتبر صالحًا ومناسبا؟ كيف يتم ضمان جودتها؟ من هم مقدمو البرامج/ الدورات وماهي أسس التي تتبع لاختيارهم واعتمادهم؟
علاوة على ذلك ، فإن الاختلاف بين البلدان الأنظمة التعليمية هائل جدا ففي بعض البلدان / المناطق، يعتبر التدريب المستمر للمعلمين واجباً مهنياً ؛ بينما في حالات أخرى فهو اختياري. كما يختلف فترات التدريب التي ينخرط فيها المعلمون حيث تتراوح ما بين 6 ساعات إلى 150 ساعة في العام الدراسي.
الحاجة إلى الاعتراف الموحد بالمؤهلات
لايوجد حاليا اعتراف المتبادل للمؤهلات في تدريب المعلمين والتطوير المهني المستمر في أوروبا. وهذا يعني أن الدورة التدريبية الرسمية أو ورشة العمل أو المؤتمر يتم الاعتراف بها واعتمادها في بلد بعينه وليس في كل البلدان. على الرغم من أنه تم الاعتراف في العديد من القطاعات المهنية والمجتمعية الأخرى مثل قطاع التعليم العالي، وقد حان الآوان إعداد السياسات الموحدة في مجال التطوير المهني المستمر للمعلمين.
العمل على الاعتراف بالبرامج الدولية و (بعض) المشاريع غير الرسمية
ومن الحقائق المهمة الأخرى أنه في العديد من البلدان، تقع برامج التطوير المهني الدولية خارج نطاق عمليات الاعتماد والاعتراف الوطنية. فمثلا لا يتم التعرف تلقائيًا على المبادرات المبدعة والثرية والتي ترتقي بمهنة التعليم كمشروعي التوأمة “eTwinning” أو برنامج دعم التدريب والتعليم الأوروبي”Erasmus+” على أنها صالحة للتطوير المهني للمعلمين والتقدم الوظيفي.
وبالمثل، فإن المشاريع المدرسية حول مواضيع ذات صلة مثل التدريس التعاوني، التعلم بالأقران، التوجيه، التحول الرقمي، والروبوتات أو الإدماج التي تؤدي إلى الإهمال التطوير المهني. تتطلب مثل هذه المشاريع غير الرسمية الكثير من الوقت من المعلمين، كما أنها تثير تفكيرًا عميقًا في ممارساتهم، وتؤدي إلى ترسيخ البحث الإجرائي التطبيقي. ومع ذلك، لم يتم قبولها رسميًا كجزء حيوي للتدريب والتطوير المستمر للمعلمين.
هذا الواقع لا يتعلق بما يقوله البحث حول قوة مشاريع التعلم بالأقران والشبكات التعاونية (عبر الإنترنت أوفي بيئة العمل) في التطوير المهني للمعلمين. ويتم تسليط الضوء على هذه المشاريع بشكل متكرر في الدراسات الدولية لكونها فعالة للغاية في تحسين ممارسات المعلمين وصقل خبراتهم المهنية المنشورة في الدوريات المعتبرة.
التحديات القديمة والطرق الحديثة
هذه التحديات ليست جديدة بشكل خاص، لكنها أكثر إلحاحًا وانتشارًا من أي وقت مضى. لذلك، مع تطور المجتمعات أصبحت قضايا المدارس اليومية أكثر عالمية وتعقيدًا فمن الضروري تزويد المعلمين بالمهارات والأدوات المناسبة لمعالجتها سريعا. وهذا يعني أنه يجب تصميم طرق وأشكال جديدة للتطوير المهني للمعلمين وتنفيذها والاعتراف بها رسميًا في كمسارات للتقدم الوظيفي لمهنة التعليم.
على سبيل المثال، يمكن أن تعطي التوصية الأخيرة لمجلس الإتحاد الأوروبي بشأن أوراق الاعتماد المصغرة زخمًا جديدًا لهذه المناقشة. وبالتالي تتناسب جودة النظام التعليمي بشكل مباشر مع المؤهلات والالتزام المهني للمعلمين.
يجب أن نتذكر بأن المدارس تتقدم وتتطور بتطور وتقدم المعلمين.
* أستاذ بمعهد التعليم بجامعة لشبونة بالبرتغال وعضو المجلس البرتغالي العلمي والتربوي للتدريب المستمر للمعلمين
الترجمة بالتصرف: موقع مدراسنا