سعت الدراسة إلى الفهم العميق للعملية الاتصالية ما بين وسائل الإعلام خاصة الصحافة والقضايا البيئية، من خلال دورها المحوري في التوعية البيئية، وتعزيز المفاهيم الثقافية البيئية في المجتمع. أما من الزاوية المهنية الإعلامية المتخصصة فحاولت الدراسة التطرق نوعية العمليات الاتصالية الإعلامية، والتعرف على أنماط وعادات متابعة الجمهور العماني للصحافة اليومية الصادرة باللغتين العربية والإنجليزية، والاطلاع على أهمِّ القضايا البيئية التي يعاني منها المجتمع العماني من خلال رصد وجهة نظر الجمهور، ومعرفة أهم الأساليب والقوالب الصحفية التي تتناول بها الصحافة العمانية اليومية القضايا البيئية، والبحث عن مدى تحقيق القوالب الإعلامية للأهداف البيئية والتوعية، واستطلاع الرأي عن القوالب الصحفية التي يرغب الجمهور العماني في أن تتناول بها الصحافة العمانية القضايا البيئية، ومحاولة معرفة أهم القضايا البيئية التي تناولتها الصحافة العمانية خلال الفترات الفائتة ومدى انسجامها مع القضايا البيئية التي يعاني منها المجتمع، ومحاولة وضع اليد على معيقات الوعي البيئي في السلطنة والحلول لتجاوز هذه المعيقات. تسعى الدراسةُ إلى إيضاح دورِ الصحافة العمانية اليومية في التوعية البيئية، إذ إنها تساهم فعلياً وبشكل كبير في تشكيل السلوكيات اتجاه تعامل الإنسان مع بيئته المحيطة به بشكل يومي، كما تعدّ وسيلة توجيه وإرشاد تستخدمها الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في تعزيز الوعي البيئي لدى المجتمع، وإيصال المفاهيم والقضايا البيئية إليهم وإيجاد الحلول المناسبة لها. كما أن الصحافة لها دور فاعل في رسم صورة ذهنية إيجابية للمواطن والمقيم في الحفاظ على الموارد الطبيعية، وإذكاء روحه بيئياً بما يتناسب وتطورات المجتمع الحديثة. ولكون الباحث متخصصاً في مجال الإعلام البيئي لمدة تزيد على 16 سنة فقد أثاره وجود بعض الفروق المعرفية لدى أفراد المجتمع العماني عن مفاهيم البيئة وقضاياها والحلول المطروحة للمعالجة.
