الخليج: أخيراً سيرى اختراعها النور للتغلب على الطقس في دولة الإمارات والزراعة طوال أيام السنة، بدلاً من الاعتماد على فصول معينة. إنها الطالبة الإماراتية المها المهيري، صاحبة اختراع المزرعة الشخصية الذكية، والتي درست في كلية التقنية العليا قسم تكنولوجيا، وحاولت تسخير دراستها في اختراع يساعد على إنتاج الخضراوات على مدار العام، وبالفعل نجحت في هذا الابتكار، ومكّنت أسرتها وعائلتها والمقربين منها على الاكتفاء الذاتي في توفير متطلباتهم لأكثر من 50 نوعاً من الخضراوات.
وعن اختراعها الذي قدمته في أكثر من مكان منذ حوالي أربعة أشهر، والذي سيتم بيعه خلال الفترة المقبلة وتعميمه على كافة أنحاء الدولة تقول المهيري: الاختراع عبارة عن «مزرعة شخصية ذكية» على شكل ثلاجة، تقوم بإنتاج كافة أنواع الخضراوات بشكل مصغر، ويتم حصاد تلك الخضراوات خلال 10 إلى 15 يوماً كحد أقصى، ولتلك المحاصيل فوائد غذائية تزيد 30% على المحاصيل المزروعة بالطرق التقليدية، فمثلاً قطعة خس وزنها 100 جرام تعادل في فوائدها كيلو خس مزروع بالطرق التقليدية؛ لكونها طبيعية وطازجة، ولا يدخل فيها السماد أو أية كيماويات.
وتوضح المهيري أن الفكرة جاءتها من خلال حبها للزراعة؛ إذ تقول: نواجه في دولة الإمارات تحديات في الزراعة على مدار العام، وذلك بسبب طبيعة الطقس، وبالتالي توجب عليّ اختراع بديل آخر للزراعة، ويكون أكثر فائدة وعلى مدار العام أيضاً، ومن هنا جاءتني الفكرة، والثلاجة المستخدمة في الزراعة، لا تبرد أو تسخن ما بداخلها، بل تحافظ عليه من خلال درجات من البخار المتوسطة.
وتضيف: لا نستعمل أشعة الشمس في الزراعة، وإنما نستخدم الأضواء العادية «Grow Light»، وهو نوع من الأضواء متخصص في الزراعة الذكية، ويكون باللون البنفسجي.
وعن البذور التي تستخدم في عملية الزراعة وأنواع المنتجات الزراعية توضح قائلة: نستخدم أكثر من 50 نوعاً من البذور غير التقليدية، حيث إن هناك بذوراً خاصة بعملية الزراعة، وتكلفتها تعادل البذور العادية بل وأقل؛ إذ تم شراؤها بالجملة وليس بالقطعة، والمنتجات التي نحصل عليها جميعها تندرج تحت بند الخضراوات، وعلى سبيل المثال لا الحصر ننتج من خلال المزرعة «الخس، الجرجير، الريحان، البقدونس، النعناع، وأنواعاً أخرى كثيرة».
وتضيف المهيري: المزرعة لا تستخدم التربة العادية، وإنما تزرع النباتات في تربة مصنوعة من غلاف نبات جوز الهند، تسهم بدورها في توفير استهلاك المياه، وهي أيضاً صديقة للبيئة، تنتج ثماراً عالية الجودة طوال العام، وتدار بشكل ذكي كلياً، كما يمكن متابعتها من خلال تطبيق إلكتروني عبر الهاتف المتحرك، ومتوفر على نظامي التشغيل «أندرويد، وأبل ستورز»، حيث يمكن التعرف من خلالها إلى البيئة الداخلية داخل المزرعة، واحتياجاتها بشكل مستمر، وموعد حصاد الثمار، وكل ما يتعلق بالنبات والخضراوات المزروعة.
وفيما يخص شكل الثلاجة ووجود أنواع لها تقول المهيري: بالطبع هناك أحجام وأشكال للثلاجة ويتوقف على احتياجات المكان؛ إذ تختلف احتياجات المنزل عن الفنادق الكبري عن المطاعم وما شابه ذلك، وتتراوح أسعارها ما بين 4000 إلى 7000 درهماً، أما أشكالها فهناك ثلاجة ذات باب واحد، وأخرى ذات بابين، وأيضاً الثلاجة النصف باب، وبشكل عام الثلاجة يتم تزويدها ب 13 لتراً من الماء، وتكون كافية للزراعة على مدار 55 يوماً، ولا يتم استخدام أية أنواع من السماد.