تطوير المنهج بين الواقع والمأمول

تعليم جديد: إن العلم هو سبيل الرشاد، وهو سبب نمو الأمة وارتقائها، فلا يمكن الوصول إلى مستقبل زاهر ولا حل مشكلات الحياة بدونه. و نظرا للأهمية والمكانة التي يتحلى بها العلم، كان لزاماً تغيير ذلك النظام التقليدي القائم على الحفظ والتلقين إلى نظامٍ يدرك ما يُستجد ويتغير في المجتمع، ليستطيع التحكم في تلك المتغيرات ويجيد التعامل معها.
بحلول الألفية الثالثة شهد المجتمع المحلي والعالمي تغيرات سريعة، وتطوراً ملحوظاً في كافة مجالات الحياة، ومنها المجال التكنولوجي مما ذلك إلى انتشار واسع لوسائل التواصل بجميع أنواعها، وهو الأمر الذي فرض العديد من التحديات على المنهج تحديداً. ولكي يكون المنهج جيداً كان لابد أن يكون مواكباً لتطلعات المجتمع، وذلك من خلال بناء منظومة تعليمية تتدرج مراحلها لتحقيق أهداف واضحة ومحددة، قابلة للتطبيق على أرض الواقع، وأولى تلك الخطوات هي الاهتمام بالمنهج و تطويره، من خلال تطوير عناصره.
و ينبغي لهذا لتطوير أن يشمل كل جوانب المنهج المدرسي وعناصره من الأهداف إلى المحتوى والأنشطة التعليمية والتقويم بما يتناسب مع متطلبات المتعلم خاصة والتعليم عامة. تستهدف عملية التطوير الوصول بالمنهج إلى أحسن أو أفضل صورة ممكنة، حتى يُحقق الأهداف المنشودة على أفضل وجه. (سعادة وآخرون، 2009م).
و جدير بالذكر أن ما يستدعي تطوير المنهج هو ما قد يعتريه من ضعف وتدنٍ في المستوى، و أيضا حاجة المتعلمين للتطوير بما يتوافق مع تطورات العلم والمعرفة والمجتمع بأكمله. علما أن نتائج الاختبارات تشير إلى انخفاض مستوى المتعلمين في بلادنا، وهو الأمر الذي يدعونا للتساؤل عن أسباب هذا التدني.

دعونا إذن نطرح الأسئلة التالية:

هل نحتاج فعلاً لتطوير المناهج؟ كيف يمكن ذلك ؟ من أين نبدأ؟ ماهي الطرق الصحيحة
للتطوير؟
إن تطوير المنهج يمكن أن يكون من خلال:
– تحديد نواحي القصور والضعف الذي تعاني منه المناهج.
– تحديد الأهداف من التطوير.
– ترجمة الأهداف إلى معايير، والتي من خلالها يمكن توجيه العمل وتحديد آلية التنفيذ ورسم معالم التطوير ومراحله.

و تتجلى أسس التطوير في:

– الاستمرارية في التطوير.
– اعتماد العمل الجماعي.
– تدريب القائمين عليه بشكل جيد.
– تطوير شامل لجميع عناصر المنهج.
– التطوير على مراحل، وليس دفعة واحدةً.

أما إجراءات التطوير كما أوردها (عطا ، 1992م) فهي:

– جمع بيانات دقيقة.
– تحليل تلك البيانات.
– تحديد الاحتياجات المستقبلية في ضوء نتائج التحليل.
– تخطيط المنهج.
– تجريبه.
– تطبيق المنهج.
– تقويمه.

كما أورد سرحان (1982م) أن التطوير العلمي له عدة خطوات هي:

– تحديد الأهداف.
– تحديد الاتجاهات العالمية المعاصرة.
– تقويم الواقع.
– التخطيط للتطوير.

وباتباع خطوات صحيحة يمكن الوصول إلى الأهداف المحددة من تطوير المنهج ومن ثم الحصول
على النتائج المرجوة، وذلك عن طريق:

– توفير بيئة جاذبة.
– مراعاة الفروق الفردية.
– زيادة ورفع التحصيل العلمي.
– تشجيع الموهوبين والاهتمام بهم.
– ربط ما يتم يتعلمه بواقع الحياة، والاستفادة منه في حل المشكلات.
إضافة إلى ضرورة أن تكون المناهج متكاملة ومواكِبة للمستجدات على الساحة العلمية والتعليمية.

كما يجب الاهتمام بتطوير البيئة المدرسية وذلك من خلال:

– تمويل المدارس ودعمها والعمل على توفير الإمكانات والتجهيزات و الوسائل اللازمة لها.
– توفير معامل التعليم للمواد العلمية.
– تطوير المدارس وتحسينها بشكل مستمر.
– توفير وسائل الجذب والترفيه، لدعم التعلم باللعب.

وفي نفس السياق جاءت دراسة (الدخيل، 2014م) والتي كانت من أهم توصياتها:

تقديم الدعم اللازم للمدارس من خلال:

– الدعم المادي لميزانية المدرسة مع بداية كل عام دراسي.
– توفير التجهيزات التي تحتاجها كل مدرسة لتطوير بيئة التعلم.
– توفير الأدوات والتدريب النوعي المناسب لاحتياجات منسوبي المدرسة وطلابها.

من خلال ما سبق ونظراً لأهمية الموضوع وتعدد أبعاده، فإن العمل على القيام بدراسات بحثية، وقراءات متأنية للواقع يمكننا أن ننهض به للأفضل، وأن نكون في منافسة مع الدول المتقدمة محققين بذلك رؤية 2030، لتكون بلادنا محط الأنظار ومفخرة للجميع، وهذا ما نسعى وتسعى الوزارة لتحقيقه.

Image

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الإضافات