عمان: يسعى علي بن ناصر العريمي مشرف الإنماء المهني بمدرسة سلطان بن مرشد إلى إذابة بعض التحديات التي تواجه سير العملية التعليمية بشكل صحيح، وتجويد التعليم عبر مبادرته التعليمية (التعليم النشط) لزيادة التحصيل العلمي لدى طلاب المدرسة، حيث قام بإضافة ثقافة جديدة داخل المدرسة والإسهام في تدريب المعلمين وتطويرهم وإعطائهم مهارات أساسية في مجال عملهم.
وقد شارك العريمي في مسابقة “صناع الأمل” للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حيث عدت مبادرته من أبرز المبادرات المشاركة، وتأتي مشاركته لتسليط الضوء على المشروع وإطلاعه لشريحة أكبر من المجتمعات. ويرى العريمي أن البرنامج ساهم بشكل كبير في رفع التحصيل الدراسي للطلاب وزيادة الدافعية نحو التعلم. إذ يجب على المعلمين تطوير طرق واستراتيجيات التدريس لإعطاء الطلاب المهارة اللازمة للوصول إلى المعلومات وإيصال الطالب إلى مستويات عليا من التفكير.
ويأمل علي العريمي أن تعرض هذه المبادرة لأكبر شريحة من المعلمين لإمكانية تعميمها على جميع المدارس وأن تصبح ثقافة سائدة لديهم.
استراتيجيات حديثة
ويتمثل برنامج التعليم النشط في استراتيجيات تدريس حديثة لإيصال المعلومة للطالب عبر تقديم أنشطة تتناسب مع أهداف الدرس، بحيث يتفاعل الطالب مع المعلومات المقدمة ويحللها ويناقشها مع زملائه عن طريق المشاركة.
حيث تتميز الأنشطة المقدمة بأنها تثير تفكير الطالب لمستويات أعلى من التحليل والتقويم والابتكار. ويتركز دور المعلم في التوجيه والتحفيز والإرشاد ومورّد للمعلومات المطلوبة، بينما يأتي دور الطالب في المشاركة وحل المشكلات والتعاون مع زملائه، وأن يصل للمعلومة بنفسه.
نتائج غير مرضية
ولعل من أهم الأسباب التي دفعت علي العريمي لتطوير برنامج التعليم النشط، النتائج غير المرضية للطلاب خاصة في مواد العلوم والرياضيات، التي تعزى لعدم التنويع في طرق التدريس من جانب المعلمين، وعدم إدراك الطلاب للمعلومات المقدمة لديهم وعدم تفاعلهم مع المعلومات التي بين أيديهم. إذ يعمل علي العريمي على رفع التحصيل الدراسي، ونشر ثقافة التعلم النشط داخل البيئة المدرسية والتحول إلى مدرسة نشطة بجميع عناصرها.
فيما تمثلت تحديات البرنامج في توفر القاعات داخل المدرسة لتنفيذ المشروع، وعدم توفر الجانب المادي. حيث تكفلت إدارة المدرسة، وبعض المعلمين تذليل الصعوبات من حيث توفير القاعة والإسهام ماديًا ومعنويًا لإنجاح هذا المشروع لاقتناعهم بأهميته وضرورة وجوده في المدرسة.
ورش تدريبية
وقد استفاد من تعلم استراتيجيات التعلم النشط في مدرسة سلطان بن مرشد نحو ٥٦ معلمًا لترتفع نسبة المعلمين المفعلين للبرنامج من 16% إلى 28% وهذا يعد إنجازًا كبيرًا. إذ ساهم هذا المشروع في رفع التحصيل الدراسي للصف المستهدف الحادي عشر في مادة الكيمياء، وهذا وطني خلال الفصل الدراسي الأول.
ويتم تنفيذ البرنامج في غرفتين، غرفة لمركز التدريب وغرفة للتعلم النشط يتم تدريب المعلمين في داخل المدرسة ومعلمي المدارس المجاورة على الجانب النظري لاستراتيجيات التعلم النشط من حيث التعريف والأهمية ومدى تأثيره في التحصيل الدراسي بعدها يتم تطبيق حصص نموذجية في الاستراتيجيات المطبقة داخل غرفة التعلم النشط بوجود الطلاب والمعلمين كفئة مستهدفة ولإكسابهم المهارات اللازمة لتفعيل الاستراتيجيات بشكل سليم علمي ممنهج.
مشاركته في صناع الأمل
ويرى علي بن ناصر العريمي أن تعميم الفكرة وتطبيقها يعد أكبر مكسب وأكبر فوز؛ لأنه يخدم الأبناء بشكل أساسي، والفوز بالجائزة سيعزز الفكرة، ويسلط الضوء عليها بشكل محدد وزيادة الفصول الدراسية كغرف تعلم نشط من أهم أهدافه المستقبلية، وتطوير المشروع للأفضل لخدمة الطلاب وتقديم أفكار ومبادرات أفضل لخدمة الطلاب والرقي بمستواهم نحو الأفضل، والإسهام في تطوير العملية التعليمية في الوطن العربي من خلال هذه المشاركة.
ويبث العريمي شكره عبر صفحات مرايا لمدير المدرسة مطر الريامي والمعلمين الذين وقفوا جنبًا إلى جنب للإسهام في إنجاح هذا المشروع ماديًا ومعنويًا، كما أن دعم المسؤولين في الوزارة من أكبر العوامل لاستمرارية المشروع وإمكانية تعميمه على مدارس السلطنة كبرنامج أساسي يتم من خلاله تدريب وتأهيل المعلمين في جميع المجالات.