سفراء اللوفر أبوظبي.. شباب بـ 5 لغات

الخليج: تأتي جهود التواصل مع المجتمعات الشبابية لتعزيز روح الفخر لديها ومد جسور بين الثقافات والأجيال ضمن الأولويات الرئيسية لمتحف اللوفر أبوظبي.

ومنذ عام 2009، نظم المتحف مجموعة من الأنشطة العامة لإشراك الجمهور من مختلف الخلفيات والاهتمامات والأعمار، لاستكشاف الفن والتاريخ؛ لذا جاء برنامج «سفراء اللوفر أبوظبي» الذي اختتم فعالياته مؤخراً في منارة السعديات تحفيزاً لطلاب الجامعات المختارين وتأهيلهم بشكلٍ يمكّنهم من نشر المعرفة وتعزيز الوعي الطلابي.
وكان حفل تكريم الطلاب المختارين الذين بلغ عددهم 24 طالباً من 7 جامعات بإمارة أبوظبي من طرف نورة الكعبي، وزيرة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، وسيف سعيد غباش، المدير العام لهيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، ومانويل راباتيه، مدير متحف اللوفر أبوظبي، خير دليل على ما يصبو إليه المتحف من تعزيز وتطوير قنوات التواصل المباشرة مع المؤسسات التعليمية، من خلال الطلبة الإماراتيين في الفترة التي تسبق افتتاح المتحف.
وكانت مجموعة الطلاب التي يتحدث أفرادها 5 لغات، ويجمعهم اهتمام مشترك بالفن والثقافة اختيرت سبتمبر 2015 للمشاركة في البرنامج من تخصصات دراسية مختلفة شملت الهندسة الطبية الحيوية، والهندسة الميكانيكية والكهربائية، وعلم الآثار، والاتصالات، والعلوم السياسية، وتاريخ الفنون، ليصبحوا سفراء لمتحف اللوفر أبوظبي، وجرى تدريبهم منذ ذلك الحين لتطوير مهاراتهم القيادية.

وتضمن البرنامج مجموعة من الفعاليات وجلسات التدريب بما في ذلك ورشة عمل حول فنون النقش والحفر تحت إشراف فريق التدريب، لإبداع قطع فنية مستوحاة من مجموعة أعمال متحف اللوفر أبوظبي، وهو ما عزز معرفة الطلاب السفراء بالمقتنيات والأعمال الفنية الخاصة بالمتحف. كما شاركوا في جلسات التدريب الإعلامي وإدارة الاستراتيجيات، وشاهدوا عرضاً توضيحياً حول إدارة الأعمال الفنية.
وكان هدف البرنامج هو تنمية حس الاعتزاز الوطني لدى الطلاب وإقامة جسر للتواصل مع مجتمع الشباب من خلال تطوير قناة تواصل مباشرة مع المؤسسات التعليمية. وجاء اختيار الطلبة كجزء من التحضيرات التي تسبق افتتاح المتحف.
وقدم الطلاب الدعم اللازم لعدد من المبادرات المتمحورة حول المتحف في الحرم الجامعي، أو ضمن مناسبات ثقافية في أبوظبي، وروى كل منهم تجربته واكتشافاته في عالم الفن والثقافة، وكان لنا هذا الحوار معهم للتعرف أكثر إليهم، وإلى ما تعلموه خلال البرنامج.
ويقول عبد الرحمن أحمد المصعبي، طالب بجامعة خليفة، متخصص في الهندسة الميكانيكية: «من خلال البرنامج أصبح لديّ اهتمام كبير بالفن، والتعرف إلى كل ما هو مفيد في عالم الفن مستقبلاً، فالبرنامج فرصة للتعرف إلى الأعمال الفنية. وقد تيقنت أن اللوفر أبوظبي يقدم تفسيراً فنياً جميلاً من خلال الأشكال الهندسية وما يحتويه من مقتنيات، كما تواصلت مع زملاء آخرين لهم نفس الاهتمام».
ويضيف: «يشرفني أن أكون جزءاً من هذا المعلم المرموق الذي يضاف إلى مدينتي الحبيبة أبوظبي، وزاد البرنامج من إعجابي بدور الفن في تجسيد مختلف الحضارات على مر العصور».
وقد تمحور اهتمام حمد محمد آل علي، الطالب بجامعة خليفة، المتخصص في الهندسة الكهربائية الإلكترونية حول تقديم شرح عن اللوفر أبوظبي أمام زملائه في المحاضرات، وسلط الضوء على المتحف أمام الطلاب خلال فعالية يوم النوادي بجامعة خليفة.
ويقول: «كنت متدرباً مع فريق أمن وإدارة مرافق اللوفر أبوظبي، وكانت تجربة تعليمية مذهلة. يهدف البرنامج إلى التسلح بالمعلومات ونشر التوعية بالفن والثقافة لدى المجتمع، وفرصة لتقييم الجمال وزيادة الذوق الفني الآخر والتعرف إلى الأعمال الفنية الأخرى»، مشيراً إلى أنه تحدث كثيراً مع زملائه في الجامعة عن المتحف.
ويؤكد عبد الله الشامسي، الطالب الجامعي المتخصص في الإعلام بكليات التقنية العليا (أبوظبي)، أن البرنامج أوضح له أن الإعلام والفن وجهان لعملة واحدة، فهما يعملان معاً من أجل إبراز التعابير والأحداث بصورة حسية رائعة، مضيفاً: «التجربة فريدة من نوعها، وزادت شغفي تجاه الفن كثيراً، خصوصاً بعد أن تذوقته».
أما نوال المرزوقي، الطالبة الجامعية المتخصصة في علوم الاتصال والإعلام بجامعة زايد أبوظبي فتقول: «لكل برنامج طابع خاص يميزه عن غيره. وما يميز برنامج سفراء اللوفر أبوظبي للطلاب، هو العمق الثقافي الفني، والتدريبات الغنية بأسرار الفن وتفاصيله، فأنا أعشق التفاصيل الفنية، التي تجعل حكايات الأعمال الفنية مقروءة وسهلة، وجاء البرنامج ليوضح لنا طريقة فهمها؛ الأمر الذي يرضي فضولي للتحليل والتدقيق في معاني الأعمال والقطع الفنية»، لافتة إلى أنها لم تكن تمتلك خلفية عن الفن وساعدها البرنامج لمعرفة الكثير عنه وعن شخصياته، من خلال الورش والفعاليات المتعددة.وتضيف: «حاولت أن أخدم تخصصي وأدخل مهارات الإعلام لنشر الوعي، وأجريت العديد من المقابلات مع وسائل الإعلام المختلفة بهذا الخصوص»، مؤكدة أن التذوق الفني علمها التسامح، وكيفية التعامل مع الجمهور في توصيل الرسالة الإعلامية والمعلومة المطلوبة لدى المجتمع.
وتقول شمسة الظاهري، طالبة متخصصة في الفنون المرئية والسياسة العامة في جامعة نيويورك أبوظبي: «يجسد اللوفر أبوظبي خير مثال لمساعي دولة الإمارات التي تحترم جذورها العريقة ولاتهاب التغيير أو المستقبل، فحضارتنا قوية وقادرة على الصمود، ومستقبلنا يبشر بالازدهار»، موضحة أن البرنامج ساعدها كثيراً في بناء علاقات قوية مع رواد عالم الفن وزملائها والجمهور.
وتعرب شمة البستكي، طالبة متخصصة في البحوث الاجتماعية والسياسة العامة والآداب بجامعة نيويورك أبوظبي، عن تشرفها بأن كانت جزءاً من هذه المجموعة الطلابية المتميزة التي شاركتها نشاطاتها المتنوعة من محادثات وآراء تتمحور حول هدف واحد جاؤوا من أجله جميعاً، هو إعدادهم للعب دور فاعل في التحضير لافتتاح متحف اللوفر أبوظبي.
وتشدد البستكي على استفادتها الكبيرة من التجربة التي وصفتها بالثرية بعد أن نمّت قدراتها الفنية وزادت ثقتها، علاوة عن توسيع مداركها والتعرف إلى أنواع مختلفة من الفن والفنانين وأعمالهم، فضلاً عن زملائها في البرنامج الذين يؤكدون أهمية المتحف ودوره في تنمية المعرفة لدى المجتمع.
وكان الترويج للمتحف ضمن الحرم الجامعي واحداً من المشاريع التي شاركت آمنة الزعابي، الطالبة المتخصصة في تاريخ الفن والآثار في جامعة باريس السوربون أبوظبي، في إنجازها، حيث زار الجامعة أكثر من 3 آلاف طالب من المدارس الثانوية بالإمارات، وقدمت هي وزملاؤها تحفة المتحف المعمارية والأعمال الفنية المذهلة التي يحتضنها، الأمر الذي تعتبره الزعابي تجربة ثرية ومشاركة قوية في الإرث الوطني والعالمي، تجسيداً لأحد أهم أهدافها وطموحاتها.

كفاءات

قالت جود المرر، مديرة برنامج سفراء اللوفر أبوظبي للطلاب: «تأتي جهود التواصل مع المجتمعات الشبابية لتعزيز روح الفخر لدى الشباب ومد الجسور بين الثقافات والأجيال ضمن الأولويات الرئيسية لدى متحف اللوفر أبوظبي. ولا يفوتني هنا أن أشكر الشباب الموهوب على وقتهم وطاقتهم وأفكارهم خلال مشاركتهم بالبرنامج، الذي يعكس التزام اللوفر أبوظبي بدعم مختلف المجتمعات بدولة الإمارات، بما في ذلك مجالات التعليم، ورعاية وتطوير الجيل القادم من الكفاءات والكوادر المتميزة».
وأضافت: «منذ العام 2009، نظم متحف اللوفر أبوظبي مجموعة من الأنشطة العامة لإشراك الجمهور من مختلف الخلفيات والاهتمامات والأعمار، يتخلله سلسلة من ورش العمل والحفلات الموسيقية التي تستكشف أهمية الأعمال سواء من الناحية الفنية أو أهميتها التاريخية أو في سياق مجموعة المتحف المتنامية. وعقب الافتتاح، سيواصل متحف اللوفر أبوظبي دوره البارز بوصفه مكاناً مفتوحاً أمام عامة الجمهور للاكتشاف والتبادل والتعليم».

Image

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الإضافات