المجلس الاستشاري الطلابي العماني .. إنجازات مستمرة خارج حدود الوطن

عمان: حقق المجلس الاستشاري الطلابي العماني العديد من الإنجازات في العام الماضي وفي مختلف المجالات العلمية بمشاركة يملأها الإصرار والعزيمة من قبل الطلبة العمانيين، ويعد المجلس أكبر تجمع طلابي عماني خارج السلطنة، وهو يشرف على 19 جمعية طلابية عمانية متوزعة في مختلف المدن البريطانية. وكان له دور بارز في خدمة الطلبة العمانيين الدارسين بالمملكة المتحدة، وقد توجت تلك الجهود نهاية العام المنصرم بحصول المجلس على جائزة اللجنة الوطنية للشباب في العام 2016م في فئة المؤسسات والمبادرات.

بدايات مميزة
وعن بدايات تأسيس المجلس يقول فهد بن خميس الكلباني – طالب دكتوراه هندسة كيميائية بجامعة نيوكاسل ورئيس المجلس: مع زيادة أعداد الطلبة العمانيين القادمين للدراسة في المملكة المتحدة، ظهرت زيادة ملحوظة في عدد الجمعيات الطلابية العمانية والتي توزعت في مختلف المدن البريطانية، مما استدعى وجود كيان طلابي يوحد جهود هذه الجمعيات، وليكون مساندا لدور الملحقية الثقافية العمانية بلندن في رعاية شؤون الطلبة العمانيين الدارسين في أنحاء المملكة المتحدة. وحتى نوفمبر من العام ٢٠١٢م حمل التجمع الطلابي لطلبة السلطنة بالمملكة المتحدة مسمى الاتحاد الطلابي العماني، والذي ظهر بفضل جهود الجمعيات الطلابية العمانية المؤسسة وهي جمعيات الطلبة العمانيين في مدن لندن وأدنبرة وشفيلد ومانشستر ونيوكاسل وكاردف وسوانزي وليدز. بعدها تغير المسمى في عام ٢٠١٤م إلى المجلس الاستشاري الطلابي العماني؛ وذلك توافقا مع مسمى المجالس الاستشارية الطلابية المعمول به في السلطنة، يحظى المجلس بدعم وإشراف مستمر وكبير من قبل الملحقية الثقافية العمانية بلندن. ويتكون الهيكل الأساسي للمجلس من رئيس، ونائب رئيس، وأمين عام، ومسؤول مالي، ورؤساء 4 لجان رئيسية هي اللجنة الإعلامية، واللجنة العلمية، ولجنة الأنشطة، ولجنة الخدمات.

عائلة واحدة
وعن تجربتها مع المجلس تقول وسن بنت سعيد الشندودية -طالبة طب شرعي وتحليلات كيميائية بجامعة كوفنتري – نائبة الرئيس: أمضيت ما يقارب الأربع سنوات في العمل الطلابي الذي لم يكن فقط مجرد بيئة أنشطة وقضاء وقت فراغ بل تعدى ذلك ليصبح أشبه بوجودك بين أفراد عائلتك، حيث يصبح لك أخوة وأخوات تجمعك معهم روح الألفة والتعاون تتشارك معهم التحديات والنجاحات مما يهون عليك سنوات الغربة وقسوتها.
وبداياتي في المجلس كانت في قسم الأمانة العامة، بعدها أصبحت نائبة رئيس المجلس لسنتين على التوالي 2015م و2016م، حيث أقوم بالإشراف ومتابعة كل ما ينظم من أنشطة وفعاليات من قبل المجلس وجمعياته، وأيضا القيام بهمام الرئيس في غيابه. انخراطي في العمل الطلابي أَضاف إلى الكثير من النواحي الشخصية والمعرفية والحياتية، ما دام الطالب قادرا على إيجاد توازن بين الجانب الدراسي والمشاركة في الأنشطة الطلابية، في الأغلب هذه الأنشطة لا تشكل عبئا للطالب بل متنفسا له لأبرز مواهبه وهي أيضا بمثابة مساحة لصقل شخصية الطالب وتوسيع معارفه الأمر الذي يمنحه المزيد من الثقة بالنفس.

اكتشاف النفس
ويقول راشد بن حمد الجنيبي -بكالوريوس قانون جامعة برونيل- الأمين العام للمجلس: انضممت كعضو في إدارة المجلس ممثلا لجمعية الطلبة العمانيين في لندن 2016م، وبعدها بأشهر ترشحت لمنصب الأمين العام. وتتوزع مهام الأمين العام بين كتابة محاضر الاجتماعات ومتابعة تنفيذ القرارات وكذلك توثيق الأعمال والأنشطة التي تقوم بها إدارة المجلس وجمعياته. إلى جانب إعداد ومتابعة الخطابات والمراسلات الصادرة من وإلى إدارة المجلس. وعلى الصعيد الشخصي كل مبادرة أو تجربة أخوضها في إدارة المجلس تمثل لدي مساحة لاكتشاف نفسي ومهاراتي والانتباه أكثر للمهارات التي أحتاج لتطويرها في شخصيتي.
وعن تجربته كمسؤول مالي في المجلس يقول زميله عبد الله بن سعيد الحوقاني- طالب ماجستير في التخطيط الاستراتيجي والاستثمار بجامعة نيوكاسل: عند قدومي للدراسة في المملكة المتحدة بدأت العمل التطوعي كعضو في جمعية الطلبة العمانيين بمدينة نيوكاسل، ثم بعد ذلك توليت منصب المسؤول المالي بالمجلس، حيث كنت مسؤولا عن متابعة وإدارة الشؤون المالية للمجلس والتخاطب مع الجهات والمؤسسات الخاصة والحكومية بالسلطنة لإيجاد الدعم والرعاية اللازمة لأنشطة المجلس. تواجدي في المجلس أضاف لي جانب الخبرة العملية في مجال المحاسبة المالية، واكسبني مهارات بناء العلاقات سواء على المستوى الشخصي أو العام، إضافة للقدرة على التحاور وإبداء الرأي والنقد البناء والحوار المتأني المهذب مع الطرف الآخر.

فن الأولويات
أما الغيث بن عبد الله بن حمد الحارثي – بكالوريوس سياسة وعلم جريمة بجامعة مانشستر متروبوليتان -رئيس اللجنة الإعلامية فيقول: بداياتي كانت مع تولي رئاسة جمعية الطلبة العمانيين بمدينة مانشستر، بعدها انضممت للمجلس كرئيس للجنة الإعلامية. وتتلخص مهام عملي في التعريف بفعاليات المجلس وجمعياته في وسائل الإعلام المطبوعة والمرئية والمسموعة، وكذلك إدارة مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بالمجلس. مثل هذه الأنشطة الطلابية تساعد الطالب على تعلم مهارات ترتيب الأولويات والعمل والتخطيط المسبق وضرورة وجود خطط بديلة وحلول سريعة لمواجهة الظروف والضغوطات المفاجئة. يتحول الأمر لعبء على الطالب فقط في حالة لم يعرف كيف يقسم وقته بشكل لا يطغى فيه جانب على الآخر.
وعن تجربتها كرئيسة للجنة الخدمات تقول أحلام بنت محمد البادية ، بكالوريوس قانون إدارة أعمال بجامعة سالفورد : الدور الأبرز الذي قمت به بعد خلال فترة انضمامي للمجلس هو الإشراف على تنفيذ دليل طلابي حمل مسمى (الدليل الإرشادي للطالب العماني) حوى على أهم المعلومات والقوانين التي تهم الطلبة الراغبين في إكمال مسيرتهم العلمية في المملكة المتحدة؛ وذلك سعيا لتجنيبهم الكثير من التحديات الحياتية والأكاديمية والقانونية التي قد يتعرَّضون لها خلال فترة دراستهم. وتضيف البادية: التجربة أضافت لي الكثير من المعارف والخبرات على الصعيد الشخصي أبرزها كان تحسين مهارات التواصل وإدارة الوقت وإدارة فريق عمل.

نشاط مستمر
وهذا ما تؤكده تجربة زميلتها عائشة بنت سالم الوهيبية -دكتوراه في الأحياء البحرية الدقيقة والتقنية الحيوية البحرية بجامعة نيوكاسل-رئيسة اللجنة العلمية والتي تقول: بداياتي كانت حين أعلن المجلس عن تشكيل لجنة علمية فوجدتها فرصة مناسبة لي للعمل لتعزيز ثقافة البحث العلمي لدى الطلبة العمانيين من خلال ما تقوم به اللجنة العلمية من أنشطة وفعاليات في هذا المجال، بدأت كعضوة في اللجنة. ثم حظيت بعدها بفرصة تولي منصب رئاسة اللجنة.
وتشير عائشة إلى أن العمل التطوعي والقيادي يتطلب ذكاء ووعيا من الطالب في إدارة وقته، ليحظى الطالب بمردود مثمر من المهارات الإدارية والقيادية التي تكسبه خبرات مهنية وحياتية متنوعة. وتوضح الوهيبية أهم مهام اللجنة العلمية قائلة: تعنى اللجنة بصقل المواهب العلمية للطلبة العمانيين الدارسين بالمملكة المتحدة من خلال إقامة بعض الدورات والمسابقات العلمية والتجمعات لهذه الفئة من الطلبة للالتقاء ببعضهم البعض وتكوين شبكة تواصل لتبادل الخبرات والمعلومات في هذا المجال. إضافة إلى مهمة اللجنة في إصدار مجلة (نتاج) وهي أول مجلة علمية عمانية سنوية تعنى بنشر النتاج العلمي للطلبة السلطنة الدارسين بجامعات المملكة المتحدة، وقد صدرت المجلة في نسختها الأولى نوفمبر 2015م، والثانية في نوفمبر العام 2016م.

دافعية لا تنتهي
وتؤكد ثريا بنت حمد الحجرية -طالبة بكالوريوس تخصص علوم سياسية بجامعة نيوكاسل- رئيسة لجنة الأنشطة أنه على الرغم من تنوع الأدوار التي تقوم بها كل لجنة من لجان المجلس إلا أن الدور التكاملي الذي تقوم به يخلق روح عمل جماعي متناغم ومنظم بين أعضاء الإدارة. حيث تقول الحجرية: لجنة الأنشطة تتولى عملية تنظيم وإدارة الأنشطة الاجتماعية والثقافية والدينية بالتعاون مع مختلف اللجان بما يتناسب مع الدعم المتوفر ومع أوقات إجازات الطلاب أو بداية الفصول الدراسية وهي فترات الدراسة الأقل ضغطا على الطلبة.
وتضيف البادية: النشاط الطلابي المنظم في مثل هذه اللجان هو من الفرص التي تعزز ثقة الطالب بنفسه وبمحيطه الجديد في الغربة، فهذه الفعاليات والأنشطة لا تستهدف زملائه الطلبة العمانيين فحسب بل تستهدف المجتمع الجديد الذي يعيش فيه. مما يوجد لديه دافع لاكتساب أفضل مهارات الحوار والتواصل، ويعزز احترامه للآخر وقيمة الوقت والتحلي بروح المنافسة الشريفة والبعد عن الأنانية، فنجاح المجموعة هو انعكاس لروح التعاون بين أفرادها. فالطالب العماني المغترب دائما يكون هاجسه الكبير أن يكون انعكاسا مشرفا لوطنه وممثلا لهويته من خلال أخلاقه وتفوقه وتميزه في كافة المحافل والأنشطة.

تحديات وحلول
ويلخص فهد الكلباني أهم التحديات التي تواجه النشاط الطلابي التطوعي قائلا: المحافظة على استمرار دور المجلس في خدمة طلبة الوطن يحتاج بكل تأكيد لدعم مادي ومعنوي وتسهيلات من كافة الجهات المعنية . ورغم الدعم المقدر من ووزارة التعليم العالي وسفارة السلطنة والملحقية الثقافية العمانية بالمملكة المتحدة. إلا أننا نأمل ألا يظل هذا الدعم مقصورا على هذه الجهات فقط . وإدارة المجلس تحرص بشكل مستمر على مخاطبة الشركات والجهات الخاصة في السلطنة؛ لتقديم كل ما يرونه مناسبا لدعم فعاليات المجلس.
ويضيف الكلباني: خلال العام المنصرم وفي ظل الأزمة الاقتصادية العالمية كانت إدارة المجلس تعمل بجهد كبير لإيجاد حلول وبدائل لدعم استمرار نشاط المجلس مع التركيز قدر المستطاع على سياسة الأهم فالمهم عند اختيار وتنفيذ الأنشطة؛ وذلك من خلال تنفيذ الفعاليات والأنشطة الأكثر أهمية للطلبة، وبحمد لله نجح المجلس في الاستمرار في الكثير من أنشطته مع استحداث فعاليات جديدة بالرغم من كل التحديات. واستطعنا تتويج هذه الجهود المخلصة بالحصول على جائزة اللجنة الوطنية للشباب للعام 2016م في فئة المؤسسات والمبادرات. وطبعا الفضل يعود للعمل الدؤوب والتعاون المستمر بين أعضاء إدارة المجلس وإدارات الجمعيات الطلابية العمانية في كافة أنحاء المملكة المتحدة، ولا ننسى كذلك الإشراف والتعاون المتميز للملحقية الثقافية العمانية في كل ما من شأنه دعم المجلس واستمرار نشاطه.

محاكاة للواقع العملي
رغم تلك التحديات يقول راشد الجنيبي: إن أهم المكاسب التي يحظى بها الطالب من النشاط الطلابي التطوعي المنظم فرصة تعلم مهام قيادية وإدارية تحاكي شيئا من الواقع المهني والحياتي الذي سينتقل إليه بعد التخرج، فالمجلس يمنحنا كأعضاء فرصة اكتساب فن بناء العلاقات العامة ومهارات التواصل وإدارة فريق وكذلك العمل ضمن فريق وغيرها من الصفات الإدارية والقيادية الهامة، لا يشكل النشاط الطلابي عائقا في سبيل التفوق الأكاديمي في حال عرف الطالب كيفية إدارة وقته بذكاء. وما يشعرني بالسعادة شخصيا هو التقدم الذي أحرزه المجلس وجمعياته في نوعية ما يقدم من أنشطة في كل موسم، حيث أن أنشطة المجلس وجمعياته تتطور كما وكيفا، فلم تعد هذه الأنشطة محصورة فقط على النشاط الرياضي والاحتفال بالمناسبات الوطنية وإقامة المعارض، بل أصبح هناك تنوع ملحوظ في جوانب أخرى فهناك الفعاليات الثقافية والدينية والعلمية، إلى جانب تنظيم المحاضرات والحلقات التثقيفية والتدريبية التي تخدم الطلبة أكاديميا وحياتيا.
وهذا ما يؤيده فهد الكلباني قائلا: الأنشطة الطلابية بتنوعها تسهم في بنـاء شخصية متوازنة للطالب روحياً واجتماعياً وفكرياً، وقد لمست ذلك في نفسي من خلال تجربة رئاسة اللجنة العلمية العام 2015م ثم الانتقال لرئاسة إدارة المجلس في العام 2016م، حيث ساهمت التجربتين في اكتسابي مهارات متنوعة في القيادة وإدارة فريق والبحث عن الحلول والبدائل المكنة في الأزمات المفاجئة.

وتستمر الإنجازات
وعن أبرز النجاحات التي حققها المجلس خلال دورته السابقة يقول فهد الكلباني رئيس المجلس: خلال 2016م تنوعت إنجازات المجلس بين العلمية والثقافية والخدمية، كان أبرزها نجاح المجلس في إصدار (الدليل الإرشادي للطالب العُماني) في نسخته الإلكترونية ليكون عوناً ومرشدًا لكل طالب عُماني قادم للدراسة في مختلف الجامعات البريطانية، من بداية رحلته الدراسية وحتى نهايتها. كما أنه وبعد نجاح المجلس في العام 2015م في إصدار (نتاج) أول مجلة علمية سنوية باللغتين العربية والإنجليزية للطلبة العمانيين الدارسين خارج السلطنة والتي تعنى بنشر أبحاث ومشاريع الطلبة العلمية، نجح المجلس في العام المنصرم في إصدار مجلته الأدبية (قطاف) أول مجلة أدبية سنوية تصدر باللغة العربية خارج حدود الوطن وتعنى بإبداعات الطلبة الأدبية والفنية. وتقول وسن الشندودية: قام المجلس خلال العام المنصرم بالتعاون مع جمعية الصداقة العمانية البريطانية، بتصوير فلم وثائقي يستعرض التنوع الثقافي والبيئي والتاريخي الذي تزخر به محافظات السلطنة. ومن المخطط أن يتم عرض الفلم في مختلف الجامعات البريطانية، مثل جامعتي اكسفورد وكامبريدج العريقتين. إلى جانب استحداث يوم رياضي سنوي مفتوح للطالبات وذلك أسوة بالفعاليات الرياضية المخصصة للطلبة. ويوضح الغيث الحارثي قائلا: إن المجلس خلال العام المنصرم عمل على المحافظة على مستوى وجودة ما يقدم من أنشطة وخدمات رغم كل التحديات، منها تنفيذ اليوم العماني المفتوح للسنة الثانية على التوالي وجائزة سفراء عمان السنوية في نسختها الثانية، وكذلك إصدار النسخة الثانية من مجلة المجلس العلمية، مع المحافظة على بقاء النشاط الرياضي للمجلس حاضرا للتفاعل الذي يحظر به من قبل الطلبة. هذا إلى جانب البحث عن التجديد في الأنشطة، حيث قام المجلس بتنظيم أول يوم رياضي مفتوح للطالبات، وإطلاق أول مسابقة سنوية لحفظ القرآن الكريم تنفذ للطلبة العمانيين الدارسين بالمملكة المتحدة، وكذلك إطلاق أول نسخة من مسابقة (فنر) السنوية وهي مسابقة في التصوير الضوئي والتي نظمها المجلس بالتعاون مع جمعية التصوير الضوئي بمسقط ورعاية الشركة العمانية لنقل الكهرباء وخصصت كذلك لطلبة السلطنة الدارسين بالمملكة المتحدة.

Image

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الإضافات