الخليج: قام باحثون في مختبر التصميم والتطوير للأنظمة الكهروميكانيكية فائقة الصغر في جامعة خليفة، بإجراء دراسة حول عملية فصل مختلف الخلايا الحية وتحديد هويتها، عن طريق استخدام المجالات الكهربائية، بهدف
فصل وتحديد الخلايا النادرة داخل جسم الإنسان، مثل: الخلايا السرطانية؛ حيث يقومون باستخدام الإشارات الكهربائية عالية التردد للتعرف إلى أصول الخلايا المنفصلة.
وقال د.أنس العزام ، الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الميكانيكية في جامعة خليفة والقائم على البحث: إن هذا الجهاز متناهي الصغر لا يهدف لمعالجة الأشخاص ولكن يمكن تطويره على المدى الطويل ليكون جهاز فحص بمقدوره الكشف عن مختلف أنواع الخلايا النادرة الحية ويشابه بعمله أجهزة فحص السكري التي يستخدمها الأشخاص للكشف عن إصابتهم بمرض السكري ونسبتها في الدم.
وأكد أن مختبر تصميم وتطوير الأجهزة متناهية الصغر يعتبر أحد أحدث المختبرات في المنطقة في مجال الأنظمة الكهروميكانيكية الذي يساهم في تطوير البحوث في الدولة خاصة.
وأضاف أن الأبحاث العلمية في هذا المختبر لا تقتصر على فصل الخلايا السرطانية من الدم فقط، بل وتشتمل أيضاً على دراسات تصنيف الخلايا للتأكد من كونها سرطانية أم لا، وتطوير أجهزة دقيقة لاستخدامات مختلفة والذي بدوره يساهم في تناول المشاكل البحثية من زاوية جديدة وفريدة يمكن من خلالها الوصول إلى اكتشافات عظيمة في الكثير من الأحيان.
وأشار إلى إحدى المشاكل التي تواجههم في هذا البحث، والتي يعمل على حلها، وهي بطء سرعة الجهاز في فصل الخلايا النادرة ليكون جهازاً عملياً، مؤكداً أيضاً أن هناك اختلافاً بين الخلايا السرطانية الموجودة في المختبر التي تستخدم في هذا البحث والخلايا التي تكون موجودة داخل جسم المريض.
وأضاف: يمكن التحكم بحركة الخلايا المختلفة داخل هذا الجهاز المتناهي الصغر عن طريق المجال الكهربائي؛ حيث إن استجابة الخلايا لترددات المجال الكهربائي المستخدم تختلف باختلاف أنواع الخلايا الموجودة، فبعض الترددات يكون تأثيرها على خلايا الدم مختلفاً عنه بالنسبة للخلايا السرطانية مما يسمح بفصلها، كما أن تغيير التردد يغير شكل الخلايا وأماكن تجمعها في الجهاز، مؤكداً أن عملية التطوير داخل المختبر هي لجهاز الفصل وليس للظاهرة الفيزيائية المستخدمة.ولفت إلى أن عملية فحص أنواع الخلايا تتم في مكان محدد داخل هذا الجهاز، مما يستوجب مرور جميع الخلايا من المكان ذاته.
وأوضح أن مختبر التصميم والتطوير للأنظمة الكهروميكانيكية في الجامعة، يتكون من غرفة نظيفة، والأجهزة، والمواد الخام اللازمة لتطوير أجهزة فائقة الصغر، وذلك عن طريق استخدام عمليات تصنيع دقيقة، وتشمل تطبيقات هذه الأجهزة؛ المجالات البيولوجية، وأجهزة الاستشعار الدقيقة، والمشغلات المصغرة.
كانت جامعة خليفة أعلنت عن إنشاء المختبر الحديث للأنظمة الكهروميكانيكية فائقة الصغر؛ التي يمكن استخدامها في المساعدة بالبحوث التي تتعلق بمجال علوم التصغير المستخدمة في حل المشكلات الكيميائية والبيولوجية، مع التركيز على البيولوجيا الجزيئية والطاقة؛ حيث إن هذا المختبر يمكن أن يمثل دافعاً لأعضاء الهيئة الأكاديمية في جامعة خليفة من خلال القدرة على تطوير أجهزة رعاية قادرة على الكشف عن بعض الجزيئات أو الخلايا في عينات الدم، وتشمل المجالات البحثية دراسة عدة ظواهر كالتي يتم من خلالها تعريض الجسيمات أو الخلايا إلى حقل كهربائي غير متجانس القوة أو ظاهرة التحكم بالجزيئات والخلايا عن طريق الأمواج الصوتية أو من خلال استخدام حقول مغناطيسية للفصل بين الخلايا الحية، كما تشمل أيضاً نمذجة الأجهزة الصغيرة.