نظرة فى تقليص حجم الفصل

  بيتر تشابان:       نشرت رابطة معلمي المرحلة الثانوية فى أونتاريو نتائج مسح حول آراء المعلمين والذى يحدد حجم الفصل على إنَّه السبب الأول لمعدلات الفشل الكبيرة بين طلاب المستوى التطبيقي بالمدارس الثانوية. وحديثاً قامت وزارة التربية، أملاً منها فى زيادة نتائج القراءة والرياضيات فى إختبارات المحافظات،قامت بزيادة تمويل تقليص حجم الفصول فى المرحلة الإبتدائية. وقد ظل الآباء والمعلمون يشيرون إلى أنَّ حجم الفصل عائق أمام نجاح الطلاب لمدة طويلة. وقد حاولوا أن يبرهنوا على أنَّ الفصول الأقل عدداً تقلل من مشكلات السلوك وتسمح بمزيدٍ من الوقت للإهتمام الفردي بالطالب. وبالتأكيد، هذا له معنى فى المظهر الخارجي.

وأيضاً، طرح الباحثون بعض الإسئلة المهمة عن تقليص حجم الفصل. هل يستفيد بعض الطلاب أكثر من غيرهم من تقليص حجم الفصل؟ وهل حجم الفصل العائق هو الوحيد أمام نجاح الطلاب؟ ومن وجهة نظر مالية، هل تقليص حجم الفصل الأكثر فعاليةً لتحسين أداء الطلاب؟

وحدد الباحثون أربعة عوامل عامة تؤثر على تقدم المدرسة:- العوامل الإجتماعية التى تشمل مستويات دخل الأسرة، تأثيرات البيت والمهارات، والمعرفة المكتسبة مسبقاً قبل دخول المدرسة، ميزات الطفل الطبيعية مثل الذكاء والمقدرة التركيز، والتجربة فى الفصل والمدرسة. وأقوى العوامل المُحَدِدَة لنجاح المدرسة هى العوامل الإجتماعية والميزات الفردية. وكنتيجة لذلك، فإنَّ الطلاب الذين يدخلون المدرسة وهم مستعدين للتعلم يكون أداؤهم أفضل بكثير خلال تعليمهم مقارنةً بالطلاب غيرالمستعدين. وأظهر الباحثون أنَّ الفصل قليل العدد يفيد أولئك الطلاب الأقل جاهزيةً فى الوقت الذى يدخلون فيه المدرسة. وأظهرت الدراسات التى أُجريت فى الولايات المتحدة أنَّ الفصول قليلة العدد تعمل على نحوٍ أفضل فى الفصول الدنيا، خاصةً فى المدارس التى بها طلاب فقراء. هؤلاء الطلاب يظهرون الفائدة الأكبر من التعليم الفردى وأنَّ التواصل الأفضل بين المعلم والطالب ممكن فى الفصول قليلة العدد.

وعند النظر إلى الفصول العليا فى المدرسة الإبتدائية، فإنَّ الدليل على دعم الفصول قليلة العدد غير حاسم. ويتوقع أنْ يكون الطلاب فى هذا المستوى قد طوَّروا المهارات التى تسمح لهم بتعلم محتوىً جديد. وإذا ما تم تطبيق هذه المهارات،فإنَّه لن يكون لحجم الفصل تأثير على الأداء. وإذا لم يتم تطوير هذه المهارات، فإنَّ المسألة إذاً ليست حجم الفصل ولكن التدخل المناسب لمساعدة الطلاب على إكتساب المهارات الضرورية للتَعَلُّم.

وثمة جزء رئيس من الأدبيات الذى يشير إلى أنَّ الفصول العليا، المدارس الأصغر، وليس الفصول الأصغر، هى ما يجب التركيز عليها. ويشعر الطلاب الذين هم في مدارس أصغر بأنهم أكثر أماناً وأكثر إرتباطاً بمدرستهم. والطلاب الأكثر تعلقاً بمدرستهم أكثر إحتمالية أنْ يبقوا فيها ويتم حثهم على البلاء الحسن. والطلاب الذين يصبحون فاقداً تربوياً غالباً ما يحددون غياب الإرتباط بمدرستهم كسبب لمغادرتها.

إنَّ قضية الفصول المصغرة ليست بسيطة كما تبدو للوهلة الأولى. ويجب التفكير بحذر حول قرارات تخصيص التمويل وأنْ تكون إستراتيجية فى تطبيقها.وفى عام 1996م أنفقت ولاية كاليفورنيا ثمانية ملايين دولار لتقليص حجم الفصل من 28 إلى عشرين طالباً فى الفصول الدنيا. وعلى الرغم من تقليص حجم الفصل، لم يجد المُقَوِّم المفوض من قِبَلِ الحكومة تحسناً فى إنجاز الطلاب. وكتدخل تربوى، قلة عدد الطلاب فى الفصل وحدها ليست الأجابة.

ترجمة: مدارسنا
رابط المصدر:
A look into reducing class size

______________________________________________

   بيتر شابان:- هو معلم باحث، ورئيس فريق التنسيق المدرسى، مجموعة موارد أنظمة الصحة المجتعية فى مستشفى الأطفال المَرْضَى، وممثل معوقات التعلم للمجلس الإستشارى لوزير مقاطعة أونتاريو حول التعليم الخاص.

Image

أترك تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الإضافات