المعلم المبتكر يكسر روتين الحصة الدراسية بأساليب تعليمية إبداعية

الخليج: من ضغط المناهج، إلى كثرة المهام التربوية والإدارية، إلى أغلب التحديات التي تواجه المعلم، استطاع عدد من المعلمين اجتياز تلك التحديات بسهولة، حين وضحت الرؤيا لديهم باستراتيجيات وأهداف وزارة التربية

والتعليم، وأصبحت مهامهم أسهل وإن كان يغلفها عدد من التحديات.
ابتكروا أساليب جديدة للتدريس، ولا يتوقف التغيير لديهم عند حد معين، دائماً ما تجدهم يكسرون الروتين لإيصال الفكرة والمعلومة للطالب بشكل أسهل، ويركزون على المهارات المطلوب تعليمها، أكثر من الصفحات أو الكم الموجود في المادة التعليمية، ويسخرون جميع الطاقات للعمل معهم بشكل متواز، للوصول إلى نتائج ملحوظة في مستوى تفكير الطلبة.

عبد الله عطية، معلم رياضيات، خبرة 16 سنة في التدريس، منها ست سنوات داخل الدولة، أشار إلى أن كل منهج جديد يواجه فيه الجميع صعوبة بالغة، إلى أن يتم التكيف من خلال الطرق الجديدة التي تضمنها المنهج، مشيراً إلى أن منهج الرياضيات على مدى خمس سنوات يعد لتخريج جيل إماراتي عبقري، والمدقق في المهارات التي يركز على المنهج إكسابها للطالب، هي مهارات علمية يمكن استخدامها في الحياة العامة.
ولتبسيط محتوى المنهج نتبع عدة أساليب في توصيل المعلومة للطالب في كيفية فهم حل المسائل، من خلال الاختبارات الأسبوعية، وتخصيص حصة بالأسبوع يشرح فيها طالب لزملائه في الفصل، وكذلك اتباع نظام المجموعات بحيث يشترك الجميع في حل مسألة، ونوزع عليهم المهام بالتساوي، كما نشجع الطالب الضعيف بالاجتهاد وحل المسائل بالتعاون مع زملائه.

وأكد أنه يستخدم في كل حصة أسلوباً معيناً للتدريس كتغيير نظام الفصل إلى حرف u بحيث يكون كل طالب مقابلاً للمعلم، أو من خلال التعلم بالأقران، بحيث يجتمع طالبان يكون مستواهما مختلفاً عن بعضهما، موضحاً أن المعلم يستطيع أن يحبب الطالب بالمادة من خلال تغيير طريقة الشرح، وتبسيط المعلومة، مؤكداً أن نتائج الامتحان المركزي الأخيرة في فصل يحتوي على 22 طالباً حصل 40‪‬ %من الطلبة على درجات تفوق 75 ٪ ‪.‬
كثافة المعلومات المقدمة
إسماعيل عبد الحليم، معلم دراسات اجتماعية، خبرة 25 عاماً في التدريس، أكد أن المنهج الجديد للدراسات الاجتماعية مكثف وغني بالمعلومات التاريخية، والثقافية، والوطنية، واستخدم عدة أساليب ليضمن وصول المعلومة للطالب منها استخدام التحفيز في التلخيص بخط اليد وشرح التلخيص بحيث يستفيد الطالب من التلخيص من المعلومة كما يستفيد من الشرح زيادة الثقة بالنفس وممارسة مهارة الإلقاء بجرأة، وليضمن متابعة الطلبة لزميلهم، وضع مسابقة لكل من يقدم خمسة أسئلة نوعية للطالب بحيث يتم تحفيز الجميع مع بعض.
وأوضح أن المادة تدرس في ثلاث حصص بالأسبوع، وأغتنم بعض حصص الاحتياط، لأواصل شرح المواد العلمية.
توظيف وسائل التواصل الاجتماعي
يسرى حسن معلمة مجال أول لغة عربية وتربية إسلامية في مدرسة تريم عمران للتعليم الأساسي بنين، أكدت أنها اتخذت طريقة تعليم أفقية بحيث يتم استخدام طرق التعلم التعاوني والتعلم باللعب من خلال الحصص الإثرائية، مشيرة إلى أن المنهج في السابق كان يركز على مهارة القراءة، أما المنهج الجديد فهو يركز على التفاعل من خلال القراءة والكتابة جنباً إلى جنب، لذلك وظفنا وسائل التواصل الاجتماعي بحيث وجهنا الأمهات إلى كيفية كتابة الطفل لتغريدة في تويتر أو تعليق على الفيس بوك، أو إرسال رسالة.
وأكدت أنها وظفت أيضاً «الواتس أب» بحيث يسمع الطالب للنشيد أو يقرأ الكتاب وتصوره والدته وترسل الفيديو للمعلمة، وبذلك يتم تقييمه من خلال الفيديو والمشاركة، موضحة أنها بذلك تستعين بالأمهات وبتفاعلهن مع العملية التعليمية.
ضمان جذب انتباه الطالب
وحول المهارات التي يمكن أن يستخدمها المعلم قال مساعد الوقيان المستشار التربوي من دولة الكويت الشقيقة في ورشة «المعلم المتميز في إدارة فصول القرن الحادي والعشرين» التي نظمها مركز فتيات رأس الخيمة بالتعاون مع جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، أن عدة أساليب يمكن أن يستخدمها المعلم لضمان جذب انتباه الطالب طوال الحصة الدراسية، منها إشغال الطلبة بالأسئلة المتنوعة التي توزع على أوراق ملونة من بداية الحصة الدراسية، لضمان متابعتهم للشرح، وتحفيز الطلبة على رفع مستويات التحصيل الدراسي بإشاعة جو التنافس في الفصل من خلال عدة طرق ممكن أن يتخذها المعلم، محذراً من عدم التهديد بالدرجات، فيما يخص عقاب المعلم لسلوك الطالب، كي لا يتسبب للطالب بانتكاسة علمية وسلوكية في المدرسة.
وأوضح أن المعلم عليه أن يتعايش مع المشكلة التي تواجه في الميدان التربوي، ويقدر وظيفته ودوره في قرارة نفسه، فمهنته هي مهنة الأنبياء، وعلى المعلم أن يكافئ نفسه ويقدر ذاته في كل مرة، كي يضمن استمرارية عطائه، والتذمر والتشكي لا يعكس غير الطاقة السلبية التي تهدر طاقات المعلمين أمامها، خاصة إذا كان المكان مشحوناً بتلك السلبيات، موضحاً أن الطاقة السلبية تنتقل مثل السهم، خصوصاً للأشخاص الذين هم أمامك، أما الإيجابية فتنتقل عبر الدوائر، فالمعلم الإيجابي يمكن أن يؤثر في المحيطين به من كل اتجاه، أما السلبي فلا يؤثر إلا على الذي يقابله، ناصحاً بتجنب مواجهة الشخص السلبي كي لا تنتقل الطاقة السلبية للشخص المقابل.
وأشار إلى ضرورة التفكير بكيفية بدء الحصة الدراسية بشكل مميز كقراءة قصة أو توزيع أوراق فيها معلومات قيمة، كما نوه بضرورة تغيير أساليب الاختبار باختيار أسئلة فيها أجوبة من متعدد، أو وضع امتحان واختبار نموذجي يستطيع الطالب من خلاله فتح الكتاب ونقل الأجوبة النموذجية، وأهمية تلخيص الدروس في نهاية كل حصة ومراجعة أول عشر دقائق من الحصة للدرس السابق.مواكبـــة التغييـــرات الجـــديـــدة

قالت شيخة النعيمي مشرفة تنظيم المحاضرات التربوية، إن حضور المعلم للمحاضرات النوعية لتطوير طريقه شرحه، يدل على حرصه الشديد على مواكبة التغييرات الجديدة في طرق التدريس، موضحة أن محاضرة «معلم القرن الحادي والعشرين» التي نظمتها بالتعاون مع مركز فتيات رأس الخيمة وجمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية، اندرجت تحت مبادرة وزارة التربية والتعليم والتي حملت شعار «علم لأجل الإمارات» والتي تهدف إلى تعاون أفراد المجتمع من أجل النهوض بالمسيرة التعليمية.

Image

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

آخر الإضافات