مجلة نوت: بالأمس كانوا يرددون في حكمة الصباح “من جد وجد ومن زرع حصد” وها هم اليوم بما زرعوا يحصدون، ويكتبون خاتمة الإثني عشر عاماً التي قضوها وهم يرتقبون نتيجة جهدهم، نتيجة النجاح، حاملين شهادة الدبلوم العام.
بالأمس أعلنت وزارة التربية والتعليم عن نتائج طلبة الدبلوم العام للعام الدراسي 2015\2016م والذي فاق عددهم الأربعين ألف. وعلى عكس الفصل الدراسي الأول فقد تخطت نسب النجاح لهذا الفصل 80% لكل شهادات الدبلوم والتي تنقسم إلى شهادة دبلوم التعليم العام للمدارس النظامية بنسبة نجاح 83.95% ومدارس التربية الخاصة بنسبة نجاح 100%، وبنسبة نجاح 98.3% لدبلوم التعليم العام والعلوم الإسلامية. كما بلغت نسبة النجاح في دبلوم التعليم العام التقني لكلية الحرس السلطاني العماني التقنية 100% وفي المدارس الخاصة بنسبة 84.86%.
تفوق طالب :
من بين هؤلاء ، كان اسم الطالب محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز خريج مدرسة صحار للبنين يتصدر القائمة بنسبة 99.22%. وفي حواره لمجلة نوت يرجي محمد نجاحه إلى عدة أسباب أولها توفيق الله والأخذ بالأسباب، ويقول إن من أهم أسباب النجاح هو السعي للنجاح مبكرا ليس كالبعض الذين يعزمون الاجتهاد في سنتهم الدراسية الأخيرة فقط، فبالنسبة له كان السعي والاجتهاد عادة طوال الإثني عشر عاما.
الأسلحة التي استخدمها محمد لتفوقه :
محمد أيضا عرف يقيناً مقتضيات هذا العصر فكان حريصا على تعلم اللغة الإنجليزية واستخدام الحاسب الآلي بمهارة. ولتنظيم الوقت أهمية في هذا الطريق وبالنسبة لمحمد “الثانوية العامة لا تعني الاعتكاف على الكتب” وإنما تقسيم الوقت بين المذاكرة والأنشطة التي تروح عن الطالب. ولا يغيب طبعا دور الأسرة ولا الرفقة الحسنة في ذلك فكلاهما محفز للوصول للغاية.
مرحلة الثانوية العامة هي مرحلة مصيرية، فإما نعم للغاية وإما لا،ولذلك كان الاستعداد لها خطوة لا يستهان بها. إذ لابد للطالب أن يضع خطة دراسية متقنة تتناسب مع قدرته.
محمد مثلا يؤمن أن تخصيص مادة واحدة في اليوم لمذاكرتها أفضل من مذاكرة 9 أو 8 مواد في الوقت ذاته. هذه الخطة التي اتبعها ساعدته للوصول لفهم أعمق للمادة وربط أفكاره ؛بينما سيحفظ معلومات سطحية لو ذاكر جميع المواد في آن واحد.
خطة محمد لا تخلو أيضا من بعض النشاطات كمكالمة الأهل ولقاءات الأصدقاء “لتجديد نشاط الذهن”.
مستقبل محمد :
نتيجة شهادة الدبلوم العام ما هي إلا بداية قصة النجاح والتي من بعدها تأتي النجاحات تباعا بعد ما يحدد الطالب خياراته التي سترسم مسيرته. بوسعنا أن نسميه بعد الأن الدكتور محمد فقد سعى من البداية لهذا الحلم الذي أوشك أن يصبح حقيقة. يطمح بالدراسة في أحد الجامعات الأوروبية ليتخرج بشهادة الدكتوراة و يكون طبيبا عالميا. ويسعى بعد ذلك لبناء أكبر مستشفى خيري في العالم. طموحات ليست بالكبيرة على طالب علم اجتهد وثابر ليمشي على الطريق الذي رسمه.
اترك تعليقاً