عمان: تمكن مجموعة من طلبة الهندسة في جامعة السلطان قابوس من اختراع جهاز لمساعدة طبيب الأشعة التداخلية والمرضى وذلك بالتعاون مع الطبيب إسحاق بن سليمان السالمي الطبيب المنتدب في المجلس العماني للاختصاصات الطبية «تخصص الأشعة» وتتكون هذه المجموعة من الطلبة حمد السالمي ومحمد اليعربي وأحمد الوهيبي وسعود البوسعيدي وعلي الرمحي وسلطان الجابري وأسامه الشبيبي وقبس البرواني وقبس أبو دراز، وقد أطلقوا على الجهاز اسم «جهاز أخذ الخزعات بتوجيه التصوير المقطعي بدون ألم». وشارك فريق العمل الذي اخترع هذا الجهاز في عدة مؤتمرات ومعارض محلية ودولية وحصل الاختراع على عدة جوائز ففي الملتقى السابع لطلاب الهندسة في جامعة السلطان قابوس حصل على المركز الثالث وحصل على المركز الثاني في «مسابقة INSPIRE AWARD » التي عقدت في مسقط. أما على الصعيد الدولي، فقد حصل على الميدالية الفضية في «المعرض الدولي السابع والعشرين للاختراعات والابتكار ايتكس الذي عقد في كوالالمبور، ماليزيا في مايو الماضي.
وعمل فريق العمل بدأب لمدة ستة أشهر لتصنيع الجهاز محليا. ولم يتم اختبار الجهاز في المرضى بعد ولكن بعد إجراء أول اختبار له في المختبر، وبعد أن أثبت دقته، فقد تم اختباره في جهاز الأشعة المقطعية CT.
وكانت التجربة الأولى هي أخذ خزعة من قطعة من الموز تم وضعها عميقا في قلب بطيخة وكان الجهاز قادرا بنجاح على أخذ عينة بدقة من قطعة الموز.
إن أخذ الخزعة بتوجيه التصوير المقطعي هو إجراء معتاد في قسم الأشعة من قبل طبيب الأشعة التداخلية للحصول على عينة من نسيج الأجزاء العميقة من أجساد المرضى من أجل تحليلها في مختبر التشريح المرضي للوصول إلى التشخيص النهائي.
ويتم هذا الإجراء حاليا يدويا وينطوي ذلك على مخاطر للمرضى والأطباء في كثير من الجوانب كما يستغرق وقتا طويلا. القضية الرئيسية في هذا الإجراء هو التحكم بعناية في اتجاه إبرة الخزعة حتى لا تجرح أعضاء الجسم الحيوية الأخرى.
وهذه العملية اليدوية مؤلمة للمريض لأن إبرة الخزعة تحتاج إلى تعديل عدة مرات لتصل إلى النسيج المستهدف. وبالإضافة إلى هذه المشاكل للإجراء اليدوي، فإن أخصائي الأشعة التداخلية وفريقه الطبي في حاجة لتكرار الذهاب من وإلى غرفة الأشعة المقطعية في كل مرة يريدون ضبط اتجاه الإبرة أو ضبط عمقها في جسم المريض الأمر الذي يجعل هذه العملية تستغرق وقتا طويلا ويجعلها منهكة للفريق الطبي. بالإضافة إلى هذه السلبيات للإجراء اليدوي هناك أيضا خطر التعرض للإشعاع على المرضى والموظفين الصحيين أثناء العملية. ويساعد الجهاز الذي اخترعه فريق العمل على إجراء العملية بدقة وفي وقت أقصر كما يعمل الجهاز كيد ثانية لأخصائي الأشعة التداخلية الذي يقوم بتنفيذ العملية عن بعد. بالإضافة إلى أنه يقوم بالتحكم بإبرة الخزعة تحت توجيه الأشعة المقطعية مع السيطرة الكاملة عن بعد من قبل الأخصائي من غرفة التحكم الخاصة بالأشعة المقطعية.
ميزة الاختراع الأساسية، إضافة إلى العديد من المميزات الأخرى، هي الحد من الألم للمرضى. فهناك العديد من الطرق التي من خلالها يقوم هذا الجهاز بتقليل الألم: أولا عن طريق مواءمة الإبرة خارج جسم المريض نحو النسيج المستهدف وثانيا باستخدام مسار واحد لكل من حقن إبرة التخدير وإبرة الخزعة. وبالإضافة إلى هذه الإيجابيات، يقوم الجهاز بالحد بشكل كبير من التعرض للإشعاع للمريض وطبيب الأشعة. ومن ضمن إيجابيات الابتكار كذلك هو تقليل وقت هذا النوع من العمليات وبالتالي القدرة على الاستفادة من جهاز الأشعة المقطعية لأغراض أخرى. يذكر بأنه لا يزال هناك عمل مستمر على الجيل الثاني من الجهاز لجعله أخف وزنا وأكثر دقة وأسهل في التعامل معه. وهناك أيضا خطط لجعل هذا الجهاز متوافقا مع جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي.
اترك تعليقاً