الرؤية: أوصت ندوة “التعليم لريادة الأعمال والابتكار” التي نظمتها وزارة التربية والتعليم في ختام أعمالها أمس بالعمل على جعل ريادة الأعمال وتنمية الابتكار محورًا أساسيا في برامج التطوير التربوي خلال المرحلة المقبلة، وتطوير إطار وخطة عمل تنفيذية لتعزيز الابتكار وثقافة ريادة الأعمال، وتطوير البنى التنظيمية والتشريعية التي تكفل بيئة تعلم داعمة للابتكار وريادة الأعمال على مستوى وزارة التربية والتعليم وعلى المستوى الوطني.
كما أوصت بضرورة العناية بالبرامج التي تقدم للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة لتطوير مهاراتهم ورعاية مبادراتهم الريادية، والعمل على توفير الدعم الفني والمالي لتعزيز ريادة الأعمال وتنمية الابتكار في المدارس، والاهتمام بالدراسات والبحوث المتعلقة بريادة الأعمال لتطوير برامج الابتكار وريادة الأعمال، ودراسة أمر اعتبار التعليم المهني أحد البدائل التي يمكن أن تسهم في تعزيز برامج ريادة الأعمال في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي.
وفي ما يتعلق بالمناهج اقترحت الندوة تضمين المناهج العمانية المعارف والمهارات والاتجاهات اللازمة لتطوير ثقافة ريادة الأعمال والابتكار على أن تكون عملية المراجعة والتقييم شاملة لكافة الصفوف والمواد المدرسية بحيث يتم ذلك انطلاقا من المشاريع والبرامج التربوية التي يجري تنفيذها حاليا وفي مقدمتها مشروع تطوير المناهج، والتركيز على تنمية السمات الشخصية اللازمة لتنمية القدرات الابتكارية والريادية لدى المتعلمين، وتزويد المتعلمين بالكفايات التقنية اللازمة للنجاح في عالم العمل، وربط خبرات التعلم التي تتضمنها المناهج المدرسية بطبيعة النشاط الاقتصادي في السلطنة والحاجات الفعلية لسوق العمل، والعمل على جعل العلوم والرياضيات والهندسة والتكنولوجيا محاور أساسية في المنهج المدرسي لتنمية القدرات الابتكارية وريادة الأعمال، وتطوير إجراءات التقويم لتكون جزءًا رئيسيًا من عملية التعلم لتطوير القدرات الابتكارية وريادة الأعمال، وتطوير سياقات التعلم غير الرسمية(Informal learning) لتكون جزءًا محوريًا من إعداد المتعلم للريادة والابتكار، وتوظيف الأنشطة اللاصفية كمكون أساسي من برامج المدرسة لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال، وتخطيط خبرات تعلم تضمن التطبيق العملي للكفايات اللازمة لتنمية الابتكار وريادة الأعمال.
وفي الجزئية المتعلقة بإعداد المعلم لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال تم التأكيد على أهمية تدريس ريادة الأعمال لمعلم ما قبل الخدمة على أن تراعى الحاجات الخاصة بمهنة التعليم والأدوار المتوقعة من المعلم في تنمية التفكير الابتكاري وريادة الأعمال، وتوفير فرص للتطبيق العملي إلى جانب المداخل النظرية، وتطوير كفايات المعلمين أثناء الخدمة في مجال تنمية القدرات الابتكارية ونشر ثقافة ريادة الأعمال انطلاقا من مشروع إعداد وبناء معايير المعلمين، وتصميم برامج تدريبية ذات جودة لتنمية كفايات المعلمين في تنمية القدرات الابتكارية وريادة الأعمال، وتصميم برامج تدريبية ذات جودة لأخصائيي التوجيه المهني ومعلمي المهارات الحياتية لتعزيز قدراتهم في إدارة المشاريع الطلابية المرتبطة بريادة الأعمال، وتطوير كفايات المشرفين التربويين والإداريين لمتابعة توفير بيئة تعلم لتنمية القدرات الابتكارية وريادة الأعمال.
وفي محور المبادرات والمشاريع أشارت مخرجات الندوة إلى تقييم التجارب والمبادرات الدولية الرائدة ذات الصلة بتمكين المدارس من تنمية الابتكار وريادة الأعمال ودراسة مدى ملاءمة تطبيقها في السياق التربوي بالسلطنة، والعمل على جعل المشاريع والبرامج والمبادرات ذات الصلة بريادة الأعمال مكونًا أساسيًا للتطبيق العملي في المدارس، والعمل مع صندوق الرفد لتطوير الإجراءات اللازمة لتقديم قروض ميسرة لمشاريع ريادة الأعمال التي يقدمها الطلاب، وتبني أفكار الطلاب ومشاريعهم الريادية بالمستوى الذي يكفل تطبيق هذه المبادرات والتوسع فيها، وتعزيز قدرات المدرسة في بناء حاضنات لرواد الأعمال بما يكفل ترجمة الأفكار إلى مشاريع منتجة، وتطوير جائزة تمنح سنويا على مستوى المحافظات وديوان عام الوزارة لأفضل مشاريع ريادة الأعمال التي يتقدم بها طلاب المدارس.
وفيما يتعلق بالعمل مع الشركاء أشارت مخرجات الندوة إلى وضع تشريعات لضمان التكامل بين مختلف مؤسسات المجتمع في تعزيز ثقافة ريادة الأعمال ومن بينها تطوير مساهمة القطاع الخاص في رعاية مبادرات ريادة الأعمال بالمدارس كجزء من التزام هذا القطاع في إطار المسؤولية الاجتماعية، وتوعية الأسرة لممارسة دور نشط في تشجيع الأبناء على تبني أفكار ريادية وتطوير اتجاهات أولياء الأمور نحو ريادة الأعمال، وتفعيل دور وسائل الإعلام وتجويد المحتوى الإعلامي الذي يقدم للطلاب وعموم شرائح المجتمع لتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، وأخيرًا العمل مع مؤسسات القطاع الخاص لتنظيم برامج لطلاب المدارس والدارسين في برامج التربية الخاصة ليتعرفوا من خلالها على بيئات العمل.
أهداف الندوة
وهدفت الندوة إلى التعرف على تجارب السلطنة والدول العربية والأجنبية والاستفادة منها في مجال التعليم وريادة الأعمال والابتكار، حيث تحضرها إحدى عشر دولة من مختلف دول العالم بمشاركة من منظمة اليونسكو والبنك الدولي والمنظمة العربية والمجلس الثقافي البريطاني والاتحاد الأوروبي ومكتب التربية العربي لدول الخليج، والتي قدمت خلالها ثلاث وخمسون ورقة عمل من ضمنها أوراق وتجارب قدمت من قبل الطلاب المشاركين.
وتناولت ورقة عمل اليوم الختامي مجموعة المحاور المختلفة، ومنها ” ملتقى مسقط للشباب “والتي قدمها صاحب السمو السيد فيصل بن تركي آل سعيد حيث قال: ملتقى مسقط للشباب إحدى المبادرات التي تنظمها “إثراء” سنوياً بالتعاون مع الجهات المختصة، والتي تسعى من خلالها لإبراز أهمية إشراكالشبابوتفعيلدورهم فيالمجتمعوتوظيفطاقاتهمللمشاركةفي مختلفالقطاعاتالتنموية،ومنهاالريادةفيالأعمال التجارية،والابتكار،والإبداع،ووسائلالإعلام الاجتماعية والرقمية،وذلكمنخلالالعملعلى تشجيعالنقاشوالحوارالثقافيوالعلمي بينالشباب، وترويجثقافةالبدءفيالأعمالالتجارية، والعمل على تطويرالمعرفةالرقميةوالإلكترونية، وتشجيعالشبابعلىممارسةالأنشطةالإبداعية وحثّهمعلىتوسيعمجالاتتفكيرهم، بالإضافة إلى اختبارالأفكارالجديدةوالتحليبروحالإبداع. وقدلاقىملتقىمسقطللشباباستحسانًاوقبولاًمنمختلفمؤسساتالقطاعالعاموالخاصوعلىمستوىالمشاركينعلىمدىخمسةأعوام،حيثتمّتدشينالمبادرةفيعام2009م، والملتقىعبارةعنبرنامجيستمرلمدةخمسةأيام،شاركفيهألفطالبوطالبةمنمختلفالمؤسساتالتعليميةمنداخلالسلطنةوخارجهاوالتيتتراوحأعمارهممابين18إلى24عاماً. تم إطلاق البرنامج التدريبي ريادة في عام 2013م، ويأتي البرنامج تأكيداً على أهداف ملتقى مسقط للشباب في تنمية مواهب الشباب وصقل مهاراتهم، حيث يتم إلحاق عدد من الطلاب المشاركين بالملتقى في برنامج تدريبي في عدد من الشركات وذلك بهدف صقل مهارات الطلاب وإعدادهم للمرحلة القادمة عند الالتحاق بسوق العمل.
ثقافة ريادة الأعمال
كما حملت الورقة الثانية عنوان “دور المسؤولين في غرس ثقافة ريادة الأعمال في المؤسسات” والتي قدّمها طوني ميدهيرست وقال فيها: لكي يمكن تحقيق ثقافة تنظيمية تهدف إلى رعاية وتعزيز ريادة الأعمال يجب على القادة وضع استراتيجية واضحة لتحقيق ما هو مشترك ومفهوم من قبل الطلبة والمعلمين على حد سواء. وفي كلية هارو أدى التنفيذ الناجح لاستراتيجية “المبادئ الثلاثة” إلى تحقيق هذا الهدف. ومن خلال التركيز على دمج مفاهيم ريادة الأعمال وقابلية التوظيف تمكنت الكلية من التحول من طريقة موحدة عبر المؤسسة باستخدام وسائل محددة لزيادة التوعية والتعلم، إلى نموذج تفصيلي يلبي احتياجات الكثير من المجالات المتنوعة للمناهج، من الناحية الأكاديميّة والمهنيّة. وبالتالي يتم حالياً تطوير أنظمة بيئية تقود إلى ريادة الأعمال لمصلحة الطلبة والمجتمعات المحلية. المبدأ الذي يقوم عليه تنفيذ البرنامج هو الشمولية – من الضروري توفير الفرصة للجميع للاستفادة. وبالتالي تتراوح أنشطة الريادة من تحدي كلية هارو للأعمال الخيرية القائم على أساس مبادئ الريادة الاجتماعية، وصولاً إلى تأسيس مؤسسة تنشط داخل حرم الكلية. على سبيل المثال، توجد حالياً خبيرة ريادة أعمال مقيمة في مجال تصفيف الشعر والتجميل توفر المساندة في مجال تخطيط الأعمال والأنشطة إلى الطالبات أساساً الراغبات في تأسيس أعمالهن الخاصة بعد التخرج. وبصفتها من أوائل المتبارين في المهارات العالية تقدم المساندة إلى الطالبات في مجال مسابقات المهارات. إلا أنّ الروح الحقيقية للطريقة الشمولية تظهر بوضوح من مجموعات الطلبة من أصحاب الاحتياجات التعليمية الخاصة الذين تمكنوا من تشغيل وإدارة 3 مؤسسات ناجحة في الموقع، ويقدمون المساعدة في مجالات أخرى من المناهج بحيث يمكن توصيل منتجاتهم إلى المجتمعات المحلية، وبهذا تتعزز مهارات التوظيف للطلبة بحيث أصبح بإمكانهم الحصول على عمل بعد التخرج.
مؤسسات المجتمع المدني
كما حملت ورقة أسامة يوسف غنيم عنوان ” نحو مجتمع ريادي- دور مؤسسات المجتمع المدني- لبنان ” وجاء فيها: إن الهدف الأسمى للتربية هو “إعداد المواطن الصالح المؤمن والقادر على التفاعل مع محيطه ومجتمعه، المبتكر والفاعل في الاقتصاد والمساهم في تحقيق عيش كريم” من هنا انصب عمل التربويين على إعداد المناهج والبرامج لإدماج المفاهيم المختلفة التي تساهم في تحقيق هذا الهدف. وما التعليم للريادة إلا أحد هذه المفاهيم المهمة التي سعى التربويون لإدراجها في التعليم لما لها من دور في صقل وعي الطلبة وتنمية حسّهم الاجتماعي والاقتصادي، وهي تساهم في إعداد جيل جديد من الطلبة قادر على ريادة وتأسيس المشاريع الجديدة، ولطالما سعت الحكومات إلى أن تكون مجتمعاتها متطورة ورائدة، ولكن يبقى السؤال هل من الممكن الاتكال فقط على “التعليم للريادة” لتحقيق هذا الغرض؟ ومتى سيتم ذلك؟ وهل من سبل أخرى؟ وما هي؟ وكيف يمكن تسخيرها؟ إننا على يقين أن التعليم للريادة لن يؤدي الغرض المطلوب منه من غير الدعم المجتمعي له ومن غير أن يعي المجتمع أهمية الريادة وأهمية التعليم للريادة.
ذوي الاحتياجات الخاصة
كما ناقشت ورقة عمل الدكتورة مها العاني – وأسعد العطار ” ريادة الأعمال وذوو الاحتياجات الخاصة” حيث تعد الريادةمنالتوجهاتالمهمةلأيمجتمعيجبالتركيزعليهاوتنميتها، وقد أولت سلطنة عمان الشباب ذوي الإعاقة أهمية بارزة بإشراكهم في تحقيق متطلبات التنمية الشاملة في مختلف نواحي الحياة، ومنها مشاركتهم في الحياة الاقتصادية، إذ يشكّل الشباب من هذه الفئة عماد الأمة ومستقبلها في بناء المجتمع وتقدمه، ومن اللازم أن يساهموا في العملية التنموية على قدم المساواة مع أقرانهم الأصحاء، وقدرتهم على المشاركة في التنمية بجميع جوانبها لأداء دورهمفيدفعاقتصادياتبلادهمللأمام. وقد اهتمت الدول المتقدمة والنامية على حدٍ سواء في رعاية وتشغيل ذوي الإعاقة بتوفير الخدمات المتكاملة لهم للاستفادة من كافة الطاقات المعطلة لديهم وذلك بتأهيلهم وتشغيلهم بما يتناسب وقدراتهم الجسمية والعقلية والحسية لاستعادة قدرتهم على العمل والإنتاج وتوفير الأمن الذاتي والاجتماعي لهم. وأظهرت الأبحاث الحديثة حول الإعاقة والتنمية أن الشباب ذوي الإعاقة هم من أهم الموارد البشرية غير المستثمرة في المجتمع. وتقدر الخسارة العالمية في الناتج المحلي الإجمالي الناجمة عن عدم مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة الاقتصادية بتريليوني دولار أمريكي يوميا، أما في البلدان الآسيوية والإفريقية فإن إقصاء هذه الفئة عن فرص العمل أدى إلى خسائر تراوحت نسبتها بين 3 و5 % من الناتج المحلي الاجمالي. ونظراًلأهميةهذه الفئة،والتي يجبأنتكرسكأداةفاعلةفي إثارة اهتمامهم وتوجيههمنحوخيارالأعمالالريادية للمؤسسات الصغيرة،وفيظلبيئةعالميةتتغيربشكلسريع،لذلكينبغي دراسةكلالعواملوالمؤثراتالبيئيةالاقتصاديةوالاجتماعيةالمتعلقةبها لمعرفةمدى مساهمتهافيتحفيزالشباب ذوي الإعاقة علىريادةالأعمال الصغيرة ،والوقوف على جوانب القصور الذييحيط بهذهالعواملومحاولةتقويمهاودعمهامنخلالالسياساتالملائمة التي تصب في تطوير الاقتصاد الوطني وزيادة الإنتاج … وهنا تكمن مشكلة البحث وعليه كانت هذه الدراسة.
قالوا عن الندوة
في البداية حدثتنا محفوظة بنت محمد بن خميس الناصرية مدربة ابتكار وريادة في برنامج دعم الابتكار التعليمي وهو برنامج مشترك بين وزارة التربية والتعليم ومجلس البحث العلمي، نركز في هذا البرنامج على تمكين الطلاب من مهارات البحث العلمي والريادة والابتكار، ومن أهم الأنشطة التي نقوم بها، هو تدريب الطلبة في مجال ريادة الأعمال، ومثل هذه الندوات قدمت دافعا كبيرا في العمل على نشر ثقافة ريادة الأعمال والابتكار بين الطلبة.
أضافت: ما نتأمله أن يقدموا لنا الدعم والمساعدة في أن تكون ريادة الأعمال جزءا مهمًا من العمليّة التعليمية، وتركيزها كتعليم وريادة في المدارس، والعمل على إيجاد أفضل الطرق والوسائل التي تتناسب مع النظام التعليمي، والاهتمام بوعي ولي الأمر على الطالب، بحيث أن يكون مساعد ومحفّز له في القيام بخلق عمل تجريبي له من خلال اكتساب مهارات ريادة الأعمال، وقد تكون سببا في خلق اتجاهاته في المستقبل حتى حين يكبر يكون هو رئيس نفسه من خلال قيامه بإنشاء شركته الخاصه، كرائد أعمال في مشروعات صغيرة ومتوسطة.
وتابعت: نحن في حدود الظروف المتاحة لنا نقوم بعملية الورش التدريبية لطلبة، ونستغل أوقات فراغهم في المدارس في تقديم الورش وتدريبهم، وتعريفهم بريادة الأعمال، والكيفية التي يبدأون بها مشروعاتهم الصغيرة، إلى جانب العمل على دمج الأفكار الابتكارية لديهم ليصلوا في النهاية لميزة تنافسية في فكرة معينة تكون الانطلاقة الحقيقية له بمشروع ريادي يبدأ من المدرسة، كما نقوم أيضًا بتدريبهم على أهم التقنيات التي يحتاجون لها بحيث إنّهم يقومون بعمل خطة التسويق وينفذون دراسة جدوى، ومن ثمّ نبدأ معهم بتعليمهم مهارات الإقناع والتسويق، نتمنى أن يتم إدراجها ضمن المناهج وأن تكون مادة أختيارية على حسب ما طلبوه طلاب ما بعد الأساسي ليكتسبوا مهارات الريادة والابتكار من خلالها.
التعليم الريادي
أمّا لطيفة بنت خميس بن حمد الصوافية إخصائية توجيه مهني بمدرسة عبري للتعليم الأساسي بمحافظة الظاهرة فتقول: الندوة مهمة جدا بالنسبة لمستقبل التعليم الريادي في سلطنة عمان، وذلك تماشيًا مع التوجيهات السامية والاهتمام بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الوقت الحالي، ومتطلبات السوق العالمي أيضًا في مجال الريادة، دائمًا ما يكون الطموح كبيرا حول منتج مختلف عما هو مألوف، وأيضا شخصيات ريادية في هذا المجال. في الوقت الحالي نحن نمتلك أفكارا ريادية كثيرة لدى الطلاب ولكن ينقصهم الشيء الكثير حتى يصلوا إلى الريادة العالمية في الوقت الحالي، من بينها مهارات صقل الشخصية الريادية، والخبرة الأكاديمية في مجالات مختلفة المشاريع الريادية بحاجة لها في المستقبل القريب والحالي والبعيد.
وأضافت: نحن بحاجة إلى دعم الشركات الطلابية أو البرامج الريادية الطلابية، بالإضافة إلى ذلك توفير مختصين لتدريب مثل هؤلاء الطلاب في مجال الريادة وفي مجال المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي بدأ فيها، في الوقت الحالي دورنا كأخصائيي توجيه مهني بحكم طبيعة عملنا واحتكاكنا بالطلاب المباشر يقتصر على عملية التوجيه والتحفيز ومساعدتهم بما نمتلك من قدرات، وبالنسبة لنا كأخصائيي توجيه مهني نحن بحاجة إلى تدريب لتقديم خدمة واضحة بالنسبة لهم، وفي مجال البرامج التي من شأنها أن تخدم المشاريع الطلابية.
المعوقات والعقبات
من جهته قال علي بن سالم بن سيف الزيدي رئيس قسم التوجيه المهني بمحافظة البريمي: تعتبر هذه الندوة عملا مهما جدا؛ حيث تم من خلالها إيضاح أهمية ريادة الأعمال من حيث توفير فرص عمل للباحثين عن عمل، وأهمية الريادة للطالب، وتساهم الندوة بشكل كبير في نشر ثقافة ريادة الأعمال وتساعد العاملين في مجال ريادة الأعمال على التغلب وتجاوز المعوقات والعقبات التي تصادف طريق نجاحاتهم، ومن خلال ذلك تتضح لنا العوامل التي تسهم في كون الطالب رائد عمل في المستقبل، في المحافظة نمتلك العديد من الشركات الطلابية في معظم مدارس المحافظة، بإشراف من إخصائي التوجيه المهني، وهذه الشركات تحتاج إلى الدعم المادي بجانب الدعم الفني الذي يقدمه الأخصائي بالتعاون مع غرف التجارة والصناعة بالمحافظة.
دور أخصائي التوجيه المهني بشكل خاص يتمحور حول تعزيز مفهوم ريادة الأعمال ويكمن في توفير البيانات والمعلومات في هذا المجال، والتعاون مع الجهات المختصة في هذا الجانب والعمل على صقل مواهبهم، والعمل على استقطاب أصحاب المشاريع إلى المدارس وعرض تجاربهم في هذا المجال لتكون لدى الطلاب قدوة يمضون عليها في تكوين شركاتهم الخاصة ومستقبلهم المنتظر في ريادة الأعمال.
كما ذكر سالم بن علي بن سعيد المهري مشرف إداري بمحافظة ظفار أن الندوة تعتبر من الندوات المهمة والتي جاء توقيتها مناسبا مع بدء العام الدراسي الجديد، فهي تسعى إلى توجيه الطلاب للتعليم الريادي الذي يتمثل في التوجه إلى سوق العمل، ومن الواضح أن التحضيرات كانت مسبقة ومخطط لها لأنها اشتملت على ورقات متكاملة تتناول مختلف الجوانب الريادية والاهتمامات المستقبلية للطالب، وفي حقيقة الأمر بات المنهج بحاجة إلى تقديم مفهوم الريادة وتعزيز أهميته من خلال مناهج متكاملة، ومن وجهة نظري أنّ الوزارة تستطيع دعم هؤلاء الطلاب من خلال صناديق الرفد، وخلق تعاون معها من خلال تقديم من 1000 إلى 3000 ريال للطالب لبدء مشروعه وهو ما سيعزز في داخله الحس الاقتصادي في المستقبل، والذي يتم من خلاله خدمة نفسه والمجتمع.