الوطن: تصدر طلبة جماعة الخليل للأدب بجامعة السلطان قابوس المراكز الأولى في الملتقى الأدبي العشرين للشباب، وقد تم الإعلان عن نتائج الشعر الفصيح، حيث حصل الشاعر طلال بن سليّم النوتكي خريج كلية التربية بالجامعة على المركز الأول بقصيدته “على أرق القصيدة نمشي” وحصل الشاعر علي مال الله الكمزاري طالب بالجامعة على المركز الثاني بقصيدته “نبوءة ما”.
أما في الشعر الشعبي فقد حصل الشاعر حمود المخيني خريج الجامعة على المركز الأول بقصيدته “رحلة” وحصل الشاعر هيثم بن جمعه البلوشي طالب بكلية الهندسة على المركز الرابع بقصيدته “وجع”.
كما تم الإعلان عن نتائج القصة القصيرة، حيث حازت القاصة أسماء بنت سعيد الشامسية طالبة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بالجامعة على المركز الأول بقصتها “مهزلة” وحاز القاص حمد بن عبدالله المخيني طالب بكلية العلوم بالجامعة على المركز الثاني بقصته “الباب يغلق الآن”.
وفي الشعر الفصيح يذكر صاحب المركز الأول طلال النوتكي أن مشاركته في الملتقى حدثَت بمحض الصدفة ولم يهيئ نفسه لذلك مشيراَ “كان في يدي نصّ يقنعني، وأرسلته للمشاركة فحدث ما حدث” ويؤكد “كل ما أستطيع قوله هو أني أعمل في الإطار الزمني البعيد الممتد لتطوير تجربتي الشعرية، ذلك من خلال القراءة المستمرة لأشعار الفحول من الشعراء، أعني بذلك القراءة الجمالية التي أبحث فيها عن مواطن الجمال في الأشعار، وأنغمس فيها حتى أخرج مبللاً ولو ببعض القطرات”، وعن سعادته بالفوز يعبّرطلال: “ما يجعلني سعيدًا ليس شعور السعادة لنفسي ولكني سعيدٌ جدًا لأجل أمي، كنتُ سعيدًا حينَ أعلمتها بفوزي، السعادةُ لا قيمة لها إن لم نشارك بها أحبتنا” كما يعتبر نفسه مسؤولا بحصوله على المركز الأول قائلا “من يحصل على ما حصلت يراهن عليه أن يكون سبّاقا خلّاقًا وأن يكون في القادمِ أكثر جمالاً وأن يبقي على الجذوة مشتعلةً”، ويؤكد أن المنافسة بالنسبة له هي مع نفسه فقط مبيناَ “كل مرة أكتب نصًا أجعله منافسًا لما سبقه من نصوص، وأحتفل بالنصرِ حينها، أما المنافسة التي أجبرنا عليها فهي محبة وتكامل بين المشاركين، لا أحد منا يشعرُ أنه منفصل عن الآخرين! كلهم أنا”، وعن مستقبله في الشعر يتحدث طلال فيقول “سأستمر على ما أنا عليه من القراءة والكتابة ومحاولة خلق جديد، سأسعى لإنضاج تجربتي الشعرية على نار باردة، الشيء الذي قد أضيفه لإثراء نفسي أكثر هو أن أتواصل بشكل أفضل مع الناضجين شعريًا لأتعلم منهم الطريق ثم أسلكه”.
وفي الشعر الشعبي يقول هيثم البلوشي صاحب المركز الرابع “كان لدي طموح منذ أولى سنواتي بالكتابة بالتأهل لهذا الملتقى لأن التأهل بحد ذاته يعتبر انجازاً لأي شاعر” معتبرا المسابقات المحلية والاقليمية دافعاً كبيراً للظهور والتفوق ، ويذكر هيثم فضل جماعة الخليل للأدب بتوفير الخبرة والمهارة الكافيتين لتأهيله وذلك من خلال الاحتكاك الذي توفره الجماعة بين أعضائها وعدد من الأسماء اللامعة في مجال الشعر والأدب عموماً، ويضيف “لا أنسى المجهود الشخصي المتمثل في القراءة وتعزيز الجانب المعرفي الذي يصنع مع الموهبة ما يسمى بالإبداع”، وعن شعوره بعد الفوز يؤكد هيثم “يعد الفوز بمثل هذه المسابقات اضافة لأي شاعر وكاتب وأديب بل ويضعه في مرحله حرجة كما يضع على عاتقه مسؤولية أكبر ويفتح أمامه آفاقاً أوسع”، أما عن صعوبات التنافس في المسابقة فيقول “المستويات التنافسية كانت جداً عالية ومتقاربة إلى حد ما، وما كان يفصل بين قصيدة وأخرى هي الفوارق الفنية الدقيقة بالإضافة إلى آراء اللجنة الخاصة بكل قصيدة” معتبراً الجيل القادم أكثر ابداعاً وامتاعاً وتحررا وأنه جيل واع ومحافظ على رونق القصيدة والكتابة بشكل عام، ويؤكد هيثم أنه لا وجود للخطوات المدروسة في مجال الشعر معبراً “الجو هو جو صنع الفرص والتقاط ما يمكن منها لأننا إلى الآن لا نحظى بمصنع حقيقي للأدباء من الممكن أن يوفر لهم بيئة مستقبلية متكاملة”.
وتذكر القاصة صاحبة المركز الأول أسماء الشامسية: “منذ الملتقى الماضي في خصب عقدتُ النيّة على الكتابة أكثر وتدربت على كتابة نصوص كثيرة كان من بينها النص الذي فاز في هذا المُلتقى والذي كان آخر ما كتبت”، وتمتلك أسماءالشامسية إحساسا كبيرا بالرضا وتقول “ثمة شعور بالصدمة وعدم التصديق ولكن خفف من ذلك حسم النتيجة منذ اللحظة التي ألقيت فيها النص، فقد بدا واضحا من خلال نقد لجنة التحكيم وانطباع الأصدقاء أن النص سيفوز بمركز متقدم”، وعن الصعوبات التي واجهتها تؤكد “إن مجرد اطلاعي على قائمة النصوص المتأهلة فوجئت بالأسماء لما لها من حضور مستمر وانتشار أدبي على مستوى مسابقات خليجية ومحلية ولقد كان صعبًا المفاضلة بين قوة نص وآخر من الوهلة الأولى لقراءة عنوان النص” وتضيف أسماء أنها المحت استحقاق نصها للفوز ولا يعني هذا أن النقد كان خاليا من أي ملاحظات سلبية بل انتقدت على مستوى المكان الذي يعتبر أحد أهم عناصر القصة وعدم وضوحه في السياق السردي، وعن خطواتها القادمة تلمح أسماء الشامسية للملمة التقطيعات والنصوص في مدونة متكاملة بالإضافة إلى مزيد من التدوين الالكتروني.
أما حمد المخيني صاحب المركز الثاني في القصة القصيرة فيهدي فوزه لجماعة الخليل للأدب التي يعتبرها سببا في فوزه، وهو يحرص سنويا على المشاركة حيث تعد هذه المشاركة الثالثة على التوالي، وكان قد حصل على المركز الثاني في السنة السابقة، ويقول المخيني “المنافسة كانت حامية والكتّاب المشاركون كانوا ممن يمتلكون أقلاما نابغة ومثقفة، فبعد أن انتهت قراءات النصوص جميعها استطعت تخمين مستوى نصي من بين تلك النصوص وتوقعت له مركزا متقدما لأنني دائما أثق فيما أكتب”، ويذكر المخيني أنه قريبا سيتم نشر مجموعته القصصية الأولى والتي ستضم عدد أربعة عشر نصا قصصيا قصيرا تناقش مواضيع متنوعة من واقع المجتمع المحلي حيث أنها تحت المراجعة والتدقيق وستتم طباعتها قريبا.
وكانت فعاليات الملتقى الذي تقيمه وزارة التراث والثقافة بكلية العلوم التطبيقية بالرستاق قد استمرت في الفترة من 24 إلى 28 أغسطس 2014م، حيث كانت لجنة التحكيم تتابع إلقاءالمتسابقين لنصوصهم أمام الجماهير طوال فترة أيام الملتقى الذي ينظم سنوياً والذي يهدف إلى رفد الساحة الأدبية بشعراء الشعبي والفصيح والقاصين.