الرؤية: نقشتْ بقلمها الرصاص أجمل الرسومات والحكايا، واستهوت الرسم حتى عشقته وسكن روحها.. هي سهام بنت خلفان بن حمد الدرمكية، طالبة أنهت سنتها الأولى بجامعة السلطان قابوس في تخصص الفنون التشكيلية. وكان الرسم طموحها منذ البداية، وحققت ذلك الطموح بأن أضحى تخصصًا تدرسه، ودمجت هوايتها بدراستها وأخرجت أروع اللوحات، ويظهر فيض الأمل الذي يملؤها جليا في تحقيقها إنجازات كثيرة في حياتها الفنية، وتطمح لأن تكون فنانة تشكيلية معروفة على مستوى السلطنة، ولم تنس فضل من دعمها حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن.
تروي سهام بنت خلفان بن حمد الدرمكية بدايتها مع فن الرسم بقولها: لم أكن أهتم للفن في البداية، فقد كان الفن بالنسبة لي مجرد هواية تملأ وقت فراغي. وفي الصف السابع بدأت الرسم حيث كان رسمي عبارة عن كاريكاتير لتسهيل مادة الرياضيات، وفي الصف الحادي عشر تركت الرسم نهائيا، ولكنني سرعان ما عدت إليه في الصف الثاني عشر؛ فاتجهت في تلك المرحلة للرسم الواقعي مثل رسم الطبيعة، والرسم الصامت، ورسم الوجوه، أما حاليا أرسم الوجوه بقلم الرصاص وتركت رسم الطبيعة. الرسم كان في البداية طموحي وحاليا تخصصي.
وتذكر الدرمكية مساهماتها، وإنجازاتها في هذا المجال بقولها: عملت في الصف العاشر كتيبًا به رسوم كاريكاتيرية تسهل بعض مسائل مادة الرياضيات التي يجد الطالب صعوبة في فهمها مما لاقى استحسان معلمات الرياضيات في مدرستي ولله الحمد، وشاركت به في التنمية المعرفية وفي نفس السنة ولنفس العمل شاركت في يوم الإحصاء والرياضيات بجامعة السلطان قابوس لنفس الدفتر الكاريكاتيري، وفي سنتي الدراسية الأولى بالجامعة حصلت على المركز الثاني في مسابقة الأسبوع الفني الخامس. كما شاركت في مسابقة بالمملكة العربية السعودية، ومؤخرا حصلت على المركز الأول في إحدى المسابقات بالسلطنة.
وتحدَّثت الدرمكية عن الدعم الذي حصلت عليه حتى وصلت لما هي عليه الآن: في بداية أمري كان أكبر داعم لي أختي فاطمة معلمة رياضيات، فقد كانت تشجعني على الرسم وتبسيط مادة الرياضيات، ثم قامت الأستاذة سحر معلمة مادة الفنون التشكيلية بدور كبير في تطوير موهبتي ورسم الأشكال بدقة. وأيضا أخي نبهان قام بتشجيعي وتعليمي، أهلي بشكل عام هم الداعم الأساسي لي في هذا المجال، وكذلك عند دخولي جامعة السلطان قابوس تلقيّت الدعم من الدكتورة فخرة.
وعن التحديات التي واجهتها، تقول الدرمكية: معظم صديقاتي وأقربائي يظنون أن الفن لا قيمة له، ولن أجني منه أي فائدة، وغير مُقتنعين بهذا التخصص، ويصفونه بأنه تخصص غير مرغوب به في السوق، ونصحوني كثيرا بتغيير تخصصي. ومن التحديات الأخرى التي واجهتها أن رسمي لم يكن دقيقا، فأجد صعوبات في الأبعاد والأطوال والدقة، ولكنني أصررت على البقاء في تخصصي لأنني سأستفيد منه في تطوير موهبتي ولن أخسر شيئا إذا درسته، وكثفت التدريب والمحاولة في ضبط الأبعاد وقد نجحت في ذلك ولله الحمد. وتضيف: كل فنان له طريقته وأسلوبه الذي يميزه عن غيره، وبالنسبة لي فأحاول أن أكون مميزة في رسمي، بحيث أرسم الوجوه قريبة من الواقع إلى حد كبير من خلال اهتمامي برسم التفاصيل الدقيقة.
وتصف الدرمكية شعورها تجاه فن الرسم، قائلة: الرسم فن جميل ولا أستطيع التخلي عنه، فقد أصبح جزءًا مني ويصعب علي تركه، الرسم كالكتابة أو القراءة هو وسيلة للتعبير وطرد الهموم، وبإمكان الرسام أن يخدم مجتمعه من خلال رسم أشياء توجيهية أو كاريكاتيرية نافعة، ومن خلال الرسم يمكنه معالجة بعض الظواهر السلبية المتفشية في المجتمع كالتدخين والعبث بالمرافق العامة والتهور في قيادة السيارة…وغيرها من المواضيع المهمة.
وعن طموحاتها، تقول: طموحي لا حدود له وهو يتغير عامًا بعد عام، فعندما كنت في المدرسة؛ كان طموحي أن ينضم اسمي لجامعة السلطان قابوس وأكون أحد طلابها، وعندما تحقق طموحي الأول طمحت إلى أن أضع بصمتي في جامعتي، والآن أطمح لأن أكون فردا رائدا علميا وفنيا على مستوى السلطنة، ولا أعلم إلى ما سيقودني الطموح مستقبلا.
وتوجِّه الدرمكية نصيحة لكل من يملك موهبة الرسم، ولا يزال في البدايات، قائلة: لا تيأس مهما واجهتك مختلف التحديات كفنان، واعلم أنها البداية لمستقبل أجمل. وتضيف: أرغب في أن أوضح أن الفن لم يخلق عبثا، بل خُلق الفن لكي تَُخلق العلوم الأخرى، ولابد للمجتمع أن يعي أهمية الفن قبل أن يحكم على الفنان بأنه شخص مجنون وما يفعله هباء.