• Home
  • الإبداع والتألق
  • المهري يُوظف مهارات التواصل في تمثيل السلطنة بمشروع خيري تعليمي بإثيوبيا

المهري يُوظف مهارات التواصل في تمثيل السلطنة بمشروع خيري تعليمي بإثيوبيا

الرؤية: تراكمتْ أحلام وطموحات الزبير أحمد محمد ثوعار المهري؛ بدءا من مدرسة صلالة الخاصة وأنشطة جمعية المرأة العمانية، قبل أن ينتقل إلى الدراسة بالأردن لثلاث سنوات، ثم العودة مجددًا لاستئناف دراسته بمدارس ولايتي شليم وثمريتى، وفي كل مراحله التعليمية، كان حريصًا على تطوير قدراته على ممارسة هواياته ورفد معارفه في سبيل دعم مهاراته في التواصل مع زملاء من مختلف الثقافات، وهو ما وفَّرته له مشاركته في برنامج “رواد تكاتف”.

أنهى الزبير المراحل التعليمية التربوية بالسلطنة في العام الدراسي 2012/2013، ودَرَس بالمرحلة الثانوية بالتزامن مع مشاركته في منافسات برنامج “رواد تكاتف” لمدة سنتين، ورُشِّح بعدها لبعثتين دراسيتين مُقدَّمتين من وزارة التعليم العالي وبرنامج “رواد تكاتف”.

ورافق الزبير 9 من الزملاء الدوليين في بعثة “رواد تكاتف”، إلى واحدة من أقوى المدارس الداخلية المستقلة عالميا وهي مدرسة (Gordonstoun)، التي أنشئت قبل 80 سنة، من قبل الرائد (Robert Gordon)، في مقاطعة (Moray) في أقصى شمال اسكتلندا في أرض مملوكة بالكامل للمدرسة مساحتها 150 هكتارا منذ القرن السابع عشر، وتشمل 9 بيوت داخلية. وتصنَّف المدرسة ضمن فئة الهيئات المشتركة المتفرعة تعليميا، ويدرس بها نحو 100 طالب بنظام الدراسة المعتاد، ويبقى فيها نحو 500 طالب بالنظام الداخلي، وتتراوح أعمارهم جميعا بين الثامنة و18 سنة. وسكن الزبير في البيت الداخلي (Round Square) مع 60 زميلا من شتى أنحاء العالم، في مدرسة تعمل بمنهج تعليمي فريد، والتي دَرس بها أفراد العائلة الملكية الإنجليزية.

وفي أواخر نوفمبر الماضي، وخلال الفصل الدراسي الأول، لاحتْ للزبير فرصة للمشاركة في مشروع خيري خدمي بإحدى الدول المنكوبة -ومنها: تايلاند وإثيوبيا وتشيلي وكمبوديا ورومانيا- ضمن رحلات العمل المدرسية، بالتعاون مع منظمة (Wind ,Sand &Star).

وتمكن الزبير من الحصول على فرصة المشاركة في مشروع خيري في إثيوبيا بعد أن تقدم لخوض المنافسات بين الراغبين في المشاركة في هذه النوعية من المشروعات المدرسية.

وبعد أن ضَمِن الزبير فرصة المشاركة في المشروع، خاض تجربة مميزة في سبيل جمع التبرعات المالية اللازمة لتنفيذ المشروع بإحدى القرى النائية في شمال إثيوبيا، ولجأ إلى أكثر من وسيلة لجمع التبرعات خلال فترة 6 أشهر حتى تمكن هو وزملاؤه من جمع المبلغ المطلوب.

وساهم الزبير مع زملائه في تحديد أهداف المشروع بعد إتمام التجهيزات والإجراءات اللازمة للذهاب إلى موقع المشروع وبدء العمل، وحرصوا على التأكيد فيما بينهم على ضرورة الالتزام بعدد من القيم والمبادئ التي يسعون إلى نشرها في المجتمع المدني بالقرية المحددة.

ومن بين زملائه، كان الزبير حريصًا على الانتباه إلى تمثيله قيمَ ومبادئ المجتمع العماني بصفته عربيا مسلما، أمام باقي زملائه الذين ينتمون إلى ثقافات غربية متنوعة، فضلا عن ممثلي مجتمع القرية الإثيوبية التي يدين أهلها بالمسيحية الأرثوذكسية.

وشارك الزبير -خلال فترة المشروع- في تطبيق خطة عمل ذات أبعاد فكرية وثقافية واجتماعية.. مُضيفا إليها من جانبه لمحات من الأخلاق الإسلامية بغرض تصديرها إلى الفئات المستهدفة بحسن المعاملة؛ لتعديل الصورة النمطية السلبية عن الإسلام والمسلمين في عين زملائه ومعلميه، وكذلك فئات المجتمع المدني بالقرية، من خلال نقاشات موضوعية في إطار من السماحة والود المتبادل؛ حيث عرض الزبير ملامح عن تعاليم الإسلام وبعض الفروض؛ مثل: كيفية الوضوء والصلاة والصوم، وحاول في حدود معرفته الإجابة عن كل الأسئلة والاستفسارات المطروحة من قبل زملائه وأهل القرية.

وفي سبيل إظهار الود المتبادل بين أعضاء الفريق وأهل القرية، أقبل أعضاء الفريق على تناول اللحوم الحلال لشاة مذبوحة وفق الشريعة الإسلامية، كما تبنى البعض طريقة الوضوء في غسلهم اليومي، والسعي إلى الإقلاع عن التدخين، وبلغ محبَّة وتقبل أهل القرية لممارسات الزبير إلى مخاطبة بود “يا عربي”، خصوصا وأنه بادلهم الود بإقباله على التعرف على أبجديات لغتهم التي هي فرع للغات السامية، ووجد فيها تشابها كبيرا مع لغته “المهرية”.

Image