الخليج: رفضوا الاستسلام، وقهروا المستحيل، ولم تمنعهم الإعاقة من تحقيق أحلامهم في التفوق والإبداع والتميز في العلم والحياة، “الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة” نجحوا، بفضل الله، سبحانه وتعالى أولاً، وبقوة الإرادة ورعاية واهتمام قيادة الدولة الرشيدة، في كتابة أروع قصص النجاح، ليؤكدوا للجميع أنهم سواسية مع أقرانهم في المجتمع، وشركاء فاعلين في بناء المستقبل .
سمية حارب السويدي، مديرة منطقة رأس الخيمة التعليمية قالت: إن القانون رقم (29) لعام 2006 بشأن حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، هو الأول من نوعه على مستوى الدولة، الذي يعنى بحماية ورعاية مصالح ذوي الاحتياجات الخاصة، ويسعى إلى توفير حياة هانئة ورعاية شاملة لهم في التعليم والتدريب والصحة والتأهيل، فيما تعاونت إدارة المنطقة مع الجهات المعنية في وزارة التربية والتعليم منذ إصدار القانون بتنفيذ مبادرة دمج طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، وقدمت كل الدعم والتشجيع لنجاح تلك الخطوة، حتى استطاعت مدارس ورياض الأطفال المختلفة في رأس الخيمة احتضان نحو 415 طالباً وطالبة حتى الآن، ومازال الدمج مستمراً .
وأكدت أن إدارة المنطقة قامت مؤخراً وبالتعاون مع فاعل خير بشراء مجموعة من مسلتزمات الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة المدمجين في مدارس الإمارة بغية تسهيل مهامهم الدراسية وحركة تنقلهم، حيث شملت تلك الأجهزة سماعات أذن حديثة ومتطورة تعمل بنظام (FM)، ونظارات طبية، وكراسي متحركة خاصة بهم، إضافة إلى وسائل ومستلزمات كتب “برايل” .
وبينت أن إدارة المنطقة قدمت، بالتعاون مع فاعل خير مؤخراً، سيارة حديثة لطالب مرحلة تأسيسية أولى، يعاني إعاقة حركية، فيما جهزت السيارة التي سر بها الطالب وولي أمره، بمعدات وأجهزة ميكانيكة تسهل عملية نقله بين البيت والمدرسة، والأماكن التي ينوي الذهاب إليها بكل سهولة .
اهتمام كبير
د . فيصل الطنيجي، رئيس قسم العمليات التربوية في منطقة رأس الخيمة التعليمية، قال إن قيادة دولتنا الرشيدة أولت الرعاية الكاملة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة من الطلبة انطلاقاً من التزامها بالقيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية إلى جانب إيمانها المطلق بقيمة الإنسان، إذ شرعت القوانين، التي من شأنها حماية حقوق تلك الشريحة من المجتمع وإتاحة جميع الفرص أمامهم، بهدف تنمية مهاراتهم وتأهيلها لدمجهم أخيراً في المجتمع، ليكونوا أفراداً مشاركين في بناء الوطن .
من جهتها، قالت آمنة السكب، رئيسة قسم البيئة والأنشطة الطلابية في منطقة رأس الخيمة التعليمية: إن إدارة المنطقة، بالتعاون مع الجهات المعنية في وزارتي التربية والتعليم والأشغال العامة، بادرت إلى تركيب نحو 15 مصعداً كهربائياً حديثاً في مدارس حكومية مختلفة في رأس الخيمة، بهدف تسهيل مهمة حركة صعود ونزول طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة المدمجين فيها .
وأضافت أن إدارة المنطقة ماضية في تركيب مصاعد كهربائية في مدارس حكومية أخرى بعد دراسة أعداد الطلبة المدمجين فيها، مشيرة إلى أن مدارس الإمارة خضعت جميعها لتعديلات خاصة شملت ممراتها وفصولها ومرافقها الصحية لتكون ملائمة لاستقبال تلك الشريحة من الطلبة .
ولفتت إلى أن قسم البيئة والأنشطة الطلابية حقق خلال الفصل الدراسي الجاري أمنية طالب مواطن، من ذوي الاحتياجات الخاصة، ينتظم في المرحلة التأسيسة الأولى، بمعايشة ورؤية رجال إدارة الدفاع المدني برأس الخيمة، حيث اصطحب إلى مقر الإدارة ليوم دراسي كامل، تمكن خلالها من رؤية وصعود سيارات “إطفاء الحرائق” .
خطط تربوية فردية
من جانبها، قالت عائشة إبراهيم الزيداني، رئيسة وحدة التربية الخاصة بمنطقة رأس الخيمة التعليمية: إن إجمالي عدد الحالات المدمجة من الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في مدارس التعليم العام الحكومية التابعة لمنطقة رأس الخيمة التعليمية يبلغ نحو 415 طالباً وطالبة موزعين على مختلف المراحل الدراسية ابتداء من رياض الأطفال وحتى مرحلة الثانوية العامة، ويعانون مختلف الإعاقات البصرية والسمعية والحركية، والاضطرابات الانفعالية وصعوبات التعلم والتأخر الدراسي .
وبينت أن طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة يتم قبولهم ودمجهم في مدارس التعليم العام في منطقة رأس الخيمة التعليمية بعد أن يتقدموا بطلبات خاصة بذلك، ترافقها تقارير طبية، ليتم تحويلهم بعدها إلى اختبار التواصل والاستيعاب والحركة، الذي تشرف عليه لجنة التربية الخاصة، المؤلفة من توجيه التربية الخاصة والاختصاصيين النفسيين، واختصاصي نطق لغة ومعلم ومعلمة تربية خاصة، وتقدم بعد إجراء الفحوص، التوصيات بشأن الطالب ويوجه ملف دمجه في الاتجاه الصحيح .
وذكرت أن الطلبة المدمجين مع باقي زملائهم من الطلبة يخضعون لخطط تربوية فردية على مدار العام الدراسي يشرف عليها معلمو المواد الدراسية التي يتلقاها الطالب، إلى جانب ولي الأمر ومعلم التربية الخاصة في المدرسة وتوجيه التربية الخاصة الذي يتابع خطة الدمج على مدار العام الدراسي، لافتة إلى أن المدارس التي تحتضن طلبة الاحتياجات الخاصة، تضم لجنة تسمى “لجنة الدعم المدرسي”، تقوم بمهمة همزة الوصل بين حالة الطالب وإدارة منطقة رأس الخيمة التعليمية إلى جانب حصر وتلبية احتياجاته من مواد وأجهزة دراسية . ولفتت إلى أن عدد معلمي ومعلمات التربية الخاصة يبلغ نحو 64 معلماً موزعين على مختلف المدارس ورياض الأطفال والمدارس المشتركة (ح1 وح2 وثانوي) .
تحد ونجاح
فاطمة عمران موجهة التربية الخاصة في منطقة رأس الخيمة التعليمية، قالت: إن بعض طلبة ذوي الاحتياجات الخاصة المدمجين في مدارس الإمارة نجحوا في السنوات الدراسية الماضية في قهر المستحيل وتسجيل نسب تفوق عالية ليدخلوا أفضل الجامعات والكليات في الدولة .
وأوضحت أن الطالب المواطن نواف عبد الرزاق من الفرع العلمي بثانوية رأس الخيمة للتعليم الثانوي يعاني الإعاقة البصرية لكنه أبى الاستسلام وقبل التحدي ليحصل على مجموع نهائي بمقدار (93%)، ويكمل دراسة هندسة الاتصالات بجامعة الإمارات كما كان يتمنى . وأكدت أن الطالب نواف نال حينها تكريم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الخاص بالطلبة المتفوقين .
أضافت: “أما الطالبة المواطنة أماني ابراهيم حسن، من الصف الثاني عشر الفرع الأدبي في مدرسة الرؤية للتعليم الثاني بنات، تعاني كذلك الإعاقة البصرية، لكنها استطاعت، بفضل الله، وقوة الإرادة قهر المستحيل واجتياز اختبارات الثانوية العامة لتنال مكرمة دراسية خاصة من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لتكمل دراستها كما كانت تتمنى في اختصاص إدارة الأعمال بجامعة الشارقة، وخصص لها إلى جانب ذلك زميلة ماجستير ترافقها وتشاركها السكن مع راتب شهري وسيارة خاصة تنقلها من وإلى الجامعة والسكن .
إلهام القاسمي: تأهيل بيئة منزلية ومساعدات لـ 15 طالباً
الشيخة إلهام القاسمي، مديرة مركز تأهيل المعاقين في رأس الخيمة قالت: إن المركز يضم أكثر من 200 طالب يعانون مختلف الإعاقات الحركية والذهنية والسمعية والبصرية، إضافة إلى متلازمة داون، حيث تقدم لهم خدمات الرعاية والتأهيل، بهدف تسهيل عملية دمجهم مع بقية أقرانهم في فصول التعليم العام بمنطقة رأس الخيمة التعليمية .
وبينت أن المركز هو أحد مراكز تأهيل المعاقين في الدولة، التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية، حيث افتتح في رأس الخيمة عام ،1996 ليقدم مجموعة من الخدمات التعليمية والتربوية والتأهيلية لفئة الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة، مستفيداً من التطورات الحاصلة في ميدان التربية الخاصة والتجارب الدولية، ما أسهم في توسعة خدماته، وتخريج طلبة انخرطوا في الحياة التعليمية والاجتماعية والعملية، بعد أن اكتسبوا المهارات التي تساعدهم على أعلى مستويات الاندماج المجتمعي والحياتي .
وأكدت أن إدارة المركز قدمت خدمات مساعدات خارجية “تأهيل بيئة” لأكثر من 15 طالباً من ذوي الاحتياجات الخاصة تابعين للمركز، حيث تلخصت تلك المساعدات في كراسي متحركة وأجهزة سمعية وبصرية وكتب “برايل”، إضافة إلى تعديل بيئة منزلية كالممرات ومحال النوم والأكل والجلوس .