الخليج: بناء علماء المستقبل هو ما يشغل بال كل مسؤول على أرض الدولة، وكذلك العمل على دعم الموهوبين في المجالات العلمية وتنمية وتوسيع مداركهم، وجمعية الإمارات لرعاية الموهوبين برئاسة الفريق ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، واحدة من المؤسسات التي أخذت على عاتقها على مدى الخمس سنوات الماضية هذه المهمة وسعت إلى إشعال روح المنافسة بين طلاب المدارس في الدولة ليتنافسوا في علوم الرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء من خلال اختبارات تخضع لتصنيف “في غاية الذكاء” حتى يمكن اختيار الطلاب الموهوبين، وتقوم الجمعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بالعمل على تأسيس قاعدة وطنية راسخة وبناء أجيال جديدة من العلماء المتخصصين وتحفيز الاهتمام بالنهج العلمي ورعاية الطلاب الموهوبين، وفي كل عام كان يتم تخريج 40 عالماً إماراتياً، وهذا العام زاد عدد الطلاب الموهوبين إلى 55 اجتمعوا في حفل التكريم الذي أقامته الجمعية لإعلان نتائج جائزة علماء المستقبل .
يقول أحمد بو يوسف، موجه أول في إدارة التقويم والامتحانات بوزارة التربية والتعليم ومنسق عام الجائزة: “هذه الدورة الخامسة لمسابقة علماء الإمارات، وبدأت عامها الأول بالتنافس بين الطلاب في مادة الرياضيات، وفي العام التالي تمت إضافة ثلاث مواد أخرى هي الفيزياء والكيمياء والأحياء، وهذا العام أضيفت مسابقة البناء والتركيب، وفتح باب الاشتراك لطلاب مدارس التكنولوجيا التطبيقية على مستوى الدولة، وتعتمد مسابقة البناء والتركيب على قياس قدرة الطالب على التفكير والإبداع، واستخدام أجزاء صغيرة وتجميعها بشكل منظم لتركيب مجسمات أجهزة مثل سيارة أو طائرة أو غيرها .
يضيف: “تركز الجائزة على فئة الطلاب المتفوقين من المدارس الثانوية حتى يمكن إعدادهم ليصبحوا علماء للمستقبل، ويتم بداية إعلام المدارس الحكومية والخاصة بالجائزة وفروعها، ويجري المعلمون داخل كل مدرسة اختبارات للطلاب الراغبين في الانضمام إليها، ثم يتم تأهيل الفائزين منهم لاختبار آخر على مستوى المنطقة التعليمية، وبعد ذلك تقوم كل منطقة بترشيح 10 طلاب من الحاصلين على المراكز الأولى في كل مادة في علوم الرياضيات والأحياء والفيزياء والكيمياء، ويتم اختبارهم بعد ذلك على مستوى الدولة لفرز علماء المستقبل، وتتكون هيئة التحكيم من موجهي المواد بالمناطق التعليمية، وبلغ عدد الطلاب المرشحين من الثانوية العامة 00G طالب بواقع 10 طلاب من 10 مناطق تعليمية، وتم تكريم الفائزين البالغ عددهم 55 طالباً في كل فئات الجائزة .
يقول د .رأفت الطويل موجه الرياضيات بوزارة التربية والتعليم وعضو لجنة التحكيم في المسابقة: “تعتمد الاختبارات التي تجرى للطلاب على قياس مهارات التفكير العليا لديهم، ومادة الرياضيات تعتمد على تحصيل الطالب وفهمه للمادة منذ السنوات الأولى لدراسته، فالاختبار لا يعتمد على منهج محدد، ولكنه يعتمد على الفهم والتحليل، وجاءت الاختبارات جميعها على مستوى عال، وانقسمت إلى أربعة فروع هي الجبر والاحتمالات والهندسة والأعداد، والطلاب الفائزون على قدر كبير من الذكاء والفهم، ونعدهم ليكونوا علماء للمستقبل .
أثبتت فاطمة سالم النعيمي في الصف الثاني عشر بمدرسة خورفكان في الشارقة نبوغها وتفوقها في مادة الكيمياء وحصلت على المركز الثاني على مستوى الدولة تقول: “شاركت العام الماضي أيضاً في المسابقة وفزت بالمركز الأول على مستوى المنطقة لكنني لم استطع التأهل للاختبارات التي تمت على مستوى الدولة، وهذا العام أمكنني التأهل والفوز بالمركز الثاني، والاختبارات كانت سهلة وحصلت على 83% في اختبار المنطقة التعليمية، ولديّ مشاركات عدة في مسابقات أخرى، حيث حرصت منذ الصف الخامس الابتدائي وحتى الصف الحادي عشر على المشاركة في أولمبياد الرياضيات، ولكن حبي لمادة الكيمياء جعلني أتقدم بالمنافسة فيها، وأتمنى أن ألتحق بقسم هندسة الكيمياء وأصبح عالمة فيها .
وعن كيفية الاشتراك في المسابقة تقول حنان أيوب بالصف الثاني عشر في مدرسة السلمة بأم القيوين الحاصلة على المركز السادس في الأحياء: “اشتركت في المسابقة عقب الإعلان عنها في المدرسة، واجتزت الاختبار الذي وضعه المعلم، ثم اختبار المنطقة والاختبار النهائي بكل سهولة، فهو يعتمد على كثير من المعلومات العامة، ومع ذلك لم أتمكن من المراجعة لأنه لم يتم إخبارنا بموعد الاختبار النهائي إلا قبلها بيوم واحد، ومعظم الأسئلة تضمنت معلومات من منهاج صفوف عاشر وحادي عشر وثاني عشر” .
وشاركت أيوب من قبل في أولمبياد الأحياء الذي أقيم على مستوى الدولة وفازت خلاله بالمركز الأول علمي، تقول: “أتمنى أن أصبح طبيبة في المستقبل” .
وحصل راشد محمد راشد المقدحي بالصف الثاني عشر بمدرسة رأس الخيمة الثانوية على المركز الأول في الرياضيات، يقول: “شاركت في مسابقة أولمبياد الخليج وحصلت على الميدالية البرونزية العام قبل الماضي، وهذا العام أمكنني الحصول على الميدالية الفضية، وساعدني ذلك في الانضمام لمسابقة علماء الشباب، وتأهلت في اختبارات المنطقة، واستطعت الفوز في اختبارات الوزارة، التي كانت تعتمد على التحدي لوجود بعض الأسئلة ذات مستوى عال، ويتكون الاختبار من خمسة أسئلة استطعت حل الكثير منها، ولكنني توقفت عند بعض النقاط” . وأهم وصفة للنجاح والتفوق كما يقول المقدحي هي الانتباه للمعلم في الصف وعدم الانشغال بأي شيء آخر، وعدم الاستعانة بالدروس الخصوصية كما يفعل بعض الطلاب، وعندما يعود إلى البيت يقوم بإنهاء واجباته، ومذاكرة مادة الاختبار، ويرى أن ذلك يكفي للتفوق .
وتمكن محمد إبراهيم مبارك بالصف التاسع في مدرسة محمد بن راشد بدبي من إحراز المركز الأول في البناء والتركيب، يقول: “قمت بتركيب 5 من أجزاء مجسمات أجهزة في وقت قياسي، وخلال يومين تمكنت من تركيب كل الأجهزة، ويتم تسليمنا خريطة توضح شكل المجسم والأجزاء، ونقوم نحن بمحاولة تركيبها ولصقها وتجميعها حتى نحصل على شكلها، وخلال الاختبار استطعت تحقيق ذلك في ساعة ونصف، ما يعد وقتاً قياسياً في التركيب .
وأحرزت ماريا فيصل عبدالرحمن بمدرسة أم عمار الثانوية بالمنطقة الشرقية المركز الأول في الأحياء، تقول: “الاختبارات كانت متدرجة وبها بعض النقاط التي تعتمد على الذكاء، وتضمنت موضوعات مختلفة ومتنوعة عن النباتات والحيوانات والإنسان، وهذه هي أول مشاركة لي في مسابقات خارج المدرسة، وأنصح زملائي بالتركيز في المذاكرة والابتعاد عن الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي والتي تزيد من تشتيتهم، حتى يتمكنوا من التفوق والنجاح وأتمنى أن أصبح مهندسة بترول في المستقبل” .
وفازت مهرة الفلاحي بمدرسة السلام الثانوية في دبي بالمركز الأول في البناء والتركيب، ومشاركة الفتيات في هذه المسابقة جاءت متأخرة بعدما أثبتن تفوقهن ونجاحهن في التدريبات التي خضنها، حسب معلمتها علياء الكتبي مشرفة المشروع “كان هذا الفرع من المسابقة مقتصراً على البنين فقط، ولكن لوحظ اهتمام الفتيات به وحرصهن على التدريب والمشاركة فيه، فتمت الموافقة على مشاركتهن” .
وفي المسابقة نفسها أيضاً فازت حورية صالح بالصف التاسع بنفس المدرسة بالمركز الثالث وتمكنت خلال الاختبار من تركيب محرك طائرة تقول: “مسابقة البناء والتركيب تنمي مهارات عدة من بينها الإصرار والتحدي على تركيب المجسمات بنجاح وخلال مدة زمنية قصيرة، وأتمنى الالتحاق بهندسة العمارة في المستقبل لذلك أردت تجربة خوض هذه المسابقة، وخلال التدريب تمكنت من تركيب عدة مجسمات منها بيت وطائرة وسيارة ودبابة، وفي اختبار التأهيل تمكنت من تركيب محرك الطائرة في وقت قياسي” .
أصغر مشارك
تمكن أصغر مشارك في المسابقة وهو راشد مروان بالصف الرابع في مدرسة زايد بن سلطان بدبي من الفوز بالمركز الثالث في التركيب والبناء وعمره لا يتجاوز التاسعة، تقول والدته: “خلال عرض المشرفة محتوى المشروع في مدرسة أم سقيم عرضت عليها انضمام ابني لما لديه من مهارات متعددة حيث سبق له اختراع قارباً، وعنده مهارات في تركيب الطاولات الحديثة في البيت، وإصلاح الأجهزة المعطلة، فوافقت المشرفة على التحاقه بالتدريب، وبالفعل تمكن من تركيب مجسمات عدة منها الدبابة والبيت والسيارة، وخلال الاختبار تمكن من تركيب نموذج مضخة بترول في وقت قياسي” .
وحصل طلاب ثانوية التكنولوجيا التطبيقية في الفجيرة على مراكز متقدمة في العلوم المختلفة مثل الرياضيات والكيمياء يقول د . ناصر الأصهب مطور مناهج الفيزياء إن هذا هو العام الأول الذي يشارك فيه طلاب من التكنولوجيا التطبيقية في المسابقة، وأثبتوا كفاءة وتفوقاً، واستطاعوا اجتياز الاختبارات التي أقيمت على مستوى جميع مدارس التكنولوجيا السبع الموجودة في الدولة . ويقول خالد ناصر في الصف الثاني عشر في معهد تكنولوجيا الفجيرة وحاصل على المركز الأول في الفيزياء: “الاختبارات سهلة وتعتبر تكملة لما جاء في المنهاج”، مشيراً إلى اختياره بناء على المواد المتفوق فيها التي كانت في صالح الفيزياء، وأعرب عن أمنيته أن يصبح مهندساً كيميائياً .
اترك تعليقاً