أفكار طلاب الهندسة تتصدى لمشكلات الواقع

الخليج: أجواء أكاديمية غنية بالتطوير والإبداع طغت على اليوم المفتوح لعرض مشاريع تخرج الطلاب والطالبات للعام 2014 الذي ينظمه قسم الهندسة بكليات التقنية العليا في الشارقة، حيث اتسمت المشاريع والبرامج المطروحة بالانفتاح الفعلي على سوق العمل وعلى مشكلات الواقع، كما تماشت أفكار الطلبة مع الحلول الاقتصادية صديقة للبيئة .

البداية كانت مع رئيسة آل علي، ومشروع “نظام الرادار” المصمم للحد من حوادث المركبات، وعن هذه الفكرة ومدى الاستفادة من واقع التطبيق مستقبلاً قالت: نحن ثلاث طالبات من قسم الهندسة الإلكترونية عملنا على مشروع أعتبره مهماً ويساعد إلى حد ما على التقليل من نسبة الحوادث، إذ اعتمدنا آلية تشغيل مبرمجة تراقب سرعة السائق ومدى التزامه بقوانين السير، ويستطيع النظام تعرف موقع السيارة وإرسال رسالة نصية إلى الشرطة للإبلاغ عن التجاوزات التي تسبب بها سائق المركبة ومنها عدم الالتزام بسرعة الشارع .

ومن المشاريع المطروحة أيضاً برنامج “المنزل الذكي” الذي تقدمه الطالبة سارة عبد العزيز، مع زميلاتها، قالت: يساعد هذا النظام على التحكم الآلي في أجهزة المنزل وبعض الأشياء فيه، فهو يقيس مثلاً درجة حرارة الغرفة وإن ارتفعت فوق 25 درجة مئوية، يعمل تلقائياً ويبرد الغرفة عبر المكيف الهوائي، كذلك يمكننا من التحكم بحركة الستائر وتشغيل نظام الإنارة في المنزل عند الظلام . ومن بين الأفكار مشروع “الباص المدرسي” الذي قالت عنه لطيفة سالم: هدفنا من ابتكار هذا النظام تعزيز سلامة نقل الأطفال في الحافلة المدرسية ومتابعتهم إلكترونياً حيث يستطيع الجهاز المزود بحساسات استشعار مراقبة حالة السائق وتتبع موقع الحافلة ونقاط التوقف وتوثيق عدد الأطفال في عملية الصعود والنزول من الحافلة، وكل هذا يضمن حمايتهم من أي ظروف طارئة .

ومن جانبها تشير جميلة سالم الحمادي، إلى خطورة حوادث اختناق الأطفال في المركبات، ومن وحي تجربة واقعية ابتكرت هي وزميلاتها، نظاماً خاصاً يكشف وجود الأطفال وقالت: هناك من ينسى أطفاله لساعات داخل المركبة، ولهذا يعمل النظام من خلال برمجة حركية خاصة على ضبط الحركة إن وجدت في المركبة وإرسال معلومات وإصدار أصوات تنبه المارة إلى وجود طفل .
بين البحث والتنفيذ وتطبيق الفكرة تتكرر المحاولات إلى أن تعتمد وتطور في مراحل عدة، وعليه استغرق الإعداد الكامل من فاطمة عبد العزيز، أربعة أشهر، حول نظام هندسي مبتكر يحدد كمية الطاقة الكهربائية المستخدمة وعلى أساسها يتمكن الشخص من تقليص الاستهلاك حسب الرغبة، ويمكن تطبيق هذا النظام في المنازل والمصانع والمحال والشركات .

تثبيت أقفاص الصيد في القاع عبر تقنية جديدة تحدثت عنها ميثاء خليفة، يمكنها حماية الأقفاص من السرقة عبر تحديد إحداثيات الموقع، وأضافت: يواجه الصيادون مشكلات عديدة منها عدم ثبات القفص أو سرقته ولهذا يمكن تسهيل التوصل إلى موقعه وتتبعه والتحكم فيه عن بعد وتسهيل عملية الصيد .

أتى الطلاب بأفكار جديدة توضحت في المشاريع الهندسية والبرامج المبتكرة التي شملها المعرض كما قال د . عبد العزيز الإدريسي، أستاذ قسم الهندسة الكهربائية، وهذا التنوع أعطى بعداً تعليمياً مختلفاً، وأضاف: لم يغفل الطلبة ما يمر به واقعهم من مشكلات وقضايا ملحة تتطلب جهوداً حثيثة لحلها، وكما رأينا في المعرض هناك من قدم مشاريع تحمي الأطفال في المنزل وفي الحافلة وفي المركبة، وغيرها من الأفكار التوعوية التي تعكس ثمار ما درسه الطلبة وملخص القواعد التي لا تكتمل بعيداً عن واقع الحياة ومشكلاتها .

وأشار د . عارف أحمد الكراني، مدير قسم برامج الهندسة، في كلية تقنية الشارقة، إلى منهجية تبني أفكار مشاريع الطلبة ومستقبلها وقال: تتضمن أقسام الهندسة تخصصات مختلفة منها الإلكترونية، والميكانيكية، والميكاترونية، وقدم الطلبة أفكاراً خلاقة تحاكي الواقع وتعاصر أبرز المواضيع في سياق التطوير والتنمية الهندسية في شتى الحقول .

وأضاف: عندما نقارن بين الأمس واليوم وما وصل إليه الطلبة من تطور في ابتكار مشروع جديد نجد أنهم يخطون خطوات مذهلة نحو مستقبل هندسي ذكي .

توصل خمسة طلاب من قسم الهندسة الميكانيكية إلى سبل جديدة لتطوير تقنية إعادة تدوير المياه واستخدامها، وبين عبد العزيز حمد المحمود، الهدف المعني وخطوات عمل المشروع وإمكانية التطبيق، قال: يعمل هذا البرنامج على آلية الشحن الضوئي بالطاقة الشمسية، من دون حاجة إلى توصيل كهربائي، ويقوم الجهاز على خزان كبير يمرر الماء المستخدم إلى جزء آخر يسمى البايو فلتر وظيفته فصل الملوثات والملونات عن الماء، إلى أن يعالج بإضافة مواد كيميائية معينة كالكربون والكلور، ثم نحصل على ماء نظيف يمكن استخدامه مرة ثانية في الزراعة واستخدامات المطبخ وفي المساجد وأماكن عامة أخرى .

توليد الماء من الهواء فكرة جديدة نفذها كل من محمد الحاجوني، ومحمد العطار، وحمد الحمادي، و خالد محمد الزرعوني، وقال الأخير عن المشكلات التي واجهتهم أثناء تنفيذ المشروع: الفكرة تعتمد على آلية استخلاص الماء من الهواء الطبيعي، وقابلتنا مشكلة التصميم والوصول إلى شكل مناسب سهل الحمل، إضافة إلى مشكلة العزل الحراري .

مشروع الدراجة الهوائية لفت أنظار الجمهور والطلبة المتواجدين، يقول الطالب حسن سالم، من قسم الهندسة الميكانيكية، عن آلية الحركة والتقنيات المستخدمة: تتحرك الدراجة من ضغط الهواء إلى مسافة 40 كم بتقليل سرعة الدوران وقيمة العزم، ويمكن الاستفادة منها عوضاً عن وسائل النقل الخاصة والعربات في المستشفيات مثلاً أو الحدائق والمراكز التجارية

Image