عمان: يحاول سرور الجهوري الطالب الطموح في كلية الهندسة قسم الهندسة الصناعية إيجاد حل لنفسه ولكل سائق سيارة عندما تعلق عجلات سياراتهم في الوحل او الرمال وذلك من خلال فكرة مشروع عجلة الطوارئ التي يشارك بها في معرض الملتقى الطلابي الهندسي السادس بجامعة السلطان قابوس، فكرة سرور يساعدة في تصنيعها فواز الفارسي وحمود الذهلي وكان لها حضور بارز في المعرض، حيث تزاحمنا مع الحشود الغفيرة على الركن الذي يعرض المشروع لنتعرف عليه أكثر، ومن ثم كان الحوار التالي:
يقول الجهوري “كانت بداية الفكرة مستوحاة من تجارب الحياة اليومية والرحلات الشبابية ومايعانيه سائقو السيارات فيها، وخاصة عندما تعلق الإطارات في الرمال أو الطين، وما شجعنا على العمل بهذه الفكرة أكثر هو أن العديد من الذين عرضنا الفكرة عليهم عرضوا علينا شراءها قبل أن يتم العمل بها أصلا.
وبداية العمل، كانت تلبية لطلب الجماعة الهندسية لمشاريع الطلبة التي سيتم عرضها في الملتقى الطلابي الهندسي السادس، فتم عرض الفكرة على رئيس جماعة لجنة المشاريع علي الكلباني الذي قام بالتنسيق مع جماعة الهندسية وتمت الموافقة على الفكرة وحازت القبول والرضا، من ثم تمت مباشرة العمل بها.
المعايير المستخدمة
ويشير الجهوري إلى أنه لابد لأي مشروع أن يلتزم بالمعايير المحددة حتى ينجح، وقال: “يشترط أن يكون هناك حجم ووزن مقبول للأداة ، لأن ذلك يلعب دورا عند التسويق لمشروعه ولأي مشروع بشكل عام بحيث تلبي طلبات الزبائن أولا، ولتكون سهلة النقل والحمل”.
ولذلك فقد كان أحد أهداف الفريق هو توفير الوقت والجهد على مستخدم العجلة، من حيث خفة وزنها وحجمها الذي يسهل وضعها في أي مكان، وكذلك أن تعمل هذه الأداة كمساعد لا عبئا على المستخدم وأيضا أن تؤدي العجلة الغرض الذي صنعت من أجله أي أن تمتلك القوة اللازمة لرفع السيارة و بالاضافة الى سهولة تنصيبها على المركبة دون أن تتأثر أو تؤثر فيها.
ومن المعايير الهندسية المستخدمة كما يشير الجهوري أيضا هو استخدامهم لبعض المعادلات الرياضية وبالأخص معادلات اتجاهات القوة أثناء التصميم والصنع.
ويشير إلى أنه “في الخطط المقبلة سيتم القيام بدراسات أعمق للحصول على نتائج أفضل وأدق”. أما بالنسبة للمواد المستخدمة، فقد تم الأعتماد على بعض المواد الجاهزة من السوق وبعضها تم تخصيصها من الورشة وجميعها قطع حديدية مصنوعة من (الستيل)، بحيث تضمن القوة اللازمة للرفع و العمر الطويل اضافة إلى الشكل والوزن والحجم المقبول من قبل السائقين .
مزايا ..
وهناك ادوات عديدة لتحرير المركبة عندما تعلق عجلاتها “مثل صفيحة من المطاط ” كما ذكر الجهوري، إلا أنها قد لاتؤدي الغرض في كل مرة، أو أن لها آثارا جانبية على السيارة، وهنا تأتي مزايا مشروعهم في أن العجلة المصممة تتخذ الشكل الدائري، وتعد سهلة التصنيع حيث لا يستغرق صنعها سوى من ساعتين إلى ثلاث ساعات على الأكثر، وهي سهلة التركيب حيث أنها تحمل السيارة على ثلاثة براغي تقع في الجهة العلوية من الاطار إضافة إلى سهولة تطويرها وتحسينها.
وحول عمر العجلة يقول: ” إن الأداة مصنوعة من مواد صلبة، وفي اسوأ الظروف يمكن أن يكون عمرها اكثر من ستة سنوات” كما أن سعرها سيكون مناسبا بإذن الله.
واضاف الجهوري أنه تلقى بعض الملاحظات والأفكار لتكون اضافة للمشروع ويعقب على ذلك قائلا “أنه سيجري النظر في هذه الأفكار وطريقة تطبيقها “.
الصعوبات
ويشير الجهوري إلى أنه لم تكن هناك صعوبات تذكر أثناء الصنع. وقال: على العكس لم نستغرق وقتا كثيرا بقدر ما استغرقنا من وقت في التفكير قبل تنفيذ المشروع مشيرا إلى أن التفكير كان الأصعب حيث اخذ وقتا طويلا حتى وصلوا الى التصميم النهائي مقارنة بوقت صنع المشروع ” مدللا على ذلك بأنه يمكن صنع العديد من مثل هذه الأداة في اليوم”. وأن الفضل في ذلك بعد توفيق الله يعود إلى تعاون أصحابه حمود الذهلي وفواز الفارسي و أحمد المحروقي اثناء العمل.
السلبيات
يقول الجهوري حول هذا الأمر “أن هذا المشروع مبدئي، وتمت تجربته لمعرفة امكانية تطبيقه، ولمعرفة السلبيات والمشاكل للقضاء عليها ، و لله الحمد اثناء تجربة الأداء أدت العجلة وظيفتها كما هو مطلوب، وفي نفس الوقت قمنا بتدوين بعض الملاحظات البسيطة وهي أن السطح الخارجي للعجلة لايوجد به احتكاك أي أنه سطح أملس، و لحل هذه المشكلة قمنا بإضافة قطع لسطح الأداة وذلك لزيادة الاحتكاك مع السطح الملامس.
أحلام وغايات..
يقول الجهوري “أنا شاب طموح، ولا أكتفي بحلم أو هدف واحد حيث كانت طموحاتي في السابق عديدة منها الحصول على وظيفة ذات راتب عال اضافة إلى تولي منصب مرموق، ولكن عند عملي على مشروع العجلة والإنتهاء منه بتوفيق من الله تعالى، و بالأخص بعد حصولي على ثالث أفضل فكرة مشروع في الملتقى الهندسي السادس بجامعة السلطان قابوس من بين 47 مشروعا، اضافة إلى التشجيع من قبل زملائي و من الطاقم التعليمي بالقسم، بدأ مسار طموحاتي بالتحول إلى التفكير بالمشاريع الخاصة سواء كانت تحت مظلة الهندسة أو خارجها.
ويضيف: الفرصة متاحة للجميع، و لكن يجب ضمان أول خطوات الطريق وهو القدرة على تكوين رأس المال اعتمادا على الوظيفة في المستقبل، ومن ثم دراسة امكانية عمل اي مشروع تجنبا لتكرار أخطاء رواد الاعمال، و لن اترك وظيفتي إلا بعد ضمان ما أريد الوصول إليه، حينها لايشكل الأمر فرقا عند ترك الوظيفة”.