أحمد الحتروشي: مشروعي يعتمد على كبد القرش

الخليج:  هو أحمد بن سعيد الحتروشي، تخصص هندسة كيميائية من جامعة السلطان قابوس شارك قبل قرابة الشهرين في معرض الابتكار الذي تنظمه السعودية كل عام، يقول: “كنت واثقاً من تميز المشروع الذي أشارك به، لكني لم أتوقع المركز الأول، ولله الحمد استطعت إقناع لجنة التحكيم المتخصصة بجدوى المشروع إذا ما نفذ بطريقة تجارية على أرض الواقع وبذلك كسبت المنافسة وعدت إلى السلطنة أحمل الميدالية الذهبية للابتكار في ديسمبر/كانون الأول 2013 .
وعن مشروعه يقول: “خط إنتاج للوقود حيوي، ذو جدوى اقتصادية عالية لأنه يعتمد على منتج كان يتلف ولا يستفاد منه، معظم مشروعات الوقود الحيوي تعتمد على منتجات زراعية أو حيوانية يعتمد عليها الإنسان في غذائه ولذلك يقف العالم ضدها خوفاً على أمنه الغذائي، وهناك منظمات عالمية تحارب مصانع إنتاج الوقود الحيوي وتتهمها بأنها تحول طعام الفقراء إلى وقود للمصانع، مشروعي يعتمد على تحويل زيت كبد سمك القرش إلى وقود حيوي، هذا الجزء من سمك القرش حيث كان الصيادون منذ قديم الزمان يستخدمونه في طلاء هياكل السفن الخشبية لمنع تأثرها في عوامل البحر من المياه المالحة أو الهواء الرطب، وبعد تحول صناعة المراكب إلى الاعتماد على المعادن والفايبر المعالج توقف استخدام كبد سمك القرش وأصبح الصيادون يرمونه ليصبح مخلفات ومن هنا جاءتني فكرة استخدامه مصدراً للوقود الحيوي” .
يتابع الحتروشي: “يتوافر كبد سمك القرش بكميات كبيرة في دول الخليج العربي وتحديداً في سلطنة عمان التي تصل أطوال شواطئها إلى أكثر من 3000 كيلومتر، ويصل حالياً حجم الأسماك التي يتم اصطيادها تجارياً في السلطنة إلى أكثر من 6000 طن سنوياً، ربع هذا الوزن هو كبد السمك التي ترمى كمخلفات، بينما إذا صنعت بالطريقة التي وضعتها فسيكون الناتج وقوداً حيوياً عالي الجودة وصديقاً للبيئة وبكميات تجارية جيدة وهو ما يخدم توجه المنطقة نحو تقليل الاعتماد على النفط مصدر الدخل الرئيسي” .
وعن آلية تحويل كبد سمك القرش إلى وقود يقول أحمد: عبر تعريض كبد سمك القرش لأشعة الشمس المباشرة لمدة يومين حيث تتحول الكبد من مادة صلبة إلى مادة زيتية سائلة كثيفة القوام، وخلال هذه العملية نستخدم محفزات كيميائية لتسريع العملية، بعدها تضاف مجموعة من العناصر الكيميائية التي تحول الزيت السائل إلى وقود صالح للاستخدام في الآلات، وقمت بعمل تجارب عديدة باستخدام المنتج النهائي في تشغيل بعض المركبات الصغيرة ومن ثم المركبات الثقيلة ونجحت نجاحاً كبيراً في ذلك ومن دون وجود انبعاثات ضارة بالبيئة وهو مصدر متجدد مثل النفط لكنه سهل الاستخراج لأنه منتج ثانوي لعملية الصيد .
عن طموحه يقول الحتروشي: “أتمنى بعد حصولي على الميدالية الذهبية في معرض الابتكار متفوقاً على أكثر من 210 مبتكرين شاركوا من كافة أنحاء العالم،أن تتبناني حكومة السلطنة لتحويل المشروع المنزلي إلى منتج حقيقي، حصلت بالفعل على عرضين من دول خليجية لتنفيذ المشروع ولكني رفضت لأنني أشعر أن عُمان أحق بذلك . –

Image

آخر الإضافات