الخليج: مشاريع جديدة وحلول مبتكرة لمشكلات واقعية في الحياة العملية وإنتاج وتطوير تقنيات حديثة، ضمن مشاريع تخرج 111 طالباً في كلية الهندسة في جامعة الإمارات، تبشر بوجود كوادر هندسية قادرة على الإبداع والتميز، وتعد هذه المشاريع ثمرة جهود جيل جديد من مهندسي المستقبل وخبرات أساتذة الجامعة، الذين أثبتوا أنهم قادرون على العطاء في المجالات الهندسية بأقسامها المدنية والكهربائية والكيميائية والميكانيكية والمعمارية .
يتحدث البروفيسور الدكتور عمرو الديب، عميد كلية الهندسة في جامعة الإمارات عن دعم الكلية للمشاريع الطلابية، قائلاً: تقوم كلية الهندسة في جامعة الإمارات بتصنيف المشاريع الهندسية بحسب أهميتها وفائدتها وما تقدمه للمجتمع من خدمات، ومن ثم تدعو الشركات والهيئات الصناعية لتبني وتمويل هذه المشاريع، والمساهمة في العملية التعليمية وتهيئة مهندسي المستقبل، من خلال رعاية مساق مشروع التخرج، الذي يأخذه الطالب في السنة الختامية كمساق تكاملي، حيث يهدف هذا المساق إلى التعرف إلى منهجية التصميم من خلال المعارف التي تم تحميلها من خلال المساقات الأساسية السابقة، وإدارة المشاريع وتنظيمها من حيث الوقت والجهد والتكلفة المطلوبة، إضافة إلى تقوية مهارات الاتصال الشفهية والكتابية للطلبة، والتعامل مع مواصفات التصميم العالمية حسب المنتج أو العملية المراد دراستها .
ويقول الدكتور نبيل بستكي، مساعد عميد كلية الهندسة لشؤون الطلبة: إنه من المعروف أن المشاريع التي ترعاها الصناعة، تتبنى معضلات ومشاكل حقيقية في الحياة العملية، وتقدم حلولاً مبتكرة لها، ما يحقق النفع العام للشركات والطلبة وأعضاء هيئة التدريس، ومن هذا المنطلق يعتبر مشروع التخرج تعاوناً مشتركاً بين أعضاء هيئة التدريس والطلبة والصناعة، في تطبيق تصميم هندسي ذي صفات مهنية هدفه خدمة المجتمع، وتميزت المشاريع الطلابية لهذا الموسم الدراسي، بالأفكار المبتكرة التي تحاكي متطلبات المجتمع، وتطور من تقنياته، والجدير بالذكر أن 14 مشروعاً هندسياً حصلت على دعم من قبل الشركات والهيئات الصناعية لتبنيها وتمويلها .
قدم كل من الطلاب محمد عبدالله الجنيبي، وجمعة سالم النعيمي، وسعيد مفلح الأحبابي، ومحمد سالم الشامسي (هندسة مدنية) مشروع استخدام التصوير الرقمي للقياس الدقيق لإزاحات العناصر الإنشائية تحت التحميل المستمر . يتحدث محمد عبدالله عن رؤيته وزملائه في هذا المشروع، قائلاً: يركز هذا المشروع على تصميم طرق وأساليب جديدة تساعد في أخذ أدق القراءات من النقاط الموزعة على طول الهيكل الإنشائي، وفي الهندسة المدنية يتطلب اختبار العناصر الهيكلية، قياساً دقيقاً في الإزاحات الناجمة عن الأحمال المطبقة، ومن أجل ذلك يتم وضع أجهزة قياس مختلفة في الأماكن المصممة مسبقاً لجمع الإزاحات الناجمة عن الأحمال المطبقة، إضافة إلى استخدام تقنية التصوير الرقمي لحساب مواقع النقاط (الإحداثيات)، مع الأخذ في عين الاعتبار نظام إحداثيات الأرض، وتعتمد دقة التصوير الرقمي على عدد من العوامل بما في ذلك حجم مستشعر الكاميرا، وحدة التقريب ونوعية الصورة والارتفاع، وفي المختبر الإنشائي توضع الكاميرات عالية الدقة من مسافة قريبة، فتكون قراءات قياس الإزاحات الناجمة عن الأحمال المطبقة في الهيكل دقيقة جداً، ولتحويل الكاميرات الرقمية العادية المتوافرة في المتاجر الإلكترونية إلى كاميرات معيرة، تجب معايرة الكاميرات لمعرفة معالمها الداخلية، وبعدها تستخدم الكاميرات لالتقاط صور للهيكل تحت تأثير القوى المطبقة عليه، ومن المتوقع أن تحدث نتائج هذا البحث تغييراً في الأجهزة المستخدمة حالياً في المختبر الإنشائي .
وقام كل من الطلاب أحمد العامري وزاهي محمد وعبدالله عيد (الهندسة الكهربائية) بتصميم نظام برمجة الأجهزة لمقارنة أداء تكنولوجيا البطاريات التي تخزن الطاقة الشمسية لتغذية إنارة الشوارع، يقول أحمد العامري: سيقوم هذا النظام بمقارنة الأداء والتكلفة لثلاثة أنواع مختلفة من البطاريات، إضافة إلى معرفة درجة حرارة البطارية وفرق الجهد والتيار الكهربي باستخدام أجهزة الاستشعار، أيضاً سيوفر هذا التصميم نظاماً لاسلكياً لإرسال المعلومات التي تم قياسها لجهاز كمبيوتر شخصي، وسيقوم بتقييم حالة البطارية بالاعتماد على المعلومات السابقة .
ويتحدث الطالب علي عبدالله الشحي (هندسة ميكانيكية): عن فكرة مشروعهم وهو عبارة عن تصميم وبناء نظام مولد هيدروجين أنجزه بالتعاون مع زملائه عبدالله محمد وعبدالله سيدنا علي ومحمد العبثاني، قائلاً: الهدف الرئيسي لهذا المشروع، تصميم نموذج أولي لنظام توليد الهيدروجين، حيث يتم استخدام نظام توليد الهيدروجين لتوفير غاز الهيدروجين عن طريق أسلوب تحلل المياه، الذي يستخدم في تعزيز كفاءة محرك الديزل وخفض استهلاك وقود الديزل، ومؤخراً أصبح من الممكن توليد الهيدروجين من خلال استخدام التكنولوجيا مع الطاقة المتجددة، ويركز مشروعنا على تحليل وتصميم وبناء نظام مولد هيدروجين، بالاستفادة من أحد مصادر الطاقة المتجددة، وهي الطاقة الضوئية لتحويل الطاقة الشمسية إلى هيدروجين .
وأنجز كل من الطلاب سراج أحمد، ومحمد الكتبي، وطلال البريكي، وصالح الهرمودي (هندسة معمارية) مشروع تصميم مدرسة ابتدائية ألمانية في مدينة العين، يقول سراج أحمد: هدفنا من هذا المشروع تصميم مبنى مدرسي ينسجم مع هوية المدرسة، إضافة إلى توفير الاحتياجات الأساسية في كل مبنى وهي السلامة، وتوزيع المساحات بشكل فعال ليساعد على الحركة الداخلية بسهولة، وتلبية الاحتياجات من توفير منافذ للإضاءة والتهوية الطبيعية، أيضاً كنا حريصين على أن يكون التصميم جذاباً للأطفال، ليدرسوا في بيئة مريحة تشجع على التعلم .
وقام كل من الطلاب أحمد سالم، ونصر الخضيري، ويعقوب السعدي (الهندسة الميكانيكية) بتصميم وإعداد طائرة عمودية مصغرة، يوضح أحمد سالم أهمية مشروعهم، قائلا: تشكل الطائرات العمودية المصغرة المتوفرة في الأسواق خطراً على مستخدميها خاصة الأطفال، بسبب شفرات المراوح المكشوفة، التي قد تحدث إصابات لمستخدميها بمجرد احتكاك هذه الشفرات بأجسامهم، ومن هنا جاءت فكرة مشروعنا (صنع طائرة عمودية مصغرة آمنة)، كمنتج للتسلية والترفيه لهواة طائرات الألعاب، إضافة إلى استخدامها في مراقبة الأماكن التي يصعب الوصول إليها من خلال وجود كاميرا متصلة بالطائرة، ومن أهم تطبيقات المشروع، المراقبة الجوية والتصوير الجوي الاحترافي ومراقبة حركة السير .
– See more at: http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/7e87fcfb-d99a-4b28-a3ef-3f1e833f2759#sthash.1QL3Nl1F.dpuf