سيارة كهربائية بأيدي طلاب

الخليج: لم يعد خافياً على أحد القفزات الكبيرة التي قامت بها دولة الإمارات بهدف خلق جيل متعلم قادر على المنافسة والنهوض بالدولة إلى مصاف الدول المتقدمة، وشيئاً فشيئاً بدأت هذه السياسة الواعدة تؤتي أكلها وبتنا نرى طلاب الجامعات يقدمون على مقاعد الدراسة اختراعات وابتكارات رائعة، تؤهلهم لحمل الأمانة والمضي قدماً، فلم يعد تصنيع جهاز لتوليد الطاقة أو طائرة من دون طيار بالأمر المستغرب في جامعات الدولة، وها هم طلاب “جامعة خليفة” يقومون بتصنيع سيارة تعمل على الطاقة الكهربائية للمشاركة في مسابقة كبيرة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي .
الطالب عبدالله سيد الهاشمي قائد الفريق يحدثنا عن المشروع بالقول: “بدأنا العمل على هذا المشروع منذ سنة تقريباً بهدف الاشتراك في مسابقة على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي تشارك فيها عدد كبير من الجامعات، فكرة المسابقة تقوم على تصنيع سيارة كهربائية، والفائز هو الذي يصنع سيارة تسير لأطول مسافة ممكنة خلال ساعتين باستخدام بطارية السيارة وجهاز للشحن” .
ويشير الهاشمي إلى أن الفريق ضم عدداً من الشباب المتحمسين للمشاركة في مثل هذه المسابقات، وعن دوره في المشروع يقول: “عملي منصب على التوصيلات الكهربائية داخل السيارة ما بين المحرك والبطارية، بحيث نضمن أفضل أداء للبطارية وللمحرك في الوقت نفسه”، ويشير الهاشمي إلى أن الفريق يعمل على موضوع ديناميكية الهواء والاحتكاك بهدف تحقيق تفوق على الفرق الأخرى المشاركة من دول مجلس التعاون الخليجي .
الطالب أحمد سيف الخروصي يتحدث عن دوره في المشروع: “أعمل في القسم الميكانيكي المختص بالمحرك، فعملنا كفريق ينصب على تصنيع سيارة أقل استهلاكاً للطاقة وأفضل من حيث الأداء، وبما أن قطع السيارة هي ذاتها لدى كل الفرق فعملنا يقوم على نقاط تتعلق بديناميكية الهواء والاحتكاك بهدف تحقيق التميز عن بقية الفرق، ونعمل اليوم على تركيب نظام شحن ذاتي داخل السيارة بحيث يتم شحن البطارية ذاتياً في الوقت الذي لا يتم فيه استهلاك الطاقة، كما نعمل على التعديل في قمرة السائق بحيث تؤمن راحة أكبر له، وتمكنه من الخروج منها بسهولة لدى حدوث أي طارئ لا سمح الله”، ويشير الخروصي إلى أنه تمت تجربة السيارة مرتين وصلت فيهما إلى سرعة 40 كيلومتراً في الساعة والعمل جار على تحسين الأداء والوصول إلى سرعات أعلى .
وعن دوره في المشروع يقول الطالب عيدروس الهاشمي: “كل نظام يعمل على البطارية يحتاج إلى برنامج يدير عملية صرف الطاقة الكهربائية، مهمتي تقوم على برمجة هذا البرنامج بحيث يقلل من استهلاك الطاقة الكهربائية وفي الوقت نفسه يحقق الأداء الأفضل للمحرك، كما أعمل على برمجة نظام شحن داخلي للسيارة، وبذلك نقلل من وقت التوقف لشحن البطارية، فكرة هذا النظام تقوم على الاستفادة من الأوقات التي يكون السائق قد رفع قدمه عن دواسة الطاقة في المنعطفات أو المنحدرات، فيقوم جهاز الشحن الداخلي باعادة شحن البطارية، ويتوقف الشحن عندما يضغط السائق على البطارية من جديد” .
أما الطالب أحمد المهري فعمله يقوم على تركيب المحرك وهو مسؤول عن الإطارات وحسن أدائها، يقول المهري: “هذا المشروع مهم بالنسبة إلي والفوز بالمسابقة يعني لي الكثير، وسأعمل بعد التخرج على تطوير هذه السيارة بحيث تصبح صالحة للاستعمال من عامة الناس، سأعمل على التعديل على المجسم الخارجي للسيارة، وعلى تحسين أدائها”، ويؤكد المهري ثقته بالفوز في المسابقة نتيجة العمل الكبير والجاد الذي قام به الفريق يقول المهري: “اعتقد أن فرصتنا بالفوز هي الأكبر إذ يضم فريقنا عدداً من الطلاب المتميزين في مجالاتهم الدراسية، ومما زاد في ثقتي بالفوز هو ردة الفعل الإيجابية التي أبداها أعضاء لجنة التحكيم في المسابقة بعد زيارتهم الميدانية للفرق المشاركة، إذ أكدوا أن فريقنا يتقدم بخطوات جيدة عن بقية الفرق” .
وكانت المشاركة الناعمة حاضرة بقوة في هذا المشروع من خلال مشاركة طالبات الجامعة فيه، وتقول الطالبة مريم الظاهري عن مشاركتها في المشروع: “عملي يقوم على التوصيلات الكهربائية في السيارة لكونها تدخل في اختصاصي الدراسي، وأنا مسؤولة مع زميلتي عن تركيب عدادات القراءة التي تعطي البيانات للسائق حول حرارة المحركة والطاقة المستهلكة والحالة الفنية للسيارة، وتركيب أجهزة الإنذار التي تحذر السائق في حال وقوع أي خلل”، وترى الظاهري أن مشاركتها في هذا المشروع أمر طبيعي في وقت أثبتت فيه المرأة الإماراتية قدرتها على التميز في مختلف المجالات، تقول الظاهري: “أمر طبيعي أن أعمل في مثل هذه المشاريع التقنية بما يتلاءم مع طبيعتي، وفي المستقبل سأستمر في العمل في هذا المجال وسأبحث عن وظيفة تؤمن لي فرصة الاستفادة من المعلومات والخبرات التي اكتسبتها خلال دراستي” .
أما الطالبة مريم زياد طارق فتؤكد أن المجال أصبح مفتوحاً أمام المرأة في دولة الإمارات للعمل جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل بهدف المساهمة في النهضة الحضارية التي تشهدها الدولة، تقول طارق: “لا أخشى عن مستقبلي وأنا أدرك أن هناك عديد من الجهات التي تستقطب الكفاءات الأنثوية كمدينة مصدر واتصالات وغيرها من الشركات الرائدة، ومن خلال عملي على هذا المشروع القائم على استخدام الطاقة النظيفة فإنني اكتسب الخبرة التي تؤهلني للعمل في مجال سيكون هو الأهم مستقبلاً، فالجامعة اليوم تعدنا للعمل في مجالات الغد، فعلينا أن نتعلم كيف نواكب الحضارة بدلاً من أن نبقى خلفها” .
ويرى الطالب حمد العامري أن دولة الإمارات تتجه بالاتجاه الصحيح من خلال التركيز على الطاقة البديلة وتحضير الكادر البشري الإماراتي القادر على التعامل مع هذه التقنيات الحديثة، فاليوم تملك الدولة عدداً كبيراً من الشباب الإماراتيين المتخصصين في الطاقة البديلة والقادرين على إدارة المنشأت الحيوية التي تعمل في هذا المجال، ويضيف بالقول: “الطالب الإماراتي اليوم يصنع سيارات كهربائية وطائرات من دون طيار، في حين ما زال الطالب العربي في بقية الدول يدرس معلومات بدائية تعود للقرن الماضي، وهنا يكمن الفرق، فعندما تصبح السيارة الكهربائية هي السيارة الأساسية سيكون لدينا الكادر البشري القادر على تطبيق هذه التقنيات الاستفادة منها” .

Image