عُمان – شمسة الريامية: مجموعة من الشباب سخروا دراستهم الأكاديمية وقدراتهم الإبداعية في تأسيس شركة وابتكار جهاز لتسهيل عملية التسوق في المراكز التجارية، عملوا لساعات متواصلة لابتكار وتصميم هذا الجهاز ليطبق على أرض الواقع خلال خمسة أشهر فقط للمشاركة به ضمن مسابقة “شركتي” من مؤسسة إنجاز، حيث وفرت لهم متطوعين لمساعدتهم على تخطي الصعوبات والتحديات الفنية متأملين أن تستمر هذه الشركة في العمل بعد ذلك، وتساهم في توفير فرص عمل لهم ولغيرهم من الشباب المبدعين.
اقتربت من فريق المشروع وتعرفت على فكرة عمل الجهاز وآلية تسويقه”
تتمثل فكرة الجهاز في تسهيل عملية التسوق للذين هم في عجلة من أمرهم, حيث يوضع الجهاز امام احد مراكز التسوق والمحلات التجارية الكبيرة، ويستطيع المتسوق من خلاله ان يختار المنتجات التي يود بشرائها والدفع مسبقا دون الحاجة للدخول إلى داخل المحل, وبعد ان تتم عملية تجهيز منتجات المستهلك التي قام بطلبها، يستلم رسالة نصية تخبره بأن يأتي لاستلام السلع التي طلبها، وبهذا يكون الفرد قد وفر المجهود الذي يتطلب للبحث عن تلك المنتجات في المحل، ووقت الانتظار في طابور المحاسبة عند الدفع.
والجهاز هو عبارة عن كشك صغير يحمل حاسوبا لوحيا يعمل باللمس من خلاله يتم اختيار احتياجات الخاصة بالمستهلك, وكذلك طابعة لطباعة الإيصال، فبعد أن يختار الزبون السلع التي يود شراؤها يظهر له الايصال ويدفع المبلغ نقداً، ويحدد الوقت الذي سيأتي فيه لأخذ الحاجيات المُختارة عبر الجهاز، مثلاً بعد ساعتين أو أكثر، وبعد ذلك تقوم شركة مسار للحلول التسويقية بتجهيز هذه المتطلبات، وعندما يتم الانتهاء من تجهيزها يستلم الزبون رسالة نصية بأن الحاجيات جاهزة للاستلام .
خدمة لكل الفئات
يقول سليمان الشقصي: نظام التسويق الإلكتروني السهل -إي إي إس إس- يهدف إلى حل العديد من المشاكل، من بينها انشغال الناس في حياتهم اليومية, بحيث يسمح لهم بالتفرغ لإنهاء مهام أخرى بينما عمال شركة مسار للحلول التسويقية يقومون بإنهاء التسوق عنهم في نفس الوقت. كما تهدف هذه الخدمة في تسهيل عملية التسوقّ لكبار السن وذوي الاعاقة، حيث يواجهون الكثير من المشقةّ أثناء القيام بعملية التسوق, هذا النظام سيساعد هؤلاء الأشخاص في إنهاء عملية التسوقّ بسهولة وفي وقت قصير.
وأضاف:” ويمكن أن تدعم هذه الخدمة الخطط التسويقية لزبائننا من الشركات من خلال مراعاة استراتيجيتهم التسويقية، والعمل بها وتطبيقها عند توفير الخدمة، وإيجاد الحلول المبتكرة عند طرح واكتشاف المشاكل التسويقية لدى الزبائن”.
مطبات المشروع
تقول غدير الحجرية:” خلال مرحلة تأسيس الشركة واجهتنا عدة تحديات، معظمها كانت بسبب ضخامة المشروع بالنسبة للميزانية المسموحة، والقوانين المتبعة من مؤسسة إنجاز عُمان، والتي تحدد طريقة واحدة للتمويل المادي، وهو عن طريق إنشاء رأس المال وطرح الأسهم في السوق وبيعها، وغير مسموح بإيجاد ممولين للمشروع من خارج الشركة لدعم الفكرة وتطبيقها، أما التحدي الآخر تكمن في أعضاء الشركة، حيث انهم طلاب ويفتقرون إلى الخبرة المطلوبة لنجاح مثل هذه المشاريع، ولكن بالإرادة والعزيمة استطعنا التغلب عليها عن طريق استشارة ممن يملكون الخبرة والمعرفة.
وأضافت:” في بعض الأحيان نتعرض للاستهانة بقدراتنا عندما نعرض المشروع على بعض الأشخاص أو الشركات، ولكن هذا لم يثبط من عزيمتنا واستمراريتنا نحو العمل والنجاح، وفي نفس الوقت كنا نحظى بنصيب من الدعم الثناء والتشجيع والفخر بنا من قبل الأهل والأصدقاء، كوننا طُلابا عمانيين نقدمُ على مشروع ضخم كهذا والذي يُعد ثورة في عالم التسوق”.
ومن ضمن التحديات التي واجهت فريق المشروع هو أن الجهاز الذي ابتكروه يستهدف الشركات، وكما هو معروف بأن مثل هذه الشركات من الصعوبة أن تقتنع وتضحي لأجل مجموعة من الطلاب، ولكنهم يأملون أن يجدوا الفُرصة التي يظهرون من خلالها بأنهم حقاً قادرون على الإفادة، وتغيير وتحسين المشاكل التسويقية التي قد تُصادف إحدى الشركات, متمنين في نفس الوقت أن يجدوا الدعم من إحدى الشركات لتكون المثال والقدوة التي يُحتذى بها في دعم طموحات الشباب العُماني.
الخطة التسويقية
قام قسم التسويق والترويج بالشركة بعمل دراسة للفكرة وكيف ستفيد المجتمع، ومدى إقبال الناس عليها حيث قاموا بتوزيع استبيان في المراكز التجارية على مختلف الفئات من الأعمار والجنسيات، وكذلك تم توزيع استبيان إلكتروني، وتجاوز العدد الذي تجاوب مع الاستبيان إلى أكثر من 300 شخص من مختلف الدول.
تقول أحلام العلوية:” من النتائج التي توصلنا إليها هو أن رجال الأعمال لا يجدون الوقت الكافي لعملية التسوق التي تستهلك الكثير من وقتهم، كما أن الأم العاملة تجد صعوبة في الموازنة بين احتياجات المنزل والعمل والأسرة، كما أن الشباب ليس لديهم الخبرة والوقت للتسوق، بحيث يُفضلون قضاء وقت أكبر مع اصدقائهم وممارسة هواياتهم. وكذلك ذوي الاحتياجات الخاصة يواجهون صعوبة كبيرة في عملية التسوق وذلك لعدم توفير التسهيلات المطلوبة لهم، وبذلك تستطيع جميع هذه الفئات بتجربة التسوق بشكل عصري وفي وقت محدود”.
وأضافت العلوية: لأن هذا المنتج هو منتج جديد ومبتكر على الساحة العمانية بالتحديد والعربية بشكل عام، فمن المهم للغاية عمل خطة تسويقية له لكسب الزبائن، حيث قُمنا بتصوير فيلم قصير مدته دقيقتان نوضح فيه الفئات المُستهدفة والمستفيدة من هذا المُنتج بشكل خاص ونشره على اليوتيوب، وتفاجأنا بأن نسبة المشاهدين بلغت 1400 مشاهد خلال يومين فقط، كما يوجد لدينا صفحات عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر، ودائما نُقدم كل ما هو جديد عن الشركة في هذه الصفحات، ويُسعدنا تواصل الجميع و دعمهم المُستمر لنا و فخرهم بنا، بالإضافة إلى ذلك أنشأنا موقعا خاصا للشركة يشمل الرؤية والقيم التي نعمل بها، وهيكلة الشركة وأعضائه، حيث تشير الإحصائيات إلى أرقام مفاجئة من الزيارات للموقع من أقطار مُختلفة وفي وقتٍ قصير.
وشاركت الشركة في معرض الشركات الطُلابية المقام بشانجريلا في يوليو الماضي وكشفت عن أول منتجاتها وهو -اي اي اس اس – وقد لاقت إقبالاً كبيراً. بالإضافة إلى ذلك شاركت الشركة في معرض آخر للشركات الطلابية الذي أقيم بمسقط في جراند مول في اغسطس الجاري وقد كان الجمهور متشوقا لبدء استخدام هذا المنتج”.
الخطة المستقبلية للشركة
يقول سليمان الشقصي:” شركة مسار للحلول التسويقية هدفها تقديم حلول للمشاكل التسويقية التي قد تواجهها الشركات بأحجامها المختلفة, ودائماً تُقدم حلولا مدروسة ,عصرية , شبابيه ومبتكرة وجميع هذه الحلول قابله للتكيف على حسب بيئة عمل الشركة، وهدف الشركة هو زيادة أرباح عملائها وتحقيق أهدافهم وكسب ثقتهم، وذلك بدعم خططهم واستراتيجيتهم التسويقية المتمثلة بالعديد من الخدمات المتوفرة حالياً، مثل نظام التسويق الإلكتروني السهل (إي إي إس إس) ، ومن ضمن الخطط المستقبلية كذلك والمتفق عليها لشركة المسار متمحورة في توسيع نطاق الخدمات لتشمل جميع مجالات الحياة العصرية، وذلك لتميز الشركة بالمرونة المُتقنة والرؤية الدقيقة والحكيمة في تقدير المشاكل التسويقية وإيجاد أنسب الحلول لها.