روبوت إماراتي “يحمي ويروج” للتراث العالمي

دار الخليج: في خطوة على طريق تصميم وصناعة الأذرع الآلية المتخصصة على المستوى المحلي، قدم فريق الروبوت بمدرسة عمر بن الخطاب النموذجية بدبي، نموذجاً لإنسان آلي يحمي ويروج للتراث العالمي . وبعد فوز الفريق بالمركز الأول على مستوى الدولة متفوقاً على 37 مدرسة حكومية، وتأهله لأولمبياد الروبوت العالمي المقام في ماليزيا في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الجاري . يطمح الفريق بأن يكون الذراع الآلية لكل مؤسسات الدولة، ويسخر كامل طاقته في خدمة قطاعاتها العملاقة من بترول، وطاقة الشمسية، وطب، وهندسة، وغيرها .


من خلال توصله لحلول تكنولوجية لمشكلات يعجز العقل البشري على حلها . وبدلاً من استقدام الخبراء والمعدات من الخارج، يتمنى أعضاء من الفريق تدشين مركز لتصميم وتصنيع الأذرع الآلية، يكون الأول من نوعه على مستوى العالم العربي . حول الروبوت الجديد، وظيفته وتصميمه وشكله النهائي يدور هذا التحقيق .

يقول أيمن النجار، مدرس فيزياء، والمشرف العام على الفريق: تعودنا خلال السنوات السابقة حصد الجوائز المحلية وتمثيل الدولة في أولمبياد الروبوت العالمي، لكننا هذا العام تمكنا من إنجاز أول روبوت إماراتي متخصص يحمي ويروج للتراث المحلي والعالمي، بأفكار وأياد إماراتية .

وبعد الاطلاع على فروع المسابقة المحلية المؤهلة لأولمبياد العالمي، حدد الفريق المكون من أربعة طلاب في الصف الحادي عشر العلمي، هدفه الغالي والثمين في الوصول إلى العالمية من خلال روبوت “NXT”، الموجه إلى حماية معبد أبو سمبل المصري العريق .

ويتابع: بعد طرح الفكرة على الفريق في اجتماعه الأول، تركت الخيار للطلاب لدراسة الفكرة وتحديد الطريقة المثلى لمعالجتها . ومن ثم تحديد مهام الفريق من تركيب وتصميم وبرمجة . وبعد أيام عدة عثر الفريق على فيديو على موقع منظمة “اليونيسكو”، يبين تاريخ معبد أبو سمبل، وأسباب نقله من موقعه الأصلي على نهر النيل إلى منطقة آمنة خلف النهر، بعد تأثره بالمياه وعوامل التعرية، وما يعانيه المعبد حالياً من مشكلات تعرض أجزاءه للتآكل .

ويضيف: بعد مشاهدة الفيديو قدم الفريق اقتراحاته حول حماية المعبد من عوامل التعرية والأمطار الحمضية . وبالفعل بدأنا في البحث عن أفصل طريقة لحمايته، ودراسة مقترحات الفريق، من قياس نسب الملوحة، والأحماض، والمياه الجوفية وغيرها . وكان أول اقتراح هو ضخ أحماض قلوية تعادل الحمضية قبل أو بعد نزول المطر حتى لا تتأثر أجزاء المعبد . لكن بعد دراسة هذا المقترح تبين أننا سنثقل على المعبد بالمواد الكيماوية التي تزيد من أعبائه .

وفي النهاية خلصنا إلى تغطية المعبد بغطاء بلاستيكي مصمم من التراث الإماراتي، يفرد أثناء المطر، بعد توجيه إنذار يدفع رواد المعبد إلى الخروج عبر بواباته الإلكترونية .

عن التصميم الهندسي والتركيب النهائي للروبوت يقول حمدان العوضي، طالب بالصف الحادي عشر علمي، بعد التعرف إلى مهام الروبوت كانت مهمة تصميمه سهلة، لكن تركيبه أخذت الكثير من الوقت لأننا في كل مرة كنا نعدل بعض الوظائف بالتنسيق مع مبرمج الروبوت، حيث كنا حريصين على التناغم بين المهام الوظيفية والشكل النهائي للروبوت .

وحول اختياره للتصميم وتركيب أجزائه يتابع: ترك لنا مشرف الفريق حرية اختيار الشكل الخارجي للروبوت، وطلب منا الالتزام بالمواصفات والمعايير الدولية التي تشترطها لجنة تحكيم أولمبياد الروبوت العالمي . وبالفعل اعتمدنا على الأجزاء التي وفرتها لنا المدرسة، واستوردنا بعض القطع الضرورية من الخارج . ويضيف: انضممت إلى نادي الروبوت منذ فترة قصيرة، لكني تعلمت الكثير عن فنونه بعد حضوري للعديد من ورش العمل . وتمكنت في فترة وجيزة من إتقان وتصميم روبوت يؤدي وظائف متخصصة .

أما مبرمج الروبوت خالد مسعد، فاستخدم برنامج “NXT flash G” في برمجة أجزاء الروبوت، ونسق مع زميله المسؤول عن التركيب طريق الحركة ومهام أجزائه .

وعن طريقة البرمجة يقول: تقوم برمجة الروبوت على تلقين بعض الحساسات أوامر السير والتوقف، والتعرف إلى الأشياء، وحساب المسافات والكشف عن مكونات الأشياء التي تعترض طرق الروبوت .

ويتابع: قمت ببرمجة مجسات تقيس نسبة حموضة الأمطار، تسمى “PH” على أن تعطي إشارات يترجمها الروبوت إلى حسابات يستطيع تحليلها، ومن ثم يخطر بها فريق العمل لاتخاذ إجراءاته . كما أضفنا حساساً يسمى “كالوري ميتر” لقياس مكونات العناصر وتحليلها عن بعد . إضافة إلى قارئ للألوان، من خلاله يميز الروبوت بين الألوان، وآخر يسمى “ألترا سونيك” مسؤول عن حساب المسافة وحركة الروبوت بين الأشياء التي تعترض طريقه . ويضيف: تتمحور مهام الروبوت حول مهمتين رئيستين أولهما الحماية والثانية الترويج، أما الحماية فيوفر الروبوت حلولاً لمشكلات المكان والتربة التي تواجه بعض المواقع الأثرية . كما يروج الروبوت للموقع من خلال أسئلة تاريخية توجه للزائر، يحصل بعدها على هديته بحسب العلامة التي حصل عليها، من روبوت آخر توضع فيه بطاقة الإجابة الصحيحة . وحرصنا على ان تكون الهدية من تراث البلد الموجود به الموقع .

عن التعاون بين أعضاء الفريق إنجاز الروبوت يقول قائد الفريق عامر عادل: قبل الشروع في تنفيذ الفكرة، اجتمع النادي لاختيار أعضاء الفريق وقائده بالانتخاب . وبعد وقوع الاختيار عليّ عمدت على الفور إلى التنسيق بين أدوار الفريق، وبث روح التعاون بين أعضائه للوصول إلى هدف واحد هو روبوت يحمي ويروج للتراث العالمي .

ويتابع: أتقن الكثير من المهارات الخاصة بالتركيب والبرمجة، لكن عبء القيادة كان يتعلق بإنجاز المشروع ككل، والتنسيق بين أدوار الزملاء، وتذليل الصعاب التي تواجههم، خاصة أننا ننجز المشروع خلال العام الدراسي، ومطالبين بالحفاظ على تفوقنا الدراسي وأداء الامتحانات .

ويضيف: يمكننا برمجة الروبوت على حماية أي موقع أثري حول العالم، وتقديم العون للقائمين عليه في تصميم بوابات إلكترونية، تمنع السرقات، وتقيس مدى تأثير العوامل البيئية في الأثر . لكننا بدأنا بالتراث العالمي للمنافسة على المستوى العالمي في أولمبياد الروبوت، ومن تطوير المشروع لخدمة المواقع المحلية .

إضافة إلى مهام التركيب، ومساعدة زملائه في مراحل تجميع أجزاء الروبوت، تولى مطر محمد مطر دور المنسق الإعلامي للفريق، وعكف منذ بداية مراحل التصنيع على توثيق مراحله خطوة بخطوة، من خلال التصوير وكتابة التقارير التفصيلية عن المراحل والمهام المختلفة لأعضاء الفريق .

عن دوره يقول: عند انضمامي للفريق لاحظت حاجة الفريق الملحة لمنسق إعلامي، يتابع مراحل التصميم، والتركيب، والبرمجة، لتوثيق أهم اللحظات التي توضح المجهود الكبير الذي يقوم به الفريق حتى الوصول إلى الشكل النهائي .

لأن الكثير من المتابعين للروبوت سيكونون بحاجة إلى الإجابة عن أسئلة كثيرة حول مراحل الروبوت، ومن ثم كان التصوير والتوثيق مهمتي للإجابة عن تفصيلة مر بها التصميم منذ الفكرة حتى الشكل النهائي .

Image