دار الخليج: تبذل مؤسسات الدولة جهوداً كبيرة في مجال التوعية البيئية، والحد من النفايات . وتطرح من خلال مسابقاتها البيئية أفكاراً تحث على إعادة تدوير المخلفات في أعمال مفيدة تسهم في خلق بيئة خالية من المواد الضارة . من بين هذه المسابقات “إبداعات من نفايات” التي نظمتها للعام الثاني على التوالي بلدية دبي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ممثلة في منطقة دبي التعليمية بهدف توعية طلاب المدارس بأهمية تقليل النفايات، وكيفية الاستفادة منها، وإيجاد أنسب الطرق لإعادة تدويرها .
وتحفز المسابقة الطلاب ومعلميهم على إبداع أعمال فنية من المواد المهملة مثل الورق، والبلاستيك، والمعادن، إضافة إلى المخلفات الإنشائية والحجرية، وإطارات السيارات .
بأفضل مشروع بيئي تجاري، فازت الأختان نسيمة وفاطمة حسن المرزوقي، طالبتان في جامعة زايد، بعد تصنيعهما لمجموعة حقائب للتسوق من علب العصير الفارغة .
عن المشروع تقول نسيمة: عند زيارتنا للهند وجدنا بعض الأفراد يستخدمون مفرشاً من علب العصير الفارغة والمعاد تجميعها بشكل طولي، فأعجبتنا الفكرة . وعندما سمعنا عن المسابقة، أردنا تطبيقها بشكل مختلف . نظراً لتوافر علب العصير الفارغة في كل مكان . وتتابع: كنا نتسوق في أحد المحال، وتعرفنا على نوعية الأكياس المستخدمة لحمل المشتريات، فكان أغلبها بلاستيكية ضعيفة وغير صديقة للبيئة، وعزمنا على تنفيذ حقيبة قوية من العلب الفارغة، يحتفظ بها المتسوق لعدة مرات في حقيبة سيارته .
وعن ميزات الحقيبة المصنوعة من النفايات تقول أختها: أول ميزة جمع علب العصير الفارغة من النفايات، والتخلص منها في عمل مفيد، والثانية وجود بديل صديق للبيئة للأكياس البلاستيكية التي يتطلب جمعها والتخلص منها مبالغ طائلة .
وفازت عائشة كلنتر، طالبة بالصف الثاني بمدرسة دبي الوطنية، بالمركز الثاني عن فئة العمل الفردي، بعدة أعمال استخدمت فيها الورق المقوى في عمل حقائب وإطارات صور وبطاقات .
وعن مشاركتها تقول: أستخدم الورق المقوى في صنع الكثير من الأشكال، وأحتفظ بورق الهدايا والشرائط لصنع بطاقات المعايدة، وتهنئة زميلاتي وأفراد أسرتي بالمناسبات السعيدة، وتساعدني أمي في جلب الأفكار الحديثة من الإنترنت، وأجد الكثير من التشجيع من معلماتي .
وحصلت زميلتها في المدرسة عفراء الهلالي، على المركز الثالث عن عمل فردي استخدمت فيه ورق الجرائد بعد تقويته بالصمغ الأبيض، لصنع نموذج تراثي لسلة حفظ الطعام القديمة . وتقول: تعلمت من معلمتي الكثير عن إعادة استخدام ورق الجرائد في أشياء مفيدة، فبعد تقطيعه إلى شرائط يسهل تشكيله، ويساعد الصمغ على تصلب الشكل وسهولة استخدامه .
وفي فئة “العمل الجماعي”، فازت بالمركز الأول مجموعة من طالبات مدرسة غرناطة للتعليم الأساسي عن “صندوق الغابة” وتقول مشرفة النشاط بالمدرسة بسمة المدلجي: تحرض المدرسة على التوعية البيئية للطالبات، سواء في مجال ترشيد استهلاك الماء والكهرباء، أو إعادة تدوير النفايات، وإبداع أشكال فنية من خامات البيئة المهملة . وتمكنا من حصد الكثير من الجوائز، وكرمتنا من عدة مؤسسات .
وتتابع: تركنا المجال للطالبات لطرح أفكار جديدة، خاصة في مجال إعادة تدوير الورق، وأنتجنا هذا العام عدة مجسمات ملونة من عجينة الورق، وساعات حائط، وصناديق يمكن لكل بيت استخدامها لتخزين الأشياء .
عن فئة المعلم، فاز تامر محمود، من مدرسة محمد بن راشد للتعليم الثانوي، عن مشاركته “نخيل من بلاستيك”، إذ استخدم الزجاجات البلاستيكية في تشكيل عمل فني موحد المنظور على لوحتين .
وعن مشاركته يقول: تخلف استخداماتنا اليومية الكثير من النفايات، والخامات التي من الممكن إعادة استخدامها بشكل مفيد، سواء فنية أو حتى منزلية .
من بين هذه المهملات زجاجات المياه الفارغة التي أعدت تشكيلها لعمل جذوع وأوراق لنخلتين، بعد تقطيعها وتثبيتها على لوحين من الخشب .
يعد البلاستيك من الخامات الطيعة في الاستخدامات الفنية، فهو سهل التشكيل، ومبهر النتائج، خاصة بعد تلوينه بالألوان المناسبة للعمل الفني .
أما الفائزة بالمركز الثاني فئة المعلم فكانت بثينة عيسى من مدرسة قرطبة للتعليم عن عملها “سمكتان”، الذي استخدمت فيه قصاصات القماش، والصمغ، وأغطية الزجاجات .
تقول: أنا مدرسة للغة العربية لكن اهتماماتي بيئية، ولدي موهبة فنية أطوعها في المجال البيئي، وشاركت في الكثير من المسابقات . أما مشاركتي هذا العام فهي عبارة عن عمل فني استخدمت فيه بقايا القماش التي ترمى من دون فائدة .
وأنجزت منها لوحة كبيرة لسمكتين من بيئة الإمارات، حتى أشجع طلابي على إعادة تدوير خامات البيئة من ناحية، ومن أخرى أحفزه على إنتاج أعمال فنية تزين غرفهم .
أما جائزة العمل المتميز، ففازت بها مدرسة الأرقم للتعليم الأساسي، التي شكلت فريقين الأول مكون من سبعة طلاب، شاركوا في إنجاز سلة كبيرة من الورق . والفريق الثاني مكون من خمسة طلاب شارك بلوحة كبيرة من قشر البيض .
تقول خالدة رشيد، المشرفة على النشاط البيئي بالمدرسة: تدخل التوعية البيئية في صميم العملية التعليمية، من خلال حرص معلمي المواد الدراسية على تفعيل الجانب العملي للمادة في تطبيقات تحتفي بالبيئة وتحافظ على مواردها . لذلك، حرصت المدرسة على إشراك عدد كبير من الطلاب في المسابقة هذا العام .
وتتابع: تخصص الفريق الأول في إعادة تدوير الورق، وتمكن أعضاؤه من جمع عشرات العلب الفارغة، وإعادة تشكيلها في سلة كبيرة متعددة الأغراض، اتخذت ألواناً مزركشة ورسوماً عبرت عن اهتمامهم بالبيئة .
أما الفريق الثاني فكانت مهمته صعبة في تجميع كميات كبيرة من قشر البيض، تكفي لتنفيذ خريطة كبيرة، لكنهم نجحوا في ذلك، وأمضوا الكثير من الوقت في تجميعها وتلوينها .