تجربة طلابية في سلطنة عمان .. “المعلق الصغير” تكتشف مواهب المستقبل

دار الخليج: تتنوع الهوايات لدى الاطفال بطريقة مثيرة للعجب والتي تشير إلى الاهتمام لكل منهم في الجوانب المختلفة . ويستحوذ التقليد على الكثير من هذه الهوايات بطرق مختلفة سواء من حيث الحركات أو الاصوات، ومنها تقليد المعلقين أو حتى محاولة البعض إضافة بعض الزيادة على هذا التقليد الامر الذي دعا إلى إقامة مسابقة غريبة في سلطنة عمان هي مسابقة “المعلق الصغير” للأطفال وطلبة المدارس من سن (12 إلى 17 سنة) .


القائمون على هذه المسابقة حددوا هدفها بإعداد جيل محترف في مجال التعليق الرياضة خاصة كرة القدم، وجاء تنظيم المسابقة بفكرة من يوسف الدغيشي المشرف على برامج الأطفال بمعهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي بمسقط وبالتعاون مع الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في سلطنة عمان، والتي وفرت المكان والكوادر الطلابية للإشراف على المسابقة وضمان نجاحها والمسابقة تقام للمرة الأولى على مستوى السلطنة والخليج العربي .

ولزيادة أهمية هذه المسابقة بدأت بمحاضرات وحلقات تدريبية مكثفة قدمها إعلاميون من السلطنة في مجال التعليق الرياضي، تتعلق بأساسيات المعلق الناجح، وكيف أصبح معلقا ناجحا من خلال العديد من الأمور منها الصوت والإلقاء وحسن اختيار الكلمات المناسبة أثناء التعليق .

وبعد ذلك تمت تصفية المتسابقين إلى خمسة فقط تأهلوا للنهائيات من أصل 83 مشاركاً شاركوا في المنافسة من الاطفال شاركوا، وكانت النهاية بحضور المعلق المعروف رؤوف خليف، وقد تم اختيار المتأهلين من خلال لجنة تحكيم ضمت العديد من الاختصاصيين من معلقين أمثال عبدالله السعدي من قناة دبي، وعبدالله المعمري من قناة الجزيرة، وأحمد الكعبي من القناة الرياضية العمانية وإعلاميين .

فكرة المسابقة والمشرف عليها هو يوسف بن سيف الدغيشي منسق برامج الأطفال في معهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي الذي كان على تواصل مع الطلبة خاصة من أصحاب الموهبة في التعليق وغيرها من المواهب، فقال: تابعت مجموعة من الطلاب لهم اهتمام رياضي خاصة في مجال التعليق، ومنها بدأت فكرة عمل مسابقة في التعليق الرياضي لتنمية مهاراتهم واكتشافها وصقلها لتخرج للنور وبدوري طرحت الفكرة للقائمين على معهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي بعد 4 أشهر من التحضير لهذه المسابقة ظهرت للواقع، والهدف لنا هو إعداد جيل محترف من المعلقين العمانيين، كذلك تنمية وتعزيز الثقة فيهم والاحتكاك مع معلقين كبار والاستفادة من توجيهاتهم وخبراتهم .

وأضاف: كان عدد المشاركين 83 مشاركاً تم تقليصهم إلى 10 مشاركين ومن ثم إلى 5 مشاركين من خلال لجنة التحكيم، معتبراً أن هذه المسابقة ستكون البداية وسيكون هناك الكثير ونفكر في اطلاق النسخة الثانية العام المبكر وقد لفتت هذه المواهب الانتباه بطريقة كبيرة ولافتة .

ويجد عبدالله الرئيسي مدير التسويق في الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في سلطنة عمان أن الهدف الرئيسي من إقامة المسابقة هو اكتشاف مواهب للمستقبل وكذلك التعريف بالجامعة لهذه الفئة من الطلاب وأولياء أمورهم والتعريف بالجامعة على المستوى الإقليمي من خلال استضافة المسابقات والفعاليات لما لها من دور في تنمية مواهب الطلاب وصقلها وتنميتها ونحن في توجه لإقامة شراكة بين الجامعة الألمانية ومعهد الفنون للتدريب الإعلامي والمسرحي لإقامة المسابقة سنويا في مقر الجامعة الألمانية .

خالد الخربوشي (13 سنة، في الصف الثامن، من الموهوبين الذين شاركوا في هذه المسابقة) تحدث عن هذه التجربة التي وجدت الكثير من القبول عند الطلبة، وأيضاً تحدث عن طموحاته المقبلة في هذا المجال فقال:استهواني التعليق الرياضي منذ فترة طويلة من خلال متابعتي للمباريات تلفزيونيا، حيث لفت انتباهي أصوات وتلاعب المعلقين بالكثير من الألفاظ والكلمات بطريقة جميلة فبدأت تقليدها بشكل مستمر حتى أصبحت متقنا لها، ومن ثم بدأت أعلق على المباريات عندما كنت العب على جهاز البلاي ستيشن . . وقد اعجب كل من سمعني بما أقوم به من النواحي كافة وشجعوني بشكل واضح خاصة الأهل الذين لم يمانعوا ولكنهم اشترطوا علي ألا يكون ذلك على حساب دراستي . . وهذا ما كان .

بداية وقبل الدوري والمسابقة والمحاضرات التي سبقت المسابقة كنت أتوقع أن التعليق أمر بسيط ويستطيع أي شخص أن يتقنه من خلال الصوت ولكن هذا الأمر تغير بعد المحاضرات التي كشفت أن التعليق له قواعد وأسس، وأن هناك جانباً كبيراً من الدراسة والتحضير قبل التعليق على أي مباراة، وكانت الفائدة كبيرة وأيضاً من خلال تعلم القواعد، ومن ثم المشاركة في المسابقة والتنافس، الذي كان قويا وتعرفت إلى الكثير من الطلبة الذين يهوون هذا الأمر .

التجربة جميلة وفاجأني العمل الصعب لمن يريد التعليق على المباراة، ولكنني أجده مميزاً من النواحي كافة، وهو أشبه بشيء تريد أن تقدمه للناس بطريقتك ومن خلال صوتك فقط، وهنا الصعوبة الكبرى . وعن طموحاته في هذا المجال قال: أتمنى أن أكون مستقبلاً معلقاً، ولكن ليس قبل أن أنهي دراستي كما اتفقت مع الأهل . . خاصة وأن معلقي المفضل شجعنا على هذا الأمر، وأكد أن التعليق عمل ودراسة وتواصل مستمر مع كل شيء تعلق بالرياضة .

وتابع: لم أحزن لأنني لم أكن من الثلاثة الأوائل، بل كنت سعيداً جداً لهذه المشاركة، ثم أضف لذلك أنني أمارس هذه الهواية بشكل دائم، وأحظى بتشجيع أهلي وزملائي، وحالياً أصبحت أبتعد عن التقليد وأحاول أن ابتكر شخصية خاصة بي في هذا المجال مستفيداً من هذه المشاركة ومن المحاضرات والتجارب التي عشتها ومن التوجيهات من قبل لجنة الاختيار والمعلقين الذين شاركوا في هذه الدورة وعلمونا الكثير على ضوء تجربتهم والقادمين من قناة الجزيرة وقناة دبي والقناة الرياضية العمانية وطالبونا بالابداع من خلال تكوين شخصية خاصة لكل معلق .

وفيما إذا اقتصر تعليقه على كرة القدم قال: نعم لأنني أحب هذه اللعبة كثيراً وأشجع فريق ريال مدريد والمنتخب العماني والحارس علي الحبسي .

أما زكي الخربوشي والد خالد قال: منذ أن كان عمره 5 سنوات كان لديه موهبة في تقليد أصوات المعلقين، وهذا كان سبباً في اهتمامنا به وتشجيعنا له حتى أتت الفرصة في المسابقة الأخيرة، ورغم اصراري على دراسته قبل أي شيء سيعود الموهبته التي أتمنى أن يطورها بحيث لا يتعارض الأمر مع دراسته . . والرياضة بكافة أنواعها وفنونها أصبحت علماً قائماً بذاته . . وهو اقتنع أن التعليق ليس تقليداً بل يلزمه دراسة وعملاً كبيرين، وقد أضفى وجود معلقه المفضل الكثير من الإثارة على تجربته القصيرة هذه .

أخيراً نشير إلى ان الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى هم كهلان المحاربي، تلاه المهلب العمري والثالث محمد البلوشي .

Image
Image