مدرسة رمضان …

سعيد المعمري

لقد امتن الله سبحانه وتعالى على المسلمين بالكثير من مواسم الخير والطاعات ؛ رحمة بهم ورأفة ، ولا تعدوا تلك المواسم إلا أن تكون محطات لمحاسبة النفس ، ومنطلق لشحذ الهمم ، وعزيمة لمواصلة المشوار . فالنفس البشرية بطبيعتها يغلب عليها الخمول والكسل ، وتعتريها الوساوس والعلل فكان لا بد من وجود تلك الوقفات خلال العام من أجل التزود بزاد التقوى .
ففي شهر رمضان المبارك تكون الفرصة سانحة لاكتساب الأجور ، وجمع الحسنات ، والتقرب بالطاعات ، وأفضل تلك الأعمال قراءة القرآن والصدقة .

إن شهر رمضان يعد مدرسة تربوية يكتسب فيها المسلم الكثير من السلوكيات الحميدة ، لأن الإنسان في صيامه يكون رقيق القلب فهو بذلك أقرب إلى فعل الخير ، كما أن في أيام الصيام يكون لدى الناس متسع كبير من الوقت فعليهم استغلاله بما هو مفيد ، والقراءة بطبيعة الحال هي أفضل عمل يقوم به الإنسان ليس في رمضان فحسب وإنما في سائر أيام السنة .

فمثلاً لو يستغل الطلاب شهر رمضان في قراءة القرآن الكريم وحفظه ، ويخصصون وقتاً لمراجعة المقررات الدراسية للسنة الدراسية التالية ، فيكونون بذلك قد حققوا إنجازاً عظيماً ، أما إذا كانوا يقضون سحابة نهارهم في النوم ، وليلهم في اللعب ومشاهدة التلفاز فهم بذلك يضعون أثمن فرصة تمر عليهم خلال عامهم فعمر الإنسان لا يقاس بعدد السنين التي يعيشها ، وإنما بحجم الإنجاز الذي يحققه خلال أيام حياته . فكم من الذين عاشوا أعماراً طويلة ولكنهم لم يحققوا أي شيء لأنفسهم ولا لمجتمعاتهم بل إنهم كانوا عالة وعبء على أسرهم .

وآخرون كانت دورة حياتهم قصيرة ولكنها حافلة بالإنجازات ، لأنهم تمتعوا بالإيجابية التي عادت عليهم وعلى مجتمعاتهم بالنفع .

فعلينا أن نجدد الهمم خلال هذا الشهر الكريم ، ونقوي صلتنا بالله ، ونجدد ثقتنا بأنفسنا حتى نكون نبراساً يضيء الدرب للآخرين .

Image
مقالات ذات العلاقة