سعيد المعمري
تُعد الإجازات مطلبًا أساسيًا من مطالب الحياة العملية ، فهي تعمل على إعادة التأهيل اللازم للجسم بعد فترات طويلة من العمل أو الدراسة فتجدد الدماء ، ويعود النشاط للبدن ، وتنتعش الأفكار . ولا يتأتى ذلك إلا لمن يعرف كيف يستغل وقت الإجازة الاستغلال الأمثل.
فعند البعض – مثلاً – أن الإجازة هي وقت النوم الطويل المتواصل ، والخلود إلى الدعة والكسل , وتعطيل العقل والجسم ، وهذا فهم خاطئ بطبيعة الحال فالله سبحانه وتعالى قسّم لنا الليل والنهار وأخبرنا بأوقات النوم وأوقات العمل ونهانا عن الدعة والكسل ، حيث ورد في القرآن الكريم الكثير من التفاصيل في هذا الشأن .
ولعل المقام يناسب المقال من حيث أن الإجازات الصيفية قد بدأت ، والكثير من طلبة المدارس – عدا طلاب الشهادة العامة – قد أنهوا اختباراتهم وبدأوا التمتع بإجازتهم ، وكذلك الحال لبعض المعلمين والموظفين . لهذا سأورد هنا بعض الأفكار لكيفية قضاء إجازة ممتعة ومفيدة في آن واحد ولعل الأفكار التي سترد في سياق هذا المقال ليست بغريبة عن البعض أو ربما يمارسها الكثير إلا أنه من باب التذكير وشحذ الهمم.
فإن أول ما يجب الاهتمام به هو حفظ القرآن الكريم ، وتخصيص وقت لقراءته وتدبره ، لأنه الزاد المعين ، والسراج المنير في هذه الحياة فبه تُحيا القلوب ، وتُنار الدروب ، فهذه فرصة ثمينة خاصة ونحن على أعتاب شهر القرآن ، شهر رمضان المبارك ، فالمراكز الصيفية تنتشر بكثرة في بلادنا الرضية فليبادر الجميع أباء وأبناء إلى الاهتمام بكتاب الله الكريم .
ومن الأشياء التي يجب الاهتمام بها بشكل عام هي القراءة ، فالقراءة غذاء للروح ، وتنمية للقدرات الفكرية واللغوية ، وزيادة في الأرصدة الثقافية والمعلوماتية ولا أقول هنا أن نقرأ في أمهات الكتب فيكفي أن نقرأ كتاباً صغيراً كل يوم في أي مجال ، ونخصص كتاباً كبيراً نقرأ منه صفحة واحدة أو عدة صفحات حتى نستطيع أن نجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات .
وعلينا أن نخصص يوماً أو يومين في الأسبوع لزيارة الأرحام والاطمئنان على أحوالهم ، والتواصل معهم ، تحقيقاً لأمر الله سبحانه وتعالى ، وزيادة للروابط الحميمية بين الأهل والأقارب ، فالاجتماعات الأسرية تحقق الكثير من الأهداف ، ولها أبعاد اجتماعية ونفسية واقتصادية .
وبعد تلك الاهتمامات يأتي دور الاستجمام ، وقضاء بعض الوقت بالذهاب في رحلة ربما تستغرق عدة أيام ولتكن أولى تلك الاهتمامات زيارة النبي صلى الله عليه وسلم والسلام عليه في مدينته العامرة المدينة المنورة ، وزيارة البيت الحرام لأداء العمرة فمثل هذه الرحلة من شأنها أن تبعث في النفس الكثير من الانشراح وطمأنينة القلب وزيادة الرصيد الأخروي من الأجر بإذن الله .
أو القيام برحلة داخلية إلى محافظات السلطنة الجميلة ، والتي تتميز بمقوماتها السياحية وأفضل تلك الوجهات على الإطلاق هي محافظة ظفار حيث الخريف والأجواء الماطرة ، والمناظر الخلابة .
تلك كانت بعض الأفكار التي أردت تذكير نفسي بها أولاً ، وتذكيركم أنتم أيها الأحبة حتى يكون صيفنا أحلى وأجمل. وطبعاً هناك الكثير من الأفكار في هذا المجال ولكن ما يدرك كله لا يترك جله .
خاص مدارسنا دوت نت