ليلى بنت سالم السلامية*
قال الرسول صلى الله عليه وسلم” طلب العلم فريضة على كل مسلم”، وقد قيل قديما “خير جليس في الزمان كتاب” فاين نحن من ذلك؟؟؟؟
من أهم المواضيع التي انحسرت وقل الإهتمام بها في زمننا الحالي هي القراءة.لذا تعتبر القراءة وتنميتها وتطويرها لدى جميع افراد المجتمع متطلبا اساسيا وتربويا وثقافيا وذلك نظراً للتقدم والإنفجار العلمي والمعرفي المتسارع والمتغير والذي اصبح منافسا للتعليم في جميع المراحل التدريسية ،وايضاً اصبح له الاثر الأكبر على عملية النمو لدى الطفل في جميع مراحل تكوين حياته وصفاته الشخصية المتعلقة بالنمو الاجتماعي والعاطفي والإدراكي والجسمي والتي تلعب وتساهم في صقل شخصية الطفل من خلال اكتسابه للمعلومات والمعارف التي تساعده في تنمية مهارات الاتصال وربطها بالمعارف الانسانية وايضا تكسبه الشخصية المستقلة في بناء شخصيته المعرفية وقدرته على مواجهة الحياة والتي من خلالها تبني شخصية القارئ القائد في مجال العلم والمعرفة والتي اثبتت من خلالها الدراسات انه كلما تم تبكير تثقيف الاطفال بالقصص والكتب قبل المراحلة الدراسية الآولى وهي الابتدائية تكون لديهم قابلية واستعدادية للدراسة والقراءة بشكل أفضل، والتي نفتقدها في زمننا الحالى.
وللأسف الشديد أن أمة الإسلام تعاني اليوم من أمية شديدة! فنسبة الأمية التامة هى عدم القراءة والكتابة في الشعوب المسلمة التي تصل إلى 37% ، وهذا ادى الي انتشار درجات كثيرة من الأمية غير المباشرة في الأمة الإسلامية والعربية .فهناك من لا يعرفون أشياء كثيرة في غاية الأهمية تحدث في دنيا الناس وهناك آخرون عندهم أمية دينية والبعض الآخر لديهم أمية سياسية، ولا يعرف كيف تسير الأمور ومن الناس من لديه أمية في القانون، لا يعرف ما هي حقوقه أو واجباته.
ومن الملاحظات العجيبة ايضاً أننا أمة (إقرا) ولا نقرأ، والمعروف في الحضارية الاسلامية إن مفتاح قيام هذه الأمة هو كلمة: ﴿ اقْرَأْ ﴾ .
وايضا إن ما يدعو للتفكير أن تكون الكلمة العظيمة والتي بدأ بها الوحي على الرسول صلى الله عليه وسلم هي: ﴿ اقْرَأْ ﴾ «اقرأ باسم ربك الذي خلق»، فنحن الأمة التي احتفت بالقراءة واهتمت بها اهتماماً كبيراً، في وقت كانت الدنيا كلها لا تدرك سر القراءة وأهميتها ودورها في البناء الحضاري ، إذاً سبب عزوفنا وضعفنا في القراءة أصبح واضحاً، وهي مرتبطة بمشكلتين رئيسيتين:
الأولى: أن بعض الناس لم يتعودوا على القراءة ويملّون سريعا. وكلما علت همتهم وبدأوا في القراءة عادوا من جديد إلى الكسل والخمول. وهؤلاء في حاجة إلى وسائل تعينهم على القراءة وعلى الاستمرار فيها.
الثانية: أن بعض الناس يقرأون فعلا، وينفقون أوقاتا طويلة في القراءة ولكنهم لا يقرأون لهدف معين ولا يعرفون ماذا يقرأون لتصبح قراءتهم نافعة ومفيدة. وهؤلاء في انتظار حسن التوجيه إلى الموضوعات الأكثر نفعا وفائدة.
-معوقات واسباب العزوف عن القراءة:
انحسار دور الأسرة في التوجيه القرائي، والتركيز على الفضائيات والاعلام.
محدودية وسائل الإعلام المرئية والمسموعة لعملية القراءة والتركيز على بعض البرامج المرئية والمسموعة التي تعلم الناس وتأخذ بيدهم إلى طريق الخير والمعرفة.
قلة الاهتمام بالجانب القرائي في المدارس، فحتى الآن لا يوجد نظام تعليمي أعطى للمكتبة المدرسية أولوية في مناهجه.
وجود مكتبة مدرسية في كل مدرسة، لكن من يذهب إليها؟ ليس هناك وقت لدى الطلبة. فالمناهج مضغوطة والمعلم مزدحم، والمكتبة خاوية من الكتب الحديثة والمتجددة.
الجهل وعدم إدراكنا لأهمية التعليم في مجال الإعلام و الرياضة و الزراعة و التجارة و الصناعة وجميع نواحي الحياة .
عدم التركيز والكسل عند القراءة وبعض الوسائل تشجع على الكسل و الخمول و توهم الناس بأنها تغني عن القراءة .
الثقافة المعلبة السريعة مثل الصحف و المجلات و الكتيبات الصغيرة المختصرة .
عدم العناية بتنظيم الوقت .
المعوقات الماديه : فالكثيرون لا يملكون ما يكفي لشراء الكتب .
المناهج التعليميه : غير الموضوعية و التي تكثف المعلومات و تعتمد على العلم النظري و الحفظ.
غياب القدوة : ففي الماضي كان هناك عظماء و قراء يقتدى بهم أمثال الامام السالمي الحافظ ابن حجر العسقلاني ،ابن القيم و شيخ الإسلام ابن تيمية، و ابن الجوزي وغيرهم كثير ،أما اليوم فقد اختلفت القدوات و صار الشباب يقتدون بالفنانين التافهين و لاعبي كرة القدم وغيرهم مما لافائدة في الاقتداء بهم ولا يعرفون عن تاريخ و علماء أمتهم شيئآ و لا حول و لا قوة إلا بالله.
-أهمية وفوائد القراءة : من الأقوال الرائعة في القراءة……….
(العلم والفقة يأتيان عن طريق القراءة وسعة الإطلاع )
– تعتبرأهم وسائل التعلم الإنساني التي من خلالها يكتسب الإنسان العديد من المعارف والعلوم والأفكار.
– تعتبر وسيلة لتحصيل العلم الشرعي، من خلال تلاوة كتاب الله عز وجل، والقراءة في سنة النبي صلى الله عليه وسلم
– تطور الإنسان وتفتح أمامه آفاقاً جديدة كانت بعيدة عن متناوله “هي غذاء النفوس وطب العقول”.
– تعتبرأكثر مصادر العلم والمعرفة وأوسعها، حيث حرصت الأمم المتيقظة على نشر العلم وتسهيل أسبابه، وجعلت مفتاح ذلك كله من خلال تشجيع القراءة والعمل على نشرها بين جميع فئات المجتمع.
– تعتبرأهم وسائل نقل ثمرات العقل البشري وآدابه وفنونه ومنجزاته ومخترعاته، وهي الصفة التي تميز الشعوب المتقدمة التي تسعى دوماً للرقي والصدارة.
– ونعود ايضا ونقول إن أهمية القراءة ترجع إلى أول كلمة خاطب بها جبريل (عليه السلام) سيدنا محمد(صلى الله عليه وسلم) هي كلمة (اقرأ)، وهذا له دلالة كبيرة وعميقة على اكتشاف أهمية القراءة للعلم والمعرفة.
– تعتبروسيلة للتعلم والتعليم وهي وسيلته لاكتساب المعرفة بصفة عامة، كما هي بعض وسائل استمتاعه وترفيهه.
-تعتبر أهم المهارات المكتسبة التي تحقق النجاح و المتعة لكل فرد خلال حياته ،و ذلك انطلاقاً من أن القراءة هي الجزء المكمل لحياتنا الشخصية و العملية وهي مفتاح أبواب العلوم و المعارف المتنوعة.
– تعتبر وسيلة للتعويد على البحث.
– تبني فروقات هائلة بين الذي يقرأ والذي لايقرأ من خلال بناء المهارات الذاتية للفرد والطالب في المستقبل من خلال:
القراءة تنمي ثقتي بنفسي.
القراءة تجعلني أكثر كفاءة في إنجاز أعمالي.
القراءة تجعل قراراتي أكثر فاعلية.
القراءة تزيد من فرص ترقيتي في مجال عملي.
القراءة تجعلني أكثر ثباتاً في مواجهة الأزمات والضغوط.
القراءة تزيد من فهمي وإدراكي للأمور.
القراءة تجعلني عضواً بارزاً وفعالاً في فريق عملي.
القراءة تجعلني لبقاً في محادثة الآخرين.
القراءة تجعلني أكثر دقة وذكاءً وبديهة.
وهنا نجد ايضا بأن أهمية القراءة تتمحور حول أربعة انواع وهي:
(القراءة الثقافية، القراءة الأكاديمية، القراءة المرجعية،القراءة الممتعة والمسلية ،والقراءة السريعة).
وبجانب ذلك نجد في العصر الحديث أن القراءة دخلت في أنشطة الحياة اليومية لكل فرد، فالقراءة هي السبيل الوحيد للإبداع وتكوين المبدعين والمخترعين والأدباء والمفكرين، والأمم القارئة هي الأمم القائدة، والذين يقرؤون هم الأحرار؛ لأن القراءة والمعرفة تطرد الجهل والخرافة والتخلف.
أهمية القراءة للطالب:
1- القراءة توسع خبرة التلاميذ وتنميهم ، وتنشط قواهم العقلية ، وتهذب أذواقهم ، وتشبع فيهم دافع الاستطلاع ، وتمكنهم من معرفة أنفسهم والآخرين.
2- تفتح القراءة أبواب الثقافة العامة ، فمن خلالها يضيف إلى حصيلته الثقافية في كل يوم شيئا جديدًا ليدعم فكره بأفكار جديدة وبذلك يتسنى له الإنتاج والإبداع الخصب .(بنك المعلومات )
3- القراءة هي البوابة الرئيسية لكل المعارف ، وإذا لم يتعلم الأطفال تعلمًا جيدًا ، فإن طريقهم مسدود إلى كل مادة دراسية تقدم لهم في سنوات الدراسة.
4- تساعد القراءة الفرد في الإعداد الأكاديمي فعن طريقها يتمكن التلميذ أو المتعلم من التحصيل العلمي الذي يساعده على النجاح وإتقان المعرفة داخل المدرسة أو الكلية او الجامعة. وعن طريق القراءة يمكن حل الكثير من المشكلات العلمية التي تواجهه في حياته الدراسية والأكاديمية والحياتية .
ولكي يرفع الطالب مستوي القدرة على القراءة المتميزة لابد من التركيز على:
الإكثار من التدريب على القراءة السريعة في موضوعات سهلة وشيقه.
الحرص على تنمية اللغويات والأدبيات .
المداومة على القراءة وعدم الانقطاع لفترات طويلة .
التركيز على قراءة كل ما يكتب على شاشة التلفاز من أخبار ، أو إعلانات مفيدة أو ترجمة مادة تلفزيونية إلى اللغة العربية .
وجود مكتبة خاصة بالمنزل متنوعة الكتب والمصادر.
تعاون جميع افراد الاسرة الواحدة لاثراء القراءة في محيط الأسرة.
اما بالنسبة لدور المعلم في رفع مهارات القراءة لدى الطلاب وذلك من خلال:
إثارة الدافعية التي تزيد من نشاط التلاميذ وتثير رغبتهم في القراءة .
الربط بين القراءة وألوان النشاط اللغوي التي تحتاج إلى القراءة والاطلاع .
تنويع طرائق تدريس القراءة وعدم الاقتصار على طريقة واحدة.
تخصيص حصص خاصة في الجدول الدراسي لاثراء القراءة.
-المراجع:
القراءة منهج الحياة، ،تأليف د. راغب السرحاني.
فن القراءة،أهميتها ،مستوياتها،مهارتها ،وانواعها،تاليف،د: عبداللطيف الصوفي.
الضعف في القراءة وأساليب التعلم.مصر، سعد مراد علي ، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر.
القراءة وتنمية التفكير، لافي، سعيد عبدالله مصر: عالم الكتب.
www.al-taif.net/thread17608.html
forum.amrkhaled.net
www.gnanim.com/…/show thread.
* ماجستير إدارة تربوية – مدربة في التنمية البشرية – رئيسة قسم القبول والتسجيل – الكلية التقنية العليا – سلطنة عمان – مسقط مارس 2013م