سعيد المعمري
النجاح كلمة جميلة ، بل هي من الكلمات المحفزة ، فهي الغاية التي يسعى إليها كل إنسان في هذا الكون مهما تنوعت المجالات ، واختلفت المشارب .
النجاح سمة المجتهدين ، وعنوان المجيدين ، وطريق ذوي الألباب.
فهل للنجاح قوانين ؟
نعم هناك قوانين سنها الله سبحانه وتعالى قوانين كونية لا تحابي أحداً ولا تقف في صف أحد وهي بالتالي لا تنظر إلى المستوى المادي أو الاجتماعي فهي نتاج مجهوداتك في هذه الحياة .
فالإنسان الذي يتعرف على أسرار النجاح وقوانينه ؛ حتما سيكتشف الطاقات الكامنة بداخله التي وهبها الله له لتعينه على النجاح وتجاوز جميع العقبات في هذه الحياة ، فنحن قد أوكلت إلينا عمارة هذه الأرض ، وأوعز لنا خلافتها فعلينا إيجاد المقومات التي تعيننا على خلافتها وعمارتها (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً ) .
والسر الذي نحن بصدد التحدث عنه في هذه العجالة كشفه النبي ( صلى الله عليه وسلم ) قبل خمسة عشر قرناً ، حيث استخدمه – عليه الصلاة والسلام – واستخدمه أصحابه من بعده . وإذا رأيت ناجحا من بعده فاعلم أنه انتهج منهجه ( صلى الله عليه وسلم ).
نعم إن ما أعنيه هو حسن الظن بالله ، وهو ما عده الكثير من أهل العلم من العبادات التي يتقرب بها المسلم من الله سبحانه وتعالى وحسن الظن بالله يقتضي منا التفاؤل والتي ينتج عنها النظرة الإيجابية لكل شيء في هذا الكون .
وقلما تجد إنساناً ناجحاً في أي مجال من المجالات إلا وسمة التفاؤل والإيجابية هما السمتان الأساسيتان في حياته ، فالأفكار الإيجابية تخلصك من الأفكار السلبية وبالتالي تتيح لك النظر إلى الحياة من زوايا واسعة جداً بخلاف النظر إلى الحياة بسلبية مفرطة التي تجعلك ترى الحياة من زاويتها الضيقة .
والمعنى الذي أرغب توصيله اليوم يتعلق بفئة طلبة العلم ، ومشوارهم في تحصيل العلوم أياً كانت مرحلته الدراسية أو تخصصه العلمي .
فطريق العلم مليء بالعقبات التي من الممكن أن تقف عائقاً أمام طالبيه ، لذلك كان لازماً عليهم التصدي للإرهاصات التي تواجههم بالتفاؤل والإيجابية التي حددتها الشريعة بمقاصدها المختلفة وأهم تلك الخطوات كما صورها أهل العلم ( الثقة بالنفس – التفاؤل – الدعاء …. ) وغيرها من تلك الخطوات .
لذلك عزيزي طالب العلم أفرغ الشحنات السلبية من داخلك ، وتوجه إلى الحياة بنظرة إيجابية مفعمة بالأمل والطموح والإصرار على ارتقاء سلم النجاح إلى آخره .
خاص بمدارسنا
