الامتحانات .. رفقاً بطلابنا

سعيد المعمري

لا شك أن أي نظام تقويم يعتمد بالدرجة الأولى على اللوائح الخاصة بأنظمة التقويم والامتحانات المعتمدة في أي مؤسسة تعليمية ، والذي يشتمل على رصد درجات الطلبة على مدار العام الدراسي .

وقد تحدثت في مقال سابق عن نظام التقويم ومخرجات التعلم ، وفي هذه السطور سوف أتناول جزئية جداول الامتحانات في إطلالة سريعة على امتحانات النقل التي ستبدأ نهاية هذا الأسبوع ، ومواكبة لهذا الحدث ، وفي قراءة لتلك الجداول أرى أن الجهة المعنية بوضع تلك الجداول بوزارة التربية والتعليم قد اختزلت الوقت كثيراً عند وضعها لجداول الامتحانات باعتمادها اختبارين في اليوم الواحد وكأنه لا يوجد لديها متسع من الوقت لتمديد فترة أداء الاختبارات حتى تكون بواقع اختبار لكل يوم إن لم يكن اختبار لكل يومين ، وطبعاً هناك الكثير من المبررات لكل هذه المقترحات والشاهد الأول لهذا هما الطلاب والمعلم على حد سواء ، وإلا فما الداعي لأن يضغط الجدول وينضغط بسببه أبناءنا الطلبة ، وإخواننا المعلمين ؟
وبعض إدارات المدارس قد أصدرت توجيهاتها – ضمنياً – بتعطيل الدراسة قبل أسبوعين منذ بدء الامتحانات .

أظن أنكم تتفقون معي أهمية العامل النفسي للطالب قبل بداية الاختبارات ، والتهيئة النفسية لها ثلاثة عوامل رئيسية الأسرة ، والمؤسسة التعليمية ، الجهة المعنية بتنفيذ سياسات التعليم . فبطبيعة الحال فإن الطالب سوف يتأثر نفسياً عندما نضيق عليه الوقت ، ونحاصره بالمواد ، وبعد ذلك نطالبه بدرجات عالية ، ونلقي عليه اللوم بتحصيله الضعيف ، من دون مراعاة الفروق الفردية لدى الطلبة عند وضع جداول الامتحانات .

فالملاحظ أن بداية ونهاية الامتحانات في منتصف الأسبوع ليس في بدايته أو في نهايته ، فما الذي يريده المعنيون في وزارة التربية والتعليم من هكذا جداول ، وما الحكمة منها ؟ وما البعد التربوي لها ؟

قد يقول قائل أن الطالب يجب عليه مذاكرة دروسه أول بأول منذ بداية العام الدراسي ، أنا أتفق مع من يقول ذلك ولكن ليس لطلبة الصفوف الخامس والسادس وما فوقها فكيف لنا أن نطالب هؤلاء الطلبة أن يحفظوا كل المعلومات من بداية العام إلى آخره ناهيك عن الفروق الفردية فهناك الطالب الضعيف والمتوسط والمجيد والذي يحتاج إلى عناية خاصة ، والذي يحتاج إلى معالجة صعوبات التعلم ، فالمعلم أدرى بذلك أكثر من أي تربوي آخر يقرأ الحقل التربوي من خلال التقارير الورقية .

همسة أخيرة لصناع القرار لمن بيده القرار يا إخوان الحقل التربوي والمتمثل في المعلمين والطلاب يناشدونكم الرأفة والرحمة ، فالحقل التربوي ليس مكاناً لعرض التجارب والمزايدات ، الحقل التربوي هو مصنع للعقول فلتحسنوا – غفر الله لكم – إمداده بكل ما هو معقول ، حتى نرى منهم ما هو مأمول .

[email protected]

Image
مقالات ذات العلاقة
Image