نماذج مبدعة: ندى حافظ أول عمانية تدير محل تصوير نسائي بمحافظة ظفار

عُمان – بخيت كيرداس الشحري: ندى بنت حافظ بيت سويلم نموذج للفتاة العمانية الطموحة وهي شابة نشطة جداً في عملها، وتعمل بشكل دؤوب لتنجز أعمالها، وتحقق لنفسها مكانة مرموقة في صفوف رائدات الاعمال الحرة، وطموحها ان تتطور لتكون نموذجا يحتذى به.


وتمتلك ندى حافظ مجموعة مواهب سعت إلى ابرازها من خلال عدة قنوات تمارس فيها هوايتها، إلى ان أكتشفت أخيراً أن هواية التصوير هي الأقرب اليها، بعد أن خاضت تجربة التقديم التلفزيوني، حيث عملت كمذيعة في عدة برامج في التلفزيون العماني، كما عملت مدرسة للموسيقى في احدى المدارس الخاصة بشكل تطوعي ومن دون أجر لمجرد حبها للموسيقى.

وبعد أن مرت ندى بكل هذه التجارب وجدت نفسها تعبث بكاميرا والدها الذي يمتلك عدة كاميرات كونه من المصورين المحترفين في السلطنة، ويعمل في هذا المجال منذ سنوات عديدة فوجدت بينها وبين آلة التصوير ألفة وبدأت مرحلة الاحتراف التجاري فيما بعد حيث افتتحت أول استديو للتصوير النسائي في محافظة ظفار.

وتقوم ندى حافظ بتوثيق المناسبات الاجتماعية كالأعراس والحفلات النسائية واعياد الميلاد بالتصوير الفوتوغرافي والفيديو ما اكسبها الكثير من الشهرة في هذا المجال، كما انها شاركت في المعرض الخاص بالتصوير الفوتوغرافي سنة 2012 تحت اسم ( نظرة مبدع ) كأول مشاركة لها في جمعية الفنون التشكيلية، فيما شاركت في مهرجان صلالة السياحي2011 و 2012 كمصورة لتغطية الفعاليات النسائية، وكذلك شاركت في مهرجان المسرح الخليجي 12 كمصورة لتغطية فعاليات المهرجان لمجلة الحدث اليومية المتخصصة.

مرايا زار استديو ندى في صلالة وتعرف على مشوارها في مجال العمل الحر.
ــــــ حدثينا عن بدايتك مع آلة التصوير ؟

لم أكن أميل للتصوير في مراحل دراستي حتى قبل عام 2007 حيث أن هوايتي ايام الدراسة كانت الموسيقى والتقديم وليس التصوير ، وفي عام 2007 كنت طالبة في المرحلة الثانوية وبدأت تتولد لدي هواية التصوير، حيث بدأت آخذ كاميرا والدي وأحاول التقاط الصور بها، وحينها لم أكن أفهم كثيراً بحرفيات التصوير، وكنت التقط كما هائلا من الصور ومن ثم أقوم بمراجعتها، وأحاول ان اكتشف مواطن الجمال والضعف في هذه الصور، إلى أن تمكنت من هذه الهواية وأصبحت اتعامل معها بشكل سلس وبحس فني، وبدأت اتعرف على تقنيات التصوير من خلال الممارسة. كما أنني استفدت كثيراً من الوالد كونه مصورا محترفا حيث لم يبخل علي بخبراته وتوجيهاته السديدة كوني مبتدئة ولم يسبق لي أن اشاركت في اي دورات في التصوير الضوئي أو في برامج الفوتو شوب، ولكني ثقفت نفسي في هذا المجال عن طريق مواقع الانترنت وبرامج اليوتيوب مما ساعدني على اكتساب الكثير من الخبرات في هذا المجال.

ــــــ متى بدأت فكرة التصوير بشكل تجاري؟
بدأت في تصوير حفلات الأعراس من خلال عرض اتى لوالدي كونه مصورا ويمتلك استوديو تصوير فوتوغرافي ـــ إن كان بإمكانه ان يوفر مصورة نسائية للتصوير في أحد الاعراس، وعرض علي والدي فكرة ان أقوم بهذه المهمة نظير أجر مادي معين، وما دفعني ذاك اليوم ليساً حباً في المادة أو التصوير ، أكثر ما يكون رغبتي في الحضور للعرس و الاستمتاع ببرنامج العرس ومشاهدة العروس وما إلى ذلك، وتوالت فيما بعد تلك الفرص، وبعد فترة من العمل في تصوير الأعراس استطعت أن أدخر مبلغا لاقتناء أول كاميرا خاصة بي من نوع ( نيكون ) بواسطة مبلغ مالي استطعت ان اجمعه من عملي في تصوير الأعراس، وكان ذلك في سنة 2008 حيث كنت في السابق اعتمد على كاميرا والدي، ومن ثم استطعت شراء جهاز حاسب آلي محمول مما ساعدني على الاطلاع على برامج الفوتوشوب وكل ما يتعلق بالتصوير من خلال الانترنت والبرامج المحملة على اليوتيوب.

ـــــ ما الذي شجعك لفتح استوديو متكامل ؟
استمر عملي في البيت مدة ثلاث سنوات حيث كنت اعمل بشكل مستمر، مما سبب ازعاجا لأهلي الذين تحملوا ذلك بشكل ايجابي جداً، ودعماً منهم لي للاستمرار في مشروعي، ولكني أدركت أن العمل لابد وان ينتقل إلى مكان آخر، فأخذت أفكر بجدية في إنشاء استوديو خاص بي، لأنه في البيت كان الزبائن يأتون في أوقات أحيانا غير مناسبة، أما المحل فيكون له مواعيد فتح واغلاق.
مشروع سند

ـــــ ما هي الصعوبات التي واجهتك لفتح محل خاص ؟
في سنة 2008 تقدمت لمشروع سند واخبرتهم بمشروعي وقد أبدوا اعجابهم بالفكرة وشجعوني عليها ولكنهم لم يساندوني وانتظر طلبي لديهم سنتين وبعد محاولات مضنية طلبت منهم 2000 ريال بدلا عن 3000 حتى أحصل على الدعم وعن طريق طرف آخر وافقوا على إقراضي 2000ريال. وبعدها تم تحويل معاملاتي لبنك التنمية، ولكنني واجهت المماطلة مرة أخرى ومن ثم طلبت منهم إذا لا يستطيعون إقراضي 2000 ريال بشكل سريع أن يعطوني 1000 ريال على الاقل، وللأسف لم أجد تجاوبا سريعا، وفي بنك التنمية انتظر طلبي سنتين كذلك. وعندما وجدت أن 4 سنوات ضاعت من عمري دون تقدم، أيقنت أن لا فائدة من الانتظار أكثر، وعلي أن أحاول بعيداً عن دعم برنامج سند، وبعد أن افتتحت مشروعي بمجهود شخصي وبمساعدة من بعض الاطراف بمديونية، اتصلوا بي من بنك التنمية وأخبروني أن معاملتك جاهزة وعليك الحضور لتستلمي مبلغ الدعم والذي هو عبارة عن الف ريال، ولكني لم آخذ المبلغ منهم.

وقد تعبت كثيراً حتى استطعت أن أجد محلا بإيجار مناسب لأبدأ فيه المشروع حيث كانت ايجارات بعض الاماكن مرتفعة، وأصبحت ابحث عن مكان بسعر مناسب حتى ولو كان في موقع تجاري غير مميز. وكان والدي معترضا على الموقع كونه بعيدا عن البيت، وكذلك لم يكن مناسباً بشكل تجاري، ولكني أقنعته ان هذا الموقع مع مرور الوقت سيكون موقعا مميزا كالمواقع الاخرى .

ـــــ ماذا عن تجربتك في افتتاح المحل؟
مع افتتاحي للمحل بدأت بإلإعلان عنه عن طريق الرسائل النصية، وأنشأت صفحات خاصة باسم استوديو ندى فوتو للتصوير النسائي في مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك والانستجرام والتويتر وغيرها . ومن ايجابيات العمل بعد افتتاح المحل انني استطعت ان انظم وقتي وأجدول عملي، وكذلك تقنين المعاملات المالية مع الزبائن، حيث كنت في السابق اواجه صعوبة في تحصيل بعض المستحقات المالية بشكل سريع، وايضا تنظيم العمل بشكل أفضل، وقد التزم الناس اكثر معي في تحديد مواعيد التصوير. واستطعت ان اجمع الى جانب التصوير الفوتوغرافي ميزة التصوير بالفيديو في بعض المناسبات، كما كنت اعمل بشكل مكثف ومجهود مضاعف، ولكن بعد ان وظفت معي اختي واحدى صديقاتي شعرت بنوع من الراحة كون عبء العمل توزع على ثلاثة اشخاص بعد أن كان مرمياً على عاتقي .

وعملي لا يخرج خارج نطاق ولاية صلالة، ولكن هناك عروض تأتي من ولاية ثمريت أحياناً، ولكن اختي هي التي تذهب لتلك المهام الخارجية برفقة أحد من الاهل .

ـــــ هل تخشين من المنافسة؟
مازلت الفتاة الوحيدة التي تمتلك استوديو نسائيا كمشروع خاص، ولكن بدأت فتيات اخرى يدخلن في المجال الذي اعمل فيه ولكن عملهن مقتصرا على الاقارب ومن خلال البيوت وليس كمحل متفرد وبشكل تجاري قائم. ولا اخاف من هذه المنافسة كوني امتلك الكثير من الزبائن والمحل في تطور دائم، ونحن نسعى دائماً للتطوير وللتنويع، حيث تمت إضافة أنشطة اخرى كتقديم خدمات لتجهيز واعداد حفلات اعياد الميلاد في هذا العام.

ـــــ هل ترغبين بالعمل في القطاع الحكومي؟
لا أفكر بالعمل الحكومي إلا اذا كان هذا العمل سوف يضيف لي شيئا جديدا، وأستطيع من خلاله ان أطور من مهاراتي العملية وأضيف للمجال الذي سوف اعمل فيه .
التلفزيون

ــــ ماهي البرامج التي قدمتها في التلفزيون، ولماذا تركتِ التقديم والموسيقى واخترت التصوير؟
عملت في عدة برامج تلفزيونية منها برنامج حظك في ولاية في شهر رمضان عام 2007 وبرنامج ياليل مع عبدالله السباح في تقديم التقارير الخارجية، وكذلك برنامج رنين الوتر مع عقيل باعلوي، كما أنني أجيد عزف البيانو والجيتار، وقد عملت كمدرسة موسيقى لمدة سنتين في مدرسة خاصة بدون مقابل حباً في العزف. ومن ثم عملت اعادة تقييم لكل هذه المهن، ووجدت ان مهنة التصوير ذات مردود مادي أفضل، كما أنني وجدت التصوير أقرب لذاتي من التقديم، لا سيما ان العمل الاعلامي يتطلب الكثير من الاكسسورات والاعداد والتحضير، بخلاف التصوير ، ولكني في 2012عدت للتقديم مرة أخرى في ختام مهرجان المسرح الخليجي 12 ،وقد حصلت على عدة عروض من التلفزيون ولكني رفضتها.

ـــــ هل تحققت طموحاتك للآن ؟
الحمد لله على ما وصلت إليه وحققته للآن، فقد صرت ملمة بكثير من برامج التصميم والفوتوشوب بالرغم إني لم آخذ دورات في هذا المجال، ولكنتي تعلمت بمجهودي الذاتي، ورغم ظهوري عدة مرات كمذيعة في تلفزيون السلطنة، إلا أنني للأسف لم أحظ بأي متابعة اعلامية كوني أول فتاة في ظفار تمتلك استوديو نسائي خاصا، وقد شعرت بكثير من الفرح حينما استضافوني على شاشة الام بي سي في صباح الخير يا عرب، مما اعطاني شهرة أكثر حيث تمت استضافتي بعد هذا اللقاء في عدة مدارس في المحافظة لعرض سيرتي الذاتية على الطالبات وكيف يمكن للفتاة أن تكون رائدة اعمال. واطمح للتوسع في هذا المجال، وان اقيم مشروع قاعة افراح وتوفير كل المتطلبات لإقامة مختلف المناسبات، واتمنى أن يكون مشروع الرفد رافداً حقيقياً لدعم الشباب الطموح في العمل الحر. كما أتمنى أن اشارك في معرض خاص للتصوير الفوتوغرافي مع والدي لعرض اعمالنا المصورة، ولكننا نحتاج إلى داعمين لهذا المعرض ليتكفل بطباعة الصور كونها مكلفة مادياً، وأتمنى توفير صالة عرض تزامناً مع مهرجان صلالة السياحي هذا العام .

Image