عُمان – شمسة الريامية: تعد فترة الجامعة أو الكلية من الفترات المهمة بالنسبة للطالب، فيها تتوسع مداركه وخبراته وخلفياته، ويصبح قادرا على تحليل الواقع والتخطيط للمستقبل، وخاصة إذا انضم للجماعات الطلابية فالجامعة أو الكلية، التي تعلمهم إدارة الوقت، والثقة بالنفس، تحمل المسؤولية ، ومخاطبة الجمهور والإقناع وغيرها من المهارات.. وعبد الرحمن بن محمد العبري
استفاد من كل المهارات والمعارف التي تلقاها في كلية العلوم التطبيقية بعبري وأسس مع مجموعة من زملائه شركة للإنتاج الرقمي والتصميم، حيث تقدم هذه الشركة العديد من الخدمات منها تصميم المطبوعات والإعلانات، وإيجاد الهوية التجارية للمؤسسة أو شركة وتطويرها، ومنتجة الأفلام وتوثيق الفعاليات، وعمل المؤثرات البصرية لأي فعالية، والوسائط المتعددة التفاعلية، وتصميم ثنائي وثلاثي الأبعاد، وتصميم الأفلام الكرتونية ثنائية وثلاثية الابعاد- بالإضافة إلى إقامة حلقة تدريبية في المجالات السابقة الذكر.
يقول عبدالرحمن:” وُلِدت الفكرة في آخر سنة دراسية لنا وهي فترة انتقالية بالنسبة للطالب الجامعي في تحديد مصيره بعد التخرج في البحث عن فرصة عمل أو الذهاب إلى أبعد من ذلك في تأسيس مشروع تجاري يوجد فيه فرص عمل للآخرين.. وبهذا جاءت الفكرة من واقع دراستنا ولحاجة السوق لمثل هذه الأعمال في ظل غياب الأيادي والخبرات الوطنية وسيطرة الأيدي العاملة الوافدة عليها .. بدأت دراسة المشروع بشكل مبسط وبعد تخرجنا من الدراسة حصلنا على فرصة للمشاركة في برنامج (STARTUP WEEKEND OMAN) وهو من تنظيم المنظمة العالمية (STARTUP WEEKEND) والذي أقيم في أكثر من 52 دولة أجنبية، وأقيم أول مرة في الوطن العربي في «مسقط», البرنامج معني باستثمار أفكار الشباب ودراستها وجعلها قابلة للتطبيق تجاريا، وحصلنا على المركز الأول باسم مشروع (GRAPHIX) وتلقينا دعما مباشرا من واحة المعرفة مسقط والشركة العمانية الهندية للسماد».
الدورات التدريبية
التحق العبري بعدة دورات تدريبية في مجال الإدارة والتسويق وتقنية المعلومات وفي برامج التصميم المختلفة حتى يكتسب مهارات الإدارة والتسويق الناجح والفعال، ويتعرف على كل ما هو جديد في عالم التقنية وبرامج التصميم، فقد شارك في دورة بمجال ريادة الأعمال في جمهورية سنغافورة بمبادرة من وزارة التجارة والصناعة ودعم من عدة جهات حكومية وخاصة، كما شارك ببرنامج (STRATUP WEEKEND) والعديد من حلقات العمل التي تقدمها المديرية العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهيئة تقنية المعلومات. والكثير من الأحيان يستعين العبري بالاستشاريين التابعين لواحة المعرفة بمسقط، والمديرية العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وبعض الزملاء من أصحاب الخبرة.
مواجهة التحديات
واجه العبري العديد من الصعوبات والتحديات في بداية انطلاقة في عالم التجارة والأعمال.. عالم مليء بالمغامرات.. ولكن استطاع تذليل كل تلك العقبات بالإدارة الجيدة، والعزيمة والصبر، وبعشقه للنجاح، وحبه لهذا المجال.. فقام بوضع دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع ورسم خطة عمل حتى يتجنب أي عثرة أو يتفاداها في المستقبل.
يقول:”لا بد لأي مشروع تجاري يسبقه جدوى اقتصادية وخطة عمل واضحة وإلا سيكون سير العمل عشوائي وأكثر قابلية للفشل، أما الصعوبات التي واجهتنا أنا وزملائي هي غالبا ما تواجه معظم الشركات الصغيرة والمتوسطة في إيجاد مصدر تمويل مناسب بالإضافة إلى بيئة العمل الجديدة وكيفية التعامل معها. فمن غير الممكن أن تُنشأ شركة صغيرة وتريد أن تصل بها إلى العالمية بدون أن تواجه تحديات صعبة إن لم تكن قاسية في بعض الأحيان، والدخول في عالم الاعمال هو بمثابة أكبر تحد يواجه عزيمة الشخص، فإن استطاع تجاوزها فستساعده للمضي في عمله بشكل سليم».
الخطة التسويقية
يعتبر التسويق من المراحل المهمة لأي مشروع تجاري وخاصة في بداياته، حيث يساعد صاحب المشروع من اتخاذ القرارات المهمة في السعر أو الجودة أو التغليف وغيرها من الأمور المهمة التي تساعد على نجاح العملية التسويقية للمنتج أو الخدمة. كما زادت أهمية التسويق منذ ظهور الانترنت نظرا لسهولة الوصول إلى عدد كبير من الزبائن، وقليل التكلفة، كما يستطيع المعلن معرفة ردة الفعل، ومدى رضاء الزبون من المنتج أو الخدمة.. والكثير من الشباب الآن يلجأون على الانترنت للتسويق عن منتجاتهم، وهذا ما انتهجه العبري في خطته التسويقية فلجأ إلى قنوات التواصل الاجتماعي كالفيس بوك، وتويتر، واليوتيوب، والمنتديات للتعريف على خدماته، بالإضافة إلى استخدامه الوسائل التقليدية في التسويق مثل الزيارات الميدانية لمختلف المؤسسات التي تحتاج لهذه الخدمات، والمشاركة في المعارض مثل معرض كومكس، والمعارض التي تقيمها المديرية العامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها من الفعاليات الأخرى التي تساعدهم للوصول إلى هدفهم، إلى شريحة كبيرة من الجمهور.
عطر الكلام
يختتم العبري حديثه بقوله: «الطموحات كثيرة ولكن يجب التركيز على الانسب منها والمضي قدما إليها برؤية واضحة ومدروسة .. توسيع الاعمال وبناء مجموعة مترابطة هي ما أطمح إليه.. وعلى أي شاب مقبل لفتح مشروع عليه في البداية بعمل دراسة جدوى اقتصادية للمشروع، ووضع خطة عمل واضحة، واستشارة المختصين وأصحاب الخبرة، فجميعها تسهم في إنجاح المشروع، وتخطي التحديات وتقلل من مخاطر الفشل».
وأضاف:”أرغب بتوجيه كلمة شكر إلى وزارة التجارة والصناعة وعلى رأسها معالي الوزير وإلى المديرية العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لمبادراتهم اللامحدودة في دعم وتأهيل أصحاب هذه المشاريع وإفساح المجال لهم لتطوير أعمالهم وكذلك أوجه شكري وتقديري إلى القائمين بواحة المعرفة مسقط وهيئة تقنية المعلومات».
اترك تعليقاً