سعيد بن سالم المعمري
لا ريب أن في تعاقب الليل والنهار ، وانقضاء العام بعد العام لعبرة لأولي الألباب والأبصار ، نعم أعزائي التربويون ، وأبنائي الطلبة ها نحن نستقبل عامًا دراسيًا جديدًا يحمل لنا في أجندته الكثير من المسؤوليات والالتزامات تجاه ديننا ووطننا ، يحمل لنا الأمل المشرق المتمثل في تحصيل العلم ، يحمل لنا الرفعة والتقدم لهذا الوطن الغالي .
سأبدأ معك أيها المربي الفاضل ، والمعلم المتفاني ، والقدوة الرائعة ، أيها المعلمون أنتم على ثغرة من ثغور هذا الدين فأحسنوا الحراسة والتوجيه ، وأحسنوا التربية والصحبة ، واهتموا بالفسيلة وارعوها حتى تؤتي أفضل الثمر بإذن الله .
وأعلموا أن الإخلاص راس كل فضيلة ( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ) ولا شك في إخلاصكم وتفانيكم فأنتم الشموع التي تحترق لتنير الدرب للآخرين ، وما رعايتكم لفلذات الأكباد ، وعماد البلاد ، إلا تنمية لثرواتها ، ومساهمة منكم في عمارتها ، فأنتم نهر العطاء ، وورثة الأنبياء ، فكونوا كما أرادكم نبيكم ، وجعل الخيرية في عملكم ، فهذا الوطن يستحق منا التعب والعناء ، والتضحية والفداء ، فكونوا خير المحسنين ، يكن الله لكم خير معين .
وأما أنت أيها الطالب النجيب ، فهنيئا لك بالعام الجديد ، ونسأل الله أن يجعله لكم عام خير وتحصيل ، وأعلم أن وطنك ينتظر منك الكثير ، وقد أتاح لكم سبل التعلم ، ووفر لكم كل متطلباته ، فلم يدّخر وسعاً في ذلك ، فأنتم من سيقوم بكم هذا الوطن ، وبسواعدكم وعقولكم ستصلون به إلى أعلى ما وصل به غيركم ، وليس من شكر النعم أن نتخاذل في تحصيل العلم ، وقد وهبنا الله العقول ، وهيأ لنا الأسباب ، نعم يا أبنائي إن العلم نور فبه عُرف الله سبحانه وتعالى ، وبه قامت دعائم الدين الإسلامي ، وبه شمخت الحضارات ووصلت إلى ما وصلت إليه ، فهل يرضيك أن يتقدم غيرنا ، ونتأخر ؟
فهلاّ شمرنا جميعا عن ساعد الجد ، وجعلنا هذا العام البداية الحقيقية للوصول إلى غايتنا النبيلة ، وهي خدمة عماننا الجميلة .
ودمتم في رعاية الله .
خاص بموقع مدارسنا دوت نت: الثلاثاء ٤ / ٩ / ٢٠١٢م