26 طالباً مواطناً يستكشفون مكونات الفضاء في “ناسا”

دار الخليج: عاش 26 طالباً مواطناً من ثانويات التكنولوجيا التطبيقة، بمختلف إمارات الدولة، مؤخراً تجربة رائدة لاستكشاف مكونات الفضاء خلال رحلة إلى مركز فضاء هيوستن التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية “ناسا”، بالتعاون مع مؤسسة تطوير مشاريع الشباب العربي، ضمن برنامج متطور يسعى إلى تدريب الطلبة مبكراً على أحدث التقنيات الهندسية التي تستخدمها وكالة “ناسا” في الطيران والفضاء، على مدار 10 أيام ملأى بالمعلومات العلمية عن الفضاء، والترفيه، حيث ينفذ مركز جونسون للفضاء عدداً من الرحلات والبرامج العلمية التي تسلط الضوء من خلالها على كوكب المريخ والمشروعات ذات الصلة، وتعطي الفرصة للطلبة لمشاهدة مراكز مراقبة البعثات ومنشأة نماذج محطات الفضاء التي توفر الحجم الطبيعي لمحطات الفضاء الدولية ومكوك الفضاء .

 

ويأتي ذلك ضمن الدورات التدريبية العملية المتخصصة التي يقوم بها طلبة وطالبات ثانويات التكنولوجيا التطبيقية.

قال الدكتور عبداللطيف الشامسي المدير العام لمعهد التكنولوجيا التطبيقية، إن هذه البعثة تأتي في إطار استراتيجية العمل في المعهد التي تنفذ تحت شعار “طموحات علمية بلا حدود” وذلك من أجل العمل المتطور لتحقيق طموحات القيادة الإماراتية الرشيدة، في صناعة أجيال إماراتية جديدة من شباب الوطن القادر على الإبداع في كل المجالات الهندسية والتكنولوجية الجديدة بما يتوافق مع متطلبات التنمية الاقتصادية في الدولة عامة، ورؤية أبوظبي 2030 بشكل خاص .

ولفت إلى أن الطلبة أبدوا خلال البعثة الحرص التام على الاستفادة القصوى من جميع فقرات برنامج التدريب العملي في مركز فضاء هيوستن التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية “ناسا”، بهدف الخروج منه بكامل الفائدة المرجوة حيث تم التركيز على الاستفادة المباشرة من الخبرات الهندسية المتخصصة في عالم الطيران والفضاء التي تعمل فعلياً في مشروعات عدة متطورة ومتخصصة في هذا المجال ب “ناسا” وهو الأمر الذي يضمن اكتساب الطلبة خبرات عالمية متطورة ومتخصصة في الفضاء والطيران .

وأكد أن برنامج البعثة، يتضمن مختلف العمليات الفنية المتعلقة بالفضاء والطيران التي يمكن من خلالها للطلبة تطبيق دراساتهم العلمية في هذا التخصص الذي يجذب كثيراً من شبابنا، ومن ثم استكمال دراساتهم الجامعية في التخصص ذاته بالالتحاق بأكاديمية العين الدولية للطيران التابعة لمعهد التكنولوجيا التطبيقية، وهو الأمر الذي يضمن التطبيق الفعلي للربط الأكاديمي لكل ما يتم دراسته في ثانويات التكنولوجيا التطبيقية، وفي كل التخصصات الهندسية والتكنولوجية المتطورة .

ومن جهته، قال أحمد الملا مدير إدارة الشؤون الطلابية في معهد التكنولوجيا التطبيقية، أن هذه التجربة تمثل فرصة كبرى لتزويد الطلبة بمشاريع وأنشطة تعليمية عملية جاذبة ومناسبة في صورة جداول دراسية إضافية، بحيث يكون لتطبيق المعارف التي تعلموها في المواد الدراسية تأثير إيجابي هائل في مداركهم وفي فرص التوظيف المستقبلية المتاحة أمامهم، مؤكداً أن جميعة خبرات التدريب الفضائي التي تستهدف احتياجات الطلاب يمكن تطويعها بحسب الاحتياجات الخاصة للسوق الخليجي .

“الخليج” التقت عدداً من طلاب ثانوية التكنولوجيا التطبيقية في أبوظبي، فأكدوا حرصهم ولهفتهم إلى التعمق في دراسة عالم الفضاء الغنيّ بالأسرار والمغامرات والعلوم الحديثة، واستفادتهم وتفاعلهم بسرعة مع البرنامج إلى زيادة خبرتهم عن الفضاء، فيقول سيف علي القبيسي: “حصلنا على مدى 10 أيام غزيرة بالمعلومات المشوقة عن الفضاء ورواده، وتعرفنا إلى مقياس الطيف وأهميته ودوره في عالم الفضاء، وتعرفنا إلى المراحل التي يتبعها رواد الفضاء للسفر إلى الكواكب الأخرى، والإجراءات التي يتبعونها من استعدادات وفهم عميق للأجهزة المختلفة والمستخدمة في الرحلة إلى الفضاء، وقررت من اليوم أن أتخصص في مجال الهندسة المتعلقة بالفضاء، للعمل في وكالة “ناسا” حتى أكون من أوائل الإماراتيين الذين يصبح لهم دور في وكالة “ناسا” للفضاء .

وأكد سيف سالم الهاملي اكتسابهم الخبرة في مجال الفضاء، وتعلمهم الكثير من المهارات، ومنها كيفية مواجهة المشكلات المتوقعة وغير المتوقعة التي يمكن أن تواجه رواد الفضاء، وقال تعلمنا أيضاً ضرورة العمل الجماعي، والتواصل سوياً، من أجل وضع حلول للمخاطر المختلفة التي يمكن ان يتعرض لها أيضاً رواد الفضاء، كما زادت الرحلة إلى “ناسا” بداخلنا حب التعلم، ورفعت من معنوياتنا نحو النجاح والحلم بمستقبل باهر، مملوء بالعلم والتكنولوجيا والتطوير .

ولفت محمد عبدالله الحوسني، إلى حصولهم على دورة مثيرة في مختبر الطفو المحايد، وحصلوا فيها على تدريب وكأنهم رواد فضاء حقيقيون، وشاركوا في التدريبات تحت الماء باستخدام أجهزة التنفس في حوض سباحة محاكٍ للضغط الجوي في الفضاء، وبجاذبية مصطنعة، وقال: “بعد رحلتي إلى “ناسا”، أريد أن أصبح أحد علماء “ناسا”، وأبحث عن الجديد في عالم الفضاء وإمكان العيش على أحد الكواكب الأخرى، وأن استكشف ما يخفيه الكون من أسرار” .

وعبّر عبدالقادر محمود الجابري عن سعادته للمشاركة في تلك الرحلة التي سمحت له باكتشاف الفضاء والعلوم، وقال: “استمعنا إلى عدد من المحاضرات عن مكونات المركبة والمهام التي يمكن القيام بها في المريخ عند وصولنا إليه، كما زرنا مراكز تدريب رواد الفضاء وغرفة التحكم في المهمات ومحطات الإعداد وتعلمنا كيفية بناء مكوك الفضاء وخوض تجربة العيش في الفضاء إلى جانب أهمية استكشاف الفضاء بغرض جمع العينات للتحليل والدراسة، حيث كان أكثر جزء مملوء بالإثارة في رحلتنا هو إطلاق صاروخ خاص بنا، كما أتمنى بعد زيارتي إلى “ناسا”، أن ننفذ مشروعاً خاصاً بنا في الدولة، يتعلق بدراسة الفضاء والبحث فيه، وأن نتخصص ونبدأ بابتكار التكنولوجيا الخاصة والمتعلقة بالفضاء، فلا يوجد أي شيء يمكن أن يعيقنا عن تحقيق هذا الحلم” .

وتحدث خالد جمال النعيمي، عن مشاركتهم في مشاريع محاكية للواقع اكتسبوا منها خبرة واسعة في مجال الفضاء، وقال: “تعلمنا في الرحلة إلى مركز هيوستن للفضاء، كيفية تصميم الصواريخ وطرق بنائها وإطلاقها إلى الفضاء، فقمنا بالتفكير ووضع سيناريوهات حقيقية من الواقع لتصميم صاروخ خاص بنا، كالذي يتم إطلاقه إلى الفضاء، وحددنا الأجزاء المطلوبة، ووضعنا ميزانية لهذا المشروع، ثم قمنا بتنفيذه، كما تدربنا على حل المشكلات التي واجهتنا أثناء التحضير له، وعملنا أيضاً في مجموعات لتشغيل روبوتات المريخ” .

وأشار أحمد عبدالله الحوسني، إلى إجرائهم محادثات مع متخصصين في مركز هيوستن للفضاء، عن استكشاف الفضاء ودفع الصواريخ، وكيفية مراقبة البعثات إلى الفضاء، ومراقبة المحطة الفضائية الدولية والمكوك الفضائي والروبوتات، وكيفية تصميم زي رواد الفضاء، وتعرفنا إلى خصوصيتها ومكوناتها، والوظائف المختلفة التي يجريها رواد الفضاء .

Image
Image